خبراء يفصحون عن الأسباب الحقيقية وراء الجولة التاريخية للملك "سلمان بن عبد العزيز" تجاه دول الخليج
لا تزال العلاقات الخليجية من أكثر العلاقات المميزة في المنطقة العربية، حيث تجمع الكثير من العادات والتقاليد الواحدة، فضلا عن الأخوة التي تظهر بشكل كبير في المشهد الخليجي، وهو ما يميز دائما الدول الخليجية إلى حد كبير عن بقية الدول، وبناء على هذا تمتد أواصر وجسور التعاون المستمر، الذي يترجم الآن، بجولة الملك سلمان بن عبد العزيز، ملك السعودية، تجاه الدول الخليجية، والتي بدأها بزيارته للإمارات.
التجاذبات السياسية
وتأتي هذه الجولة التي وصفها محللون بالتاريخية، في وقت يشوبه بعض المشكلات العربية، خاصة بين السعودية ومصر، حول وجهات النظر المتفاوتة، والتي أدت إلى بعض المشكلات السياسية التي توقفت على إثرها الحصص النفطية التي كانت تدفع بها السعودية لمصر عبر شركة أرامكو.
وعلى صعيد آخر تأتي هذه الزيارة أيضا، وسط تهديدات كبيرة طفت على السطح في غضون اليومين الماضيين، والتي شهدت تهديدا إيرانيا واسعا وكبيرا، تجاه دول الخيج.
الصحف السعودية وسبب الزيارة
لم تغب الصحف السعودية في متابعة أجواء الزيارة التاريخية، للملك سلمان بن عبد العزيز لدول الخليج، التي بدأها بدولة الإمارات، بل أفصحت عن بعض الأسئلة التي تدور في الأذهان، والتي يأتي على رأسها سبب هذه الجولة خاصة في هذا التوقيت.
صحيفة "عكاظ" أشارت أن جولة الملك سلمان الخليجية تأتي في إطار دوره الفاعل والمحوري ومبادراته الخلاقة لتعزيز التضامن العربي وتوحيد صف العرب والمسلمين لمواجهة التحديات المهدّدة للمنطقة، ومتصدية أيضا لتمرير أية أجندات تسبب الفوضى والدمار لدول المنطقة.
كما أكدت صحيفة "مكة"، أن الزيارة تأتي وسط أنباء عن اتحاد عسكري دفاعي، يأتي على إثر التهديدات الإيرانية التي أصبحت مهددة للمنطقة العربية، ودول الخليج، وهو ما ظهر في تصريحات قائد قوات الدفاع الإيرانية محمد باقري، حيث أكد إن المنطقة الخليجية تقع تحت السيطرة الإيرانية، وأن قوات بلاده على استعداد لإرسال قواتها للمنطقة في أية لحظة، وهو الأمر الذي يستوجب الاهتمام بالتصدي لهذا الدور الإيراني التخريبي.
الزيارة تأتي وسط تحديات كثيرة
وفي سياق ما سبق أكد الدكتور "مختار غباشي" نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية، أن هذه الزيارة ترسل العديد من الرسائل، ومنها التوحد القوي في موقف دول الخليج، والتئام أية مشكلات تأتي في هذا التوقيت الحرج.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن الزيارة تأتي أيضا وسط تحديات كبيرة للغاية في مواجهة إيران وما تبرزه دائما من تهديدات تجاه دول الخليج، لافتا إلى أن السعودية دائما تتجه إلى إيجاد تحالفات لمواجهة هذه التحديات في المنطقة، خاصة تجاه تركيا، التي ترى أنها مأمن قوي ولاذ مهم.
السعودية تبحث عن ملاذ آمن
وأوضح غباشي، أنه لا يمكن القول بعد هذه الجولة، أن السعودية أدارت ظهرها لمصر، على إثر الخلاف المتواجد حول القضية السورية، والتي أدت إلى بعض التجاذبات، وإنما تسعى لإيجاد تحالفات مريحة، بالنسبة لها، مشددا عدم التصعيدات تجاه إيران خاصة عسكريا، محذرا من أن يكون هذا سببا في إشعال المنطقة بالمواجهات التي لن تفضي إلا بما هو أسوأ.
الزيارة تأتي لإيجاد توافق على جميع الملفات والتحديات
من جانبه أكد محمد حامد الباحث في العلاقات الدولية، أن زيارة الملك سلمان تأتي في توقيت مهم للغاية، حيث تؤكد عمق العلاقات ما بين دول الخليجية، فضلا عن أنها ترمي لإيجاد صيغة توافقية تجمع شتات جميع الدول الخليجية حول أزمات المنطقة، بدلا من أن تسير كل دولة بمفردها بسياسات مستقلة.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"لفجر"، أن زيارة الملك سلمان لدولة الإمارات، تأتي وسط اهتمامات كبيرة للغاية، حيث أن هناك الكثير من الملفات المشتركة بين الدولتين، تنتظر دائما الاهتمام والتوافق المستمر، ومنها القضية اليمنية، التي تعد من أهم الملفات المهمة التي تتداخل فيها الإمارات والسعودية.
وعن زيارة الملك سلمان لقطر، أوضح حامد، أن قطر ستظن أن هذه الزيارة تعد دفعة قوية، ودعما مهما لها في الكثير من الملفات التي تتزعمها قطر في المنطقة العربية، مشددا أن زيارة الملك سلمان تهدف الخروج بسياسة خارجية واحدة، في مواجهة التحديات والأزمات، خاصة تجاه التهديدات الإيرانية التي تأتي بين الحين والآخر.
السعودية تعيش مشكلات كبرى
كما أكد الدكتور جمال أسعد، الكاتب والمفكر السياسي، إن زيارة الملك سلمان تأتي كسابقة تاريخية كبيرة، لافتا إلى أنها تأتي ضمن إطار القضايا التي ستطرح في اجتماع مجلس التعاون الخليجي.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن السعودية في أزمة حقيقية وهناك مشكلات كثيرة تقع فيها، مما يجعلها تعيد النظر في الكثير من الأمور، وتعد كافة المواجهات التي تمكنها من التحكم مرة أخرى في الكثير من الملفات التي غرقت فيها.
ولفت أن هذه المشكلات تأتي على رأسها، الملف اليمني، والقضية السورية، التي تمثل مشكلة كبرى للسعودية، حيث الدخول في صراعات، أفقدتها الكثير من قواها الاقتصادية، فضلا عن التحولات الأمريكية التي بدت ظاهرة أمام الجميع.