بشار الجعفري.. "قتلني وبكى وسبقني واشتكى"
لا يتردد سفير
النظام السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري في استغلال أية مناسبة في سبيل ابتكار
حجج واهية تبرر جرائم من يمثله والمستمرة منذ أكثر من 5 سنوات.
آخر تلك المناسبات
كانت خلال الاجتماع الطارئ الذي عقده مجلس الأمن الدولي، الأربعاء الماضي، للتباحث
بشأن الوضع المتدهور في شرق حلب.
الجعفري عرض على
الحضور، صورة لضحايا قتلوا في قصف مدفعي لنظام الأسد على حي "جب القبة" شرقي
حلب، على أنها صورة لضحايا سقطوا في قصف للمعارضة على أحياء حلب الغربية التي يسيطر
عليها النظام.
بعد تدقيقه الصورة،
كشف مراسل الأناضول زيف ادعاءات الجعفري. حيث تمكن من التواصل مع صاحب الصورة المصور
الصحفي عارف العارف، الذي يعمل في مركز حلب الإعلامي التابع للمعارضة.
وفي لقاء الأناضول،
قال العارف إن الصورة التي عرضها الجعفري بمجلس الأمن، كانت لمجزرة ارتكبها نظام الأسد
في "جب القبة"، وأنه صُدم كثيرًا عندما رأى تلك الصورة التي التقطها بنفسه
في يد سفير النظام.
والأربعاء الماضي،
قُتل 45 مدنياً، معظمهم أطفال ونساء، في قصف مدفعي نفذته قوات نظام الأسد، استهدف تجمعًا
للنازحين في حي "جب القبة" الخاضع لسيطرة المعارضة السورية شرقي حلب.
وأضاف العارف:
"كنت واحدًا من أولئك الصحفيين الذين وصلوا إلى المنطقة التي استهدفها الهجوم.
جميعنا رأينا في مكان المجزرة شظايا وبقايا قذائف الهاون التي تستخدمها قوات النظام
والتي استهدفت المدنيين بصورة مباشرة".
وتابع: "الجعفري
كمحامٍ للشيطان يعمل على تجميل المجرم وتشويه صورة الضحية، كما أنه ونظامه باتا بارعان
في إنتاج الكذب وتوزيعه. إنه لا يتردد عن استغلال أية مناسبة في سبيل ابتكار حجج واهية
تبرر قتل المدنيين من قبل نظامه وروسيا".
وفي السياق ذاته،
كان مراسل الأناضول في حلب، إبراهيم أبو ليث، ضمن الصحفيين الذين تواجدوا في المنطقة
التي وقعت فيها مجزرة "جب القبة"، وتمكن من التقاط صور لضحايا الهجوم، كتلك
التي التقطها العارف.
وقال أبو ليث:
"التقطت صورة مماثلة لتلك التي عرضها الجعفري في اجتماع مجلس الأمن الدولي. كما
أن الصورة التي التقطها العارف والتي عرضها سفير النظام المجرم، كانت لمواطنين هربوا
من قوات النظام في حلب وقتلوا في قصف شنته الأخيرة عليهم".
ومنذ أكثر من أسبوعين،
تتعرض حلب لقصف مكثف للغاية، أودى بحياة المئات من المدنيين، وجرح آلاف آخرين، ضمن
مساع نظام الأسد المدعوم من قبل روسيا، والمليشيات التابعة لإيران والموالية له، للسيطرة
على مناطق المعارضة في شرق المدينة بعد 4 سنوات من فقدان السيطرة عليها.
وانقسمت حلب عام
2012 إلى أحياء شرقية تحت سيطرة المعارضة وأخرى غربية تحت سيطرة قوات النظام، وتشهد
من ذلك التاريخ معارك مستمرة بين الطرفين، يتخللها قصف وهجمات عسكرية تسببت في سقوط
عدد كبير من الضحايا بين المدنيين.