عمر الخيام.. فيلسوف أوقعته أشعاره في فخ تهمة "الإلحاد"
اتهمه البعض بالإلحاد لحديثه عن المتع الدنيوية، لكن ظلت مكانته محفوظة كونه أحد علماء المسلمين، الذين أثروا الحياة العلمية والأدبية وغيرها العديد من العلوم الأخرى.
العالم الفارسي غياث الدين أبو الفتوح عمر بن إبراهيم الخيام المعروف بـ"عمر الخيام"، الذي يوافق اليوم الرابع من ديسمبر ذكرى وفاته عام 1131، وهو صاحب "رباعيات الخيام".
هو عالم وفيلسوف وشاعر مسلم، ويرجح أن تكون أصوله عربية، ولد في سنة 408 هجرية، في قرية نيسابور، وعلى الرغم من أنه اشتهر بالشعر إلا أنه كان عالماً بالرياضيات، والفَلَك، واللغة، والفقه، والتاريخ، وهو أوّل من اخترع طريقة حساب المثلثات ومعادلات جبرية من الدرجة الثالثة.
وبرع "الخيام" في الفلك وطلب منه السلطان "ملكشاه" في 1074 تعديل التقويم الفارسي القديم، حيث قيل أن التقويم الذي وضعه كان الأدق.
واشتهر الخيام بالشعر، ومن أشهر أشعاره " الرُّباعيات "، والتي تعد الإنجاز الأكبر له، وقد تم ترجمتها إلى لغات أجنبية عديدة، ولاقت رواجاً كبيراً في العالم العربي وخاصة بعد أن ترجمها أحمد رامي وغنتها سيدة الغناء العربي الراحلة أم كلثوم بغنائها، مما أمّن انتشارها لدى شريحة أكبر من القُرّاء والسامعين في العالم العربي.
أثار الخيام الجدل برباعياته الشهيرة، تاركا البعض يتهمه بالإلحاد والمجون والمغالاة فى المتع الدنيوية، والبعض الآخر يراها نوعا من الزهد والتصوف والتقرب إلى الله، إلى أن قاموا بحرق العديد من مؤلفاته التي لم يتبقى منها سوى الرباعيات
ويرى البعض الآخر أن هذه الرباعيات لا تخص عمر فى الأساس، حيث إن جميعها يدعو إلى اللهو واغتنام فرص الحياة الفانية، إلا أن الخيّام عُرف بأنه عالم جليل وذو أخلاق سامية.