تطبيع العلاقات التركية الروسية عقب "أزمة المقاتلة"
منذ عام تقريبا، أسقط سلاح الجو التركي
مقاتلة روسية انتهكت المجال الجوي للبلاد قادمة من سوريا، لتمر العلاقات بين أنقرة
وموسكو بمرحلة تدهور، غير أنها عادت تدريجيا على مدى الشهور الماضية في ظل سياسة
"الباب المفتوح" التي انتهجتها تركيا تجاه روسيا.
ففي 24 نوفمبر من العام الماضي، تدهورت
العلاقات بين البلدين إثر "أزمة المقاتلة"، إلا أنه عقب ذلك جرت العديد من
اللقاءات المباشرة والهاتفية بين تركيا وروسيا خلال مرحلة تطبيع العلاقات والتي بدأت
في 27 يونيو/حزيران الماضي بإرسال الرئيس رجب طيب أردوغان برقية لنظيره الروسي فلاديمير
بوتين، واتصال الأخير بأردوغان بعدها بيومين كي يشكره.
ومن المنتظر أن تكسب مرحلة تطبيع العلاقات
بين موسكو وأنقرة زخمًا جديدًا عقب الزيارة التي سيبدأها رئيس الوزراء التركي بن علي
يلدريم لروسيا في 6 ديسمبر الجاري.
وعقب "أزمة المقاتلة"، تبنت تركيا
موقفًا بناءً، وانتهجت سياسة الباب المفتوح مع موسكو، ومع مرور الزمن رأت السلطات الروسية
أيضا أن المرحلة التي أعقبت الأزمة المذكورة هي ضد مصالح البلدين.
وبدأت مرحلة تطبيع العلاقات بين البلدين
قبل حوالي 4 أشهر على النحو التالي:
27 يونيو: الرئيس التركي يبعث رسالة إلى
نظيره الروسي أعرب فيها عن حزنه العميق للأحداث التي جرت، وأكد استعداده للقيام بما
يمكن، من أجل إعادة تأسيس علاقات الصداقة.
29 يونيو: اتصال شكر من بوتين لأردوغان،
بعد أن قدم الأول في 28 من الشهر نفسه تعازيه لتركيا بسبب هجوم مطار أتاتورك.
واعتبر بوتين رسالة أردوغان الأولى، مهمة
لتجازو الأزمة والتعاون المشترك في القضايا الإقليمية.
الزعيمان اتفقا خلال الاتصال على تطبيع
العلاقات واللقاء.
1 يوليو: وزير الخارجية التركي مولود جاويش
أوغلو يلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف في سوتشي، حيث قرر الإثنان خلال اللقاء البنّاء
الذي جمعهما على هامش اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الاقتصادي للبحر الأسود، طرح
خارطة طريق لتطبيع العلاقات بناءً على تعليمات زعيمي البلدين.
وفي اللقاء نفسه، أبلغ لافروف نظيره التركي
دعوة بوتين لأردوغان من أجل زيارة روسيا.
17 يوليو: بوتين يتصل بأردوغان للإعراب
عن دعمه له ضد محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت منتصف الشهر.
وجدد الرئيس الروسي خلال الاتصال دعوته
لنظيره التركي من أجل زيارة بلاده.
9 أغسطس: الرئيس التركي يزور روسيا الاتحادية،
حيث جرى اللقاء المباشر وهو الأول من نوعه بين أردوغان وبوتين عقب "أزمة المقاتلة"
في جو بنّاء.
وأكد الرئيسان على الرغبة بعودة العلاقات
بين البلدين إلى مستواها الماضي، والتركيز على إزالة القيود الروسية ضد تركيا (رحلات
الشارتر بدأت بعد 3 أسابيع)، والتعاون في مجال الطاقة وفي القضايا الإقليمية كسوريا
ومنطقة القوقاز.
واتفقا كذلك، على عقد اجتماع لمجلس التعاون
الاستراتيجي الرفيع بين موسكو وأنقرة وإنشاء آلية تضم الجهات المعنية في البلدين بخصوص
سوريا، والاجتماع الأول للآلية انعقد في 11 أغسطس.
29 أغسطس: اتصال هاتفي أجراه أردوغان بنظيره
الروسي، تناول الأزمة في سوريا وتسريع عملية التطبيع.
31 أغسطس: اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية
التركي بنظيره الروسي، تناول الوضع في سوريا.
3 سبتمبر: أردوغان يلتقي بوتين خلال اجتماعات
قمة العشرين في مدينة هانجتشو الصينية، وتناولا التعاون في مجال الطاقة والوضع في سوريا.
9 أيلول: اتصال هاتفي بين جاويش أوغلو ولافروف،
تناول بشكل كبير الوضع في سوريا.
ودعا الوزير التركي خلال الاتصال لافروف
لحضور اجتماع مجموعة التخطيط الاستراتيجي المشترك بين البلدين في قضاء ألانيا جنوبي
تركيا.
5 أكتوبر: الرئيس التركي يجدد دعوته لنظيره
الروسي بزيارة بلاده خلال اتصال هاتفي.
10 أكتوبر: بوتين يزور تركيا للمشاركة في
قمة الطاقة العالمية الـ23.
وشهدت الزيارة رفع الحكومة الروسية بعض
العقوبات الاقتصادية المفروضة على منتجات تركية، إلى جانب توقيع اتفاقيات بين حكومتي
البلدين.
10- 12 أكتوبر: توصل الجانبان إلى تفاهم
حول إنشاء صندوق استثماري مشترك حتى نهاية 2016، إلى جانب التوقيع على برنامج التعاون
الاقتصادي متوسط المدى عامي 2017- 2020، في إطار اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة.
15 أكتوبر: جاويش أوغلو يلتقي لافروف في
مدينة لوزان السويسرية في إطار اجتماع حول سوريا.
18 أكتوبر: أرودغان يبحث هاتفيًا مع بوتين،
العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية والتعاون المشترك بين البلدين، إلى جانب تبادل
وجهات النظر حول التطورات في سوريا، وعملية استعادة الموصل العراقية من قبضة تنظيم
"داعش" التي انطلقت قبلها بيوم واحد.
1و 2 نوفمبر/ تشرين ثان: رئيس الأركان التركي
خلوصي أكار، ومستشار الاستخبارات هاكان فيدان، يزوران روسيا، ويبحثان مع نظرائهما التطورات
في مدينة حلب السورية، والتعاون من أجل إيجاد حل للأزمة في هذا البلد، ومكافحة
"داعش".
23 نوفمبر: إنشاء مجموعة الصداقة التركية-
الروسية في البرلمان التركي بالعاصمة أنقرة.
25 نوفمبر: أردوغان يبحث هاتفيًا مع بوتين
تعرض القوات التركية المشاركة في عملية "درع الفرات" في سوريا، لهجمات في
منطقة مدينة الباب بريف حلب، ويتفقان على تسريع الجهود الرامية لإنهاء الأزمة الإنسانية
في حلب.
26 نوفمبر: أرودغان يتناول مع بوتين هاتفيًا،
آخر التطورات في سوريا، والوضع الإنساني في حلب.
30 نوفبمر: في ثالث اتصال هاتفي خلال أقل
من أسبوع، أردوغان يبحث مع بوتين التطورات في حلب.
وعقب هذه الخطوات من المقرر أن يزور رئيس
الوزراء التركي، بن علي يلدريم، روسيا في السابع من ديسمبر/كانون أول الجاري.
- نحو ألفي مشروع
تأتي روسيا في المرتبة الثالثة في مجال
الشراكة التجارية لتركيا، التي تحتل المرتبة السادسة بالنسبة لروسيا في ذات المجال.
جدير بالذكر أن انخفاض سعر النفط، والعقوبات
المفروضة على موسكو المتعلقة بالأزمة الأوكرانية، أدت إلى تقلبات في الاقتصاد الروسي،
إلى جانب أزمة إسقاط تركيا مقاتلة لموسكو يوم 24 نوفمبر 2015، جميعها عوامل أثرت سلبيًا
على العلاقات التجارية بين البلدين.
تراجع العلاقات تسبب بانخفاض حجم التجارة
بين البلدين إلى 24 مليار دولار عام 2015، في حين أنها لم تكن تسجل انخفاضًا تحت
30 مليار دولار سنويًا في الأعوام الأخيرة.
وتبلغ قيمة استثمارات البلدين 10 مليارات
دولار لكل منها.
وتستورد تركيا 58% من احتياجاتها من الغاز
الطبيعي، و11% من النفط الروسي، في حين بلغت استثمارات المقاولين الأتراك في روسيا
60 مليار دولار، وتنفيذ نحو ألفي مشروع في أراضيها.
وتعمل تركيا بالشراكة مع روسيا في تنفيذ
مشروع أول محطة حرارية "آق قويو" بولاية مرسين جنوبي تركيا، في حين أن مشروع
"السيل التركي" لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر تركيا، يساهم في رفع علاقات
البلدين إلى مستوى جديد.