التشاؤم يهدد الصحة ويسبب الوفاة
إذا كنت من المستبشرين خيرا فى الحياة، فأنت فى الطريق الصحيح، من أجل صحة نفسية وبدنية جيدة، وكذلك من حيث السلوك فأنت إنسان مثالى الطباع ويحبك الجميع هذا ما تقوله دراسة علمية فنلندية حديثة.
أوضحت هذه الدراسة أن التشاؤم يعرض صاحبه إلى مرضى السكرى والقلب بأزماته الحادة، التى من الممكن أن تسبب الوفاة على الفور، وهذا من جهة الشأن الطبى أما من ناحية الشأن التنموى فتقول دكتورة. نبيلة قشطى مدرب التنمية البشرية والمسئول الإعلامى لنقابة التنمية البشرية والتدريب بالدقهلية: "إن أفكارنا ومشاعرنا وأفعالنا تتأثر ببعضها البعض وبتغيير رؤيتنا للأفكار والمشاعر، من الممكن أن تحدث تغييرا كبيرا فى حياتنا نحو الأفضل بواسطة التعرف على أفكارنا وتقييمها ونستطيع التفكير بطريقة أكثر واقعية، وهذا من شأنه أن يجعلنا نعيش حياة أجمل، ولكن للأسف تجد أن معظم الناس مدمنون على التفكير السلبى وعلى بث الأحاسيس السلبية تجاه أى شيء يكرهونه، أو يحبونه، أو يخافون منه، أو يخافون عليه، وينظرون إلى المستقبل بنظرة تشاؤمية بحتة، ويخافون فى عدد المرات البسيطة التى يضحكون بها، وكأن هناك أحد يحسب عليهم ضحكاتهم وسيعاقبهم عليها.
وأضافت قشطى أن التشاؤم والحقد والغضب والعداوة والإنتقاد وعدم الرضا والغيرة والخوف والأنانية، وغيرها من الأفكار والأحاسيس السلبية تولد طاقة سلبية نقوم ببثها فى الكون، ومن ثم جذبها لتعود إلينا من جديد بتشكيلات طاقية سلبية من خلال قدرنا، الذى هو نتيجة حتمية لما قمنا به سابقا، فلذلك يجب أن نغير أقدارنا بتفاؤلنا، فكما قال النبى محمد "تفائلوا بالخير تجدوه" وهذا حديث شريف يؤكد ما يتوصل إليه العلم الحديث حرفيا.
وتابعت أن االاختصاصيين النفسيين مثل البروفيسور آرون بيك من جامعة بنسلفانيا، يؤكد أن الاكتئاب مثلا هو بسبب وجهة نظر سلبية من الشخص تجاه نفسه، والعالم وخصوصا المستقبل، وأن استمرار هذه المشاعر السلبية الداخلية من خلال تراكم صور فكرية سلبية مثل: أنا غريب الأطوار، أنا بشع، أنا غبى، أنا حساس جدا، أنا حزين"، سوف يؤدى حتما إلى حالة سلبية داخلية لا محالة، فالحالة السلبية تؤدى بنا إلى المقولة التالية "أنا ناقص والآخرون كاملون"، وبالتالى هذا يعكس حقيقتنا، التى نعيشها حاليا كعرب أو دول نامية، والتى لن تختلف عما داخلنا، لذلك يجب على المرء دائما أن يقوم بدور الملاحظ لأفكاره وتصرفاته، وأن يقيمها التقييم الصحيح بتفاؤل مهما كلفه الأمر.