في عيدها الوطني 45.. "الإمارات" قصة نجاح جالدت الصخور وكتبت بمداد من الذهب
تعيش دولة الإمارات اليوم أجواء من نوع خاص، حيث تملؤها مشاعر البهجة والسرور والاحتفالات بالعيد القومي الذي ارتبط بذكرى قيام اتحاد الإمارات العربية المتحدة والذي تحتفل فيه دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر الموافق عام 1971 من كل عام، حيث بدأت بإجماع حكام إمارات أبو ظبي ودبي والشارقة وعجمان والفجيرة وأم القوين في الثاني من ديسمبر عام 1971 واتفاقهم على الاتحاد فيما بينهم، ولحقتهم إمارة رأس الخيمة عام 1972، لتعلن هي الأخرى انضمامها.، واتخذ حينها دستورا حدد العلاقات ورسمها.
كلها إلا الجزر الثلاث
ما إن أعلنت بريطانيا انسحابها من من جميع محمياتها ومستعمراتها شرق المتوسط ومنها هذه المناطق التي غدت مسماة بدولة الإمارات العربية المتحدة، إلا وقامت إيران كعادتها بالاعتداء على دولة الإمارات الوليدة قبيل إعلان استقلالها ، ومن خلال بحريتها أقدمت على احتلال ثلاث جزر إماراتيه في آخر نوفمبر 1971، وهي طنب الصغري، وطنب الكبرى، وأبو موسى.
نجاح يسطر بماء الذهب
لم تكن دولة الإمارات أو بالأحرى إماراتها التي انضمت لتوها مع بعضها البعض كأي دولة في المنطقة، وإنما اختلفت كثيرا عن هذه الدول التي لا تزال في عداد الدول الفقيرة التي يطالها المرض من كل ناحية، والتي لديها تاريخا في عدد السنوات أكبر بكثير من مثيلاتها، إلا أن دولة الإمارات التي لم يتعدّ عمرها الـ 45 عاما لم تكن تحسب الأمور هكذا، ولم تضع أمامها حججا واهية ثبطت من عزائمها، ولكن عقدت العزم من أول يوم على النجاح بل التميز.
عوامل نجاح الإمارات
من أكثر عوامل نجاح الإمارات العربية المتحدة هي القيادة التي أخذت على عاتقها عدم التفرقة بين إنسان وآخر، أو تكريس نظرة الدونية لأفراد الشعب والمواطنين كما تفعل العديد من الدول، فكان الحنو والسياسة العفوية والأبوة والتعامل بحب وإخلاص وتفاني تجاه الشعب الإماراتي من أهم العوامل التي وضعت دولة الإمارات على طريق النجاح من لا شئ.
ومن أهم عوامل نجاح الإمارات هو إعلاء قيمة العمل واختفاء الشعارات التي ترفعها دائما الكثير من الحكومات، حيث عكفت القيادة الرشيدة للدولة على تسخير كل شئ في سبيل العمل والجد والاجتهاد، بجانب العديد من العوامل الأخرى الكثيرة التي كانت سببا في النجاح الباهر التي تعيش فيه الإمارات اليوم.
أرقام وإحصائيات
- الناتج المحلي
تعد دولة الإمارات من أكثر الدول التي حققت نجاحات في جميع المجالات، وكانت الأرقام خير شاهد ودليل، ففي الجانب الخاص بالناتج المحلي الإماراتي زاد بنحو 236 ضعفاً، من 6.5 مليارات درهم فقط عند قيام الاتحاد في عام 1971 ليصل 1.54 تريليون درهم عام 2014، فيما يتوقع صندوق النقد الدولي أن يرتفع الناتج المحلي في عام 2018 إلى 1.7 تريليون درهم.
- التجارة الخارجية
وعن التجارة الخارجية بلغت خلال النصف الأول من عام 2014 قيمتها الإجمالية ما مقداره 524.8 مليار درهم مقابل 557.9 مليار درهم خلال الفترة نفسها من عام 2013 بانخفاض قدره 33.1 مليار درهم وبنسبة وصلت إلى 6 %.
- الاستثمارات
فيما حققت المرتبة الأولى في مجال الاستثمارات الأجنبية المباشرة الموجهة إلى الخارج، على دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ففي خلال الفترة من 2006 وحتى نهاية 2013 بلغت استثماراتها نحو 223 مليار درهم.
وليس هذا فحسب بل استقطبت هي الأخرى واستحوذت حتى نهاية عام 2013، استثمارات أجنبية مباشرة بقيمة 105.5 مليارات دولار، لتحتل بذلك المرتبة الثانية عربياً بين الدول الأكثر جذباً لرأس المال الأجنبي.
وفي تقرير مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية “اونكتاد” للاستثمار العالمي، صنفت الإمارات ضمن أفضل 30 موقعاً عالمياً جذباً للاستثمار الأجنبي المباشر.
- السياحة
وفي مجال السياحة حلت الإمارات بالمركز الأول عالمياً في تنافسية قطاع السياحة والسفر ضمن ستة مؤشرات شملها تقرير منتدى الاقتصاد العالمي للعام 2013، فيما وضعها التقرير في المرتبة الثامنة عالميا وفي المرتبة الأولى شرق أوسطيا، على قائمة الدول الأكثر تطورا في قطاع السياحة والطيران، كما جاءت في المرتبة التاسعة في حجم الاستثمار السياحي، على مؤشر مجلس السياحة والسفر العالمي .
- النفط والغاز
وفي مجال النفط والغاز خصصت مجموعة شركة بترول أبو ظبي الوطنية نحو 260 مليار درهم لعشرة عوام مقبلة للاستثمار بهدف زيادة الإنتاج من النفط إلى 3.5 ملايين برميل يوميا بحلول العام 2017،كما يتوقع أن يرتفع إنتاجها من الغاز إلى 7.5 مليارات قدم مكعب من ستة مليارات حاليا، وبهذا تحتل دولة الإمارات المركز الثالث في احتياطي النفط على مستوى العالم، والذي يصل إلى 98 مليار برميل فيما تعتبر خامس دولة في إنتاج الغاز الطبيعي، حيث يبلغ احتياطها ما يقرب من 6 تريليونات قدم مكعب.
- الثقافة والحياة العصرية
كما تحتل الإمارات مكانة متميزة في صناعة المعارض والمؤتمرات والفعاليات، التي ساهمت في جعلها مركزا سياحيا عالميا، مما جعلها تنضم لعضوية منظمة السياحة العالمية، يأتي هذا بجانب التنمية الإماراتية التي لديها باعا طويلا في أشكالها المختلفة، حيث تستقبل الكثير من المهرجانات الإبداعية والثقافية، فضلا عن مظاهر الحياة التي أصبحت تأتي في معظمها ذكية متحضرة كما لو كانت قطعة من أوروبا.
الإمارات تعين وزيرا للسعادة وآخر للتسامح
وكانت هذه القنبلة التي أعلنت عنها دولة الإمارات في الشهور الأولى من هذا العام 2016، فبعد كلل وتعب واجتهاد وحصد للمراكز الأولى عالميا في الكثير من الجهات، يتكلل هذا النجاح بتعيين وزير للسعادة وهي الوزيرة عهود الرومي، في سابقة تاريخية هي الأولى من نوعها في التاريخ، فيما عينت أيضا لبنى القاسمي، كوزير للتسامح الديني.