إسرائيل تهتك الوعي العربي.. تعرف على الدور الخطير لـ "الدبلوماسية الرقمية" الإسرائيلية !
يتساءل كثيرون حول الصفحات الإسرائيلية التي أصبحت تعج بمواقع التواصل الاجتماعي خاصة الفيسبوك، وتويتر، والتي تبرز معظمها في هذا التوقيت الحالي والتي تجابه بانتقادات حادة، وبرغم ما تلقاه من تطاول كبير خاصة من قبل البلدان العربية التي تقابل كل منشور باستهجان شديد، إلا أنها لا تزال تصر على مواجهة هذا السيل الكبير من تلك الانتقادات بكل استحسان، وسعة صدر.
محاولة الظهور بصورة حسنة
تحاول هذه الصفحات الإسرائيلية التي تطلقها الجهات الرسمية للعدو الصهيوني أن تظهر دائما بصورة حسنة، وفي صورة الحبيب الذي يغفر دائما لصاحبه أي ذنب، فالمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، لا يكل أو يمل أن يظهر بصورة إيجابية، وانطلاقا من هذا لا يتوانى لحظة واحدة في تقديم التهاني والتبريكات في كل عيد من أعياد العرب، سواء مسلمين أو غير مسلمين، بل ويقوم بتسجيل مشاهد متلفزة، يتحدث فيها هذا الصهيوني "أفيخاي"، بآيات القران الكريم، ويهنأ بأيام رمضان والأعياد، وهو الأمر الذي يثير حالة من الاندهاش، والاستغراب، خاصة من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
بل ويذهب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إلى ما هو أبعد من ذلك حيث يفصح في الكثير من الأحوال، عن مكونات جيش الاحتلال الإسرائيلي، ليبيّن أن هناك عناصر مسلمة تخدم في جيش الدفاع الإسرائيلي، وهو ما يثير أيضا الكثير من التساؤلات حول ألأهداف التي يريد توصيلها هؤلاء إلى الجمهور المستهدف.
تساؤلات واستغراب
ومع هذا الاستغراب الشديد والتساؤلات المترددة دائما في أذهان كثيرين حول هذه المجهودات الصهيونية التي تحاول تغيير المشهد الإسرائيلي، وإخفاء معالم العقيدة الصهيونية الإسرائيلية، إلا أن الكاتبة الإسرائيلي هداس هروش في ذات الوقت أفصحت عن الكثير والكثير من خبايا الأسرار حول كينونة هذه الصفحات، والأهداف الرئيسية من تأسيسها، التي ترتبط ارتباطا وثيقا بقلب المفاهيم العربية تجاه إسرائيل.
"الدبلوماسية الرقمية" الإسرائيلية
و تؤكد الكاتبة هروش، أن العمل على هذه الصفحات الالكترونية تخضع لما يسمى بـ "الدبلوماسية الرقمية" الإسرائيلية، التابعة لقسم "الدبلوماسية الرقمية" العربية في وزارة الخارجية التابعة للكيان الصهيوني، مشيرة إلى أن هذا المصطلح حديث نسبيًّا، حيث أفتتح قبل 5 سنوات فقط، وأصبح تابعا لوزارة الخارجية الإسرائيلية، عندما أدركت ضرورة مخاطبة الشباب العربي وغزو أفكاره.
تغيير الصورة الذهنية
وعن أهداف هذه الصفحات تشير الكاتبة الإسرائيلية، هروش، أن هذه الصفحات الخاصة بالكيان الصهيوني والتي يظهرون فيها برومانسية طاغية، هي نتاج مهم للوصول إلى كل مواطن عربي بهدف تغيير معتقداته ونظرته عن إسرائيل، موضحة أنه لم تكن تربطهم أية علاقة مع الناس قبل 10 سنوات في العالم العربي، وهو ما تغير كثيرا اليوم، من خلال هذه الصفحات.
شباب منظمون لا عشوائيون
وتوضح الكاتبة الإسرائيلية هداس هروش، أن العمل على مواقع التواصل الاجتماعي لا يتم بعشوائية وإنما يكون منظما من خلال التجهيزات الكاملة سواء البشرية أو غيرها من الماديات، حيث تؤكد أن هذا العمل يتم في مبنى كبير في وزارة الخارجية الإسرائيلية، حيث يجلس شباب إسرائيليون، ويتواصلون مع شباب عرب من جميع أنحاء العالم.
تجارب عملية
وتحكي هروش موضحة الكثير من الخبايا، قائلة "قبل 10 سنوات عملتُ في السفارة الإسرائيلية في مصر وعشتُ في القاهرة"، وتنقل أيضا عن حسن كعبية، قوله وهو قنصل إسرائيل في الإسكندرية " أدركت ضرورة تواصل إسرائيل مع العالم العربي، بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي، عندما كنت أتجول في المقاهي، وأرى كل الشباب يجلسون وبحوزتهم الحواسيب النقالة، ويتصفّحون في الإنترنت"
أرقام وإحصائيات دقيقة
وتذهب الكاتبة هروش إلى أبعد من ذلك، حيث تدلي بمعلومات دقيقة عن مواطني الشرق الأوسط، مبينة أنه يعيش في الشرق الأوسط 250 مليون مواطن عربي، من بينهم 145 مليون يستخدمون الإنترنت، ويستخدم 80 مليون الفيس بوك"، كما يؤكد "يوناتان جونين"، رئيس قسم الدبلوماسية الرقمية باللغة العربية في وزارة الخارجية الإسرائيلية.
وذكرت هروش، أن معظم المتابعين يأتون من مصر، حيث يبلغ عدد متابعي صفحة "الفيس بوك" التي يديرها قسم الدبلوماسية الرقمية التابع للخارجية الإسرائيلية، أكثر من 910 ألف متابع، معظمهم من الشباب في سنّ 18 حتى 24 عاما.
صفحات خطيرة
وعن خطورة هذه الصفحات تؤكد الدكتورة سهير عثمان أستاذ بكلية الإعلام، أن هذه الصفحات تعد من أكثر الأمور خطورة على وعي الشباب العربي، لافتة إلى أن الظروف التي يعيشها الشباب العربي ربما تجعله يصدق هذه الأكاذيب التي تلقيها تلك الصفحات الإسرائيلية على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما يؤدي إلى كارثة كبيرة، مشددة على أهمية اتخاذ سبل الوقاية اللازمة لذلك