في ذكرى وفاة الفاجومي.. تعرف على أبرز ما قاله عن رؤساء مصر
سجن في أغلب معتقلات وسجون مصر، فلم يتوافق مع أي حكومة أو سلطة مصرية، كما دخل فى خلافات مستفيضة وعميقة مع كبار المسؤولين السياسيين فى البلاد، في معظم المراحل التاريخية أو السياسية.
الشاعر أحمد فؤاد نجم الذي تمر ذكرى وفاته اليوم، التزم بقضايا الشعوب والجماهير الكادحة، فأصبح "سفيرًا للفقراء" بحسب ما أوردته المجموعة العربية في صندوق مكافحة الفقر التابع للأمم المتحدة، كما أسماه الناقد الأدبي علي الراعي "الشاعر البندقية"، فيما نبذته السلطة فأسماه الرئيس الراحل محمد أنور السادات "الشاعر البذيء".
وولد أحمد فؤاد نجم في قرية "كفر أبونجم"، لأم فلاحة، بمدينة أبوحماد بمحافظة الشرقية، ضمن 17 ابنا لم يتبق منهم سوى خمسة والسادس فقدته الأسرة ولم يره، والتحق "نجم" بعد ذلك بكتّأب القرية، وبعد وفاة والده انتقل إلى بيت خاله حسين بالزقازيق وهناك أودع ملجأ أيتام 1936 والذي قابل فيه عبدالحليم حافظ، وخرج منه في 1945 وكان عمره 17 سنة.
عاد "نجم" لقريته للعمل كراعي للبهائم ثم انتقل للقاهرة عند شقيقه إلا أنه طرده بعد ذلك ليعود إلى قريته، ليعمل في معسكرات الجيش الإنجليزي متنقلا بين مهن كثيرة، وفي فايد التي كان يحتلها الإنجليز التقى بعمال المطابع الشيوعيين واشترك في المظاهرات التي اجتاحت مصر سنة 1946 وتشكلت أثناءها اللجنة الوطنية العليا للطلبة والعمال.
ومثلت قراءته لرواية "الأم" لمكسيم جوركي، بداية وعيه الحقيقي ولم يكن قد كتب سوي مجموعة أغان عاطفية، ثم في الفترة ما بين 51 إلى56 اشتغل عاملا في السكك الحديدية ثم نقل إلى وزارة الشؤون الاجتماعية وعمل "موزع بريد" على القرى.
أول حبس في عهد "فاروق"
تعرض "نجم" لأول حبس في عهد الملك فاروق، بعد أن اتهمه المسئولين بسرقة المعدات من ورش النقل الميكانيكي، وذلك عقب تركه العمل في المعسكرات الإنجليزية بعد دعوة الحركة الوطنية للعاملين بها إلى ترك العمل هناك.
جدعنة "عبدالناصر"
كان السجن الثاني لـ"نجم" في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بسبب قصيدته "الحمد لله خبطنا تحت بطاطنا"، وعلى الرغم من أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر سجن أحمد فؤاد نجم، إلا أن الأخير كان شديد الحب له، فقال في أحد لقائاته التلفزيونية:
"عبد الناصر كان ضمير الشعب المصري، كان فيه الجدعنة، كنا نرفض سياساته، لذلك اعتقلنا، ولكنه لم يتراجع ودخل في معارك مع الاستعمار والأمريكان بالذات وهذا أكسبه شعبية طاغية، لذلك كتبت فيه قصيدة "حلوة أوي".
وقال نجم في رثاء جمال عبد الناصر : "أبوه صعيدي و فهم قام طلعه ظابط.. ظبط على قدنا و ع المزاج ظابط.. فاجومي من جنسنا.. ما لوش مرا عابت.. فلاح قليل الحيا.. اذا الكلاب سابت.. ولا يطاطيش للعدا
مهما السهام صابت.. عمل حاجات معجزه و حاجات كتير خابت.. وعاش ومات وسطنا.. على طبعنا ثابت.. وان كان جرح قلبنا كل الجراح طابت
ولا يطولوه العدا.. مهما الأمور جابت".
سخط وسخرية من نظام "السادات"
انصبت قصائد الراحل "نجم" في عهد "السادات" على السخط والسخرية من نظام الحكم، فكانت أشعاره سببًا أساسيًا في سجنه، فكانت من بين قصائده التي سجن بسببها "البتاع"، "نيكسون بابا"، "الفول واللحمة"، "أو أه".
وروى نجم عن الرئيس السادات، قائلًا: "كان له نصيب كبير من الشتائم والسباب، ولكن لم أجد له شيئا جيدا له لكي أكتب فيه قصيدة بعد رحيله، بالعكس الآن نكتشف المؤامرة على سينا في كامب ديفيد، سيناء الآن تحتاج إلى حرب مثل حرب 73 حتى نحررها".
"مبارك".. كأنك مفيش
وفي نهاية حكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، أهدى نجم للمخلوع قصيدة بعنوان "كأنك مفيش"، قال فيها: "كأنك مفيش .. برغم إن صورك فـ كل الدواير.. وكل المداخل وكل المحاور.. ومليا الشوارع على كل حيط .. مطنش علينا وعامل عبيط ..كأنك مفيش.. يا فرحة قلوبنا رئيسنا ظريف .. فُكهي .. إبن نكته ودمه خفيف.. فـ عهدك ..سيادتك فَرَشنا الرصيف.. وأخر مُنانا الغُموس والرغيف.. وكل أمَّا تُخنُق ندوَّر ..
مفيش !!".
مرسي.. ملعون جنابك
وشن الشاعر الشعبي أحمد فؤاد نجم، هجوماً عنيفاً على الرئيس المعزول محمد مرسي بسبب سقوط عدد من الشهداء في الذكرى الثانية من الثورة المصرية.
وكتب "نجم" عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعى تويتر رباعية للهجوم على مرسي، قائلاً: "ملعـون جنـابـك ملعـون كمان اللي جابك ملعـون قطيعـك، على اللي فكر فيوم يطيعك على اللى سابـك تنشر كـلابك"
"السيسي" شبه عبدالناصر
وقع الشاعر أحمد فؤاد نجم، على استمارة حملة "كمل جميلك"، التي طالبت الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي آنذاك، بالترشح في انتخابات الرئاسة.
وشبه "نجم" الرئيس السيسي بالراحل جمال عبدالناصر، قائلًا: "عندما تولى الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزارة الدفاع والإنتاج الحربي قولت ده عبد الناصر الثاني.. وواضح إنه فلاح مصري عارف إبليس مخبي ابنه فين؟".
رحيله
أخذ أحمد فؤاد نجم قرار الرحيل في فجر يوم الثالث من ديسمبر من عام 2013، حيث يرى أحمد فؤاد نجم أن الموت قرار مباشر من الإنسان.