خبراء يكشفون حقيقة سيطرة إيران على مضيق هرمز والخليج العربي
تظل إيران من أكثر الدول المهددة للدول العربية، حيث لا تهدأ تصريحاتها عن أهمية احتلال مكة وجعلها عاصمة للدولة الإيرانية كما يأتي دائما على لسان قادتها، بل وضرورة التوسع على حساب المنطقة العربية بأكملها لاستعادة حلم الدولة الفارسية التي دائما ما يرددها القادة الإيرانيون، ويعلنون بكل صراحة دون خجل عن هذا الشئ وهو ما تثبته إيران بالفعل حاليا.
إيران تسيطر على هرمز والخليج
هذا ما أعلنت عنه إيران مؤخرا حيث أكد مسؤول البحث عن المفقودين في الأركان العامة للقوات المسلحة العميد باقر زادة، أن إيران بسطت سيطرتها بالكامل على مضيق هرمز والخليج الفارسي، موضحا أن هذه المنطقة تعدّ منطقة إستراتيجية هامة بالنسبة لإيران تماما ولا يجوز التخلي عنها.
وقال العميد باقر زادة، إن التواجد في مضيق هرمز ولخليج الفارسي على حسب قولهم، يرسخ لروح الاستشهاد حيث أن التواجد في هذه المناطق ليس هكذا عشوائيا وإنما من مستلزمات القدر وتدابيره، على حسب قوله.
وأضاف زادة، إن الهدف أيضا هو نشر ثقافة التضحية والجهاد والشهادة لدى المقاتلين المتواجدين في هذه الجزر، مشددا استمرار الدفاع عن هذه الأرض التي وصفها بالإسلامية.
تصريحات سافرة سابقة
ولم يكن يعبر هذا عن التصرف المفاجئ لإيران في السيطرة على مضيق هرمز والخليج العربي الذي يسمونه بالفارسي، وإنما سبق هذا تصريحات كانت تؤشر لما حدث، حيث أكد في غضون اليومين الماضيين رئيس هيئة الأركان الإيرانية، اللواء محمد باقري، أن إيران تتجه لبناء قواعد بحرية في سواحل سوريا واليمن، وأن هذا يأتي ضمن الحاجات الضرورية لإيران.
فيما أكد أيضا مرشد الثورة الإيرانية "على خامنئي"، أن هذا التواجد القوي لبلاده في المياه الدولية، يعد من أهم الأدلة البارزة على القدرة والاستطاعة الإيرانية في المنطق، مشددا السعي الجاد لتوسيع هذا التواجد، بما يستوجب القوات البحرية الإيرانية توسيع نطاق هذا التواجد.
إيران تريد إحراج الدول العربية
وفي سياق ما سبق أكد هشام عبد الفتاح الباحث والمتخصص في الشأن الإيراني، إن إعلان سيطرة إيران علي مواقع استراتيجيه أمرا في غاية الخطورة ويعني السيطرة علي كافة السفن المتحركة في تلك الأماكن ومن الممكن اعتراض بعضها بالإضافة إلي قطع الإمدادات عن الدول المعادية لإيران.
وعن هدف هذا التحرك أوضح عبد الفتاح، في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن إيران تريد من هذا التحرك أن تحرج السعودية والدول العربية، معربا عن أسفه تجاه هذا الأمر، مطالبا أن يكون هناك رد حاسم وقوي من الدول العربية على هذا الأمر.
يجب اتخاذ موقف حاسم
وشدد المتخصص في الشأن الإيراني، على جامعة الدول العربية أن تصدر قرارات ملزمه لكافة الدول العربية بوقف التعامل مع إيران في كافة المجالات، وأن تعطي فرصه محدده بوقت لانسحاب قواتها من تلك الأماكن فورا، وان لم يحدث ذلك يكون هناك ردا آخر أكثر قوة وهو تجميد كافة المفاوضات آلتي تشارك بها دول عربيه مع اليمن.
وحذر عبد الفتاح من اشتعال حرب عسكرية مباشرة مع إيران، مبينا أن دول الخليج عليها أن تلجأ إلى وقف جميع الاستثمارات الخليجية والأنشطة التجارية مع الدول الداعمة لإيران حتى تتراجع إيران وتحترم سيادة العرب على أراضيها، معربا عن عدم أمنياته في انجراف المملكة السعودية في حرب إعلامية ضد إيران وأن تضع نصب أعينها الحلول الواقعية بدلا من الصراعات الإعلامية.
إيران تصنع شو إعلامي وتستغل انتقال السلطة في أمريكا
من جانبه أعتبر محمد حامد ، الباحث في العلاقات الدولية، إن إيران تصنع شو إعلامي بهذه الحركة وإعلانها السيطرة على مضيق هرمز والخليج العربي، لافتا إلى أنها تستغل عملية انتقال السلطة الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية وتقوم باستفزاز دول الخليج قبل انعقاد القمة الخليجية في البحرين يوم 7 ديسمبر، موضحا أن هذه الخطوة تأتي بعد عودة مناورات بحرية أجرتها السعودية في بحر عمان ومضيق هرمز الشهر الماضي.
وعن التوقيت أوضح حامد في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن اختيار هذا يأتي متزامنا مع إجراءات حثيثة لوجود مصالحة مصرية سعودية بوساطة إماراتية بهدف إحراج القاهرة وقيادتها التي كادت أن تفتح صفحة جديدة مع الجمهورية الإيرانية، متوقعا أن يخرج بيان قمة غدا يدين تلك الخطوة الاستفزازية والتي تهدد دول المنطقة واستقرارها.
إيران تعيش وهم الهيمنة والسيطرة
ولفت حامد أن العرب لن ينجروا في حرب مع إيران، معتبرا ذلك خطوة استفزازية تعودنا عليها من إيران التي تتصرف خارج القانون الدولي والأعراف الدولية، مشددا إن إيران لا تحترم أي قواعد للقانون الدولي ومبادئ الأمم المتحدة التي تحث الدول على عدم ممارسة الأعمال العدائية دول الجوار، قائلا "إيران تعيش وهم الهيمنة والسيطرة و تصدير الثورة وليس كدولة لديها تعهدات والتزامات أمام العالم."
وقال بأنه لا يتوقع حربا بل سيكون هناك ردا مصريا قويا عبر تصريحات تدين هذه الممارسات، قائلا "مسافة السكة قائمة للأبد إذا تم الاعتداء على أي دولة خليجية".
وجوب التوحد العربي
كما أكد اللواء محمود خلف، الخبير العسكري والاستراتيجي، إن إيران تعد من أكثر الدول استفزازا للعرب، موضحا إنها تعمل من أجل استعادة حلم إمبراطوريتها في المنطقة العربية.
وشدد في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، ضرورة مواجهة هذا المد الإيراني الذي يريد الاستحواذ على المنطقة العربية، متسائلا عن دور جامعة الدول العربية التي لابد لها من دور يذكر أمام هذه المشكلات العربية، مشددا ضرورة التكاتف والتوحد أمام الأطماع الإيرانية المعادية.