أهالي الشهداء يرون قصص بطولات أبنائهم (تقرير)
أناس ألقى الله في قلوبهم الصبر، وتجد الابتسامة عندما تطلق لقب الشهيد البطل على ذويهم، فخورين بما قدمه أبنائهم من أرواحهم ودمائهم فداء الوطن، فمصر لا يدافع عنها إلا أبنائها المخلصين، ولا يحمي عرضها وأهلها غير شبابها الذين لم تتجاوز أعمارهم الكثير ليروا في الحياة زينتها، ولكن الله أراد لهذه الأرواح النقية الطاهرة إلا أن تكون مع الأنبياء والمرسلين، وأن يظلوا أحياء في قلوبنا ببطولاتهم وتضحيتهم فداء لوطنهم وأهلهم وزويهم.
قال عبد العزيز حسن والد الشهيد مقاتل بطل "مصطفي"، إن ابنه كان نموذجاً للفداء والتضحية منذ صغره، وكان حب الوطن والدفاع عن الأهل والعرض يجري في عروقه، وعندما حان وقت تجنيده استقبل الخبر بسعادة ولم يحاول أن يجد أي واسطة للخروج من الجيش بل كان يأمل أن يخدم في أكثر الأماكن ضراوة وشراسة في سيناء، ويدافع عن أهله ووطنه بكل ما أوتي من قوة، بل كان يتصارع الجنود لأي عملية تقوم بها القوات المسلحة تجع العناصر التكفيرية المسلحة في مثلث إرهاب سيناء في العريش ورفح والشيخ زويد.
وتابع والد الشهيد البطل، أن ابنه كغيره من الجنود الذين لم يتجاوزا العشرين من عمرهم، ومع ذلك ضربوا أروع الأمثلة في التضحية والفداء، بل أن ميادين القتال في مناطق العمليات في سيناء تشهد العديد من بطولاتهم كل يوم، مشيراً إلي أن ابنه الشهيد البطل كان دائم الحديث عن تضحيات زملائه في كل اجازة كان ينالها ، وكان يتمني الشهادة مثلهم.
وأضاف والد الشهيد البطل، أن جنازته كانت عرساً حضرها كل أبناء بلدته واستقبلنا الجثمان بالزغاريد، ولم نقم صوان للعزاء، فالقوات المسلحة أعطت الفرصة لأبني ليكون عريساً في الجنة مع الأنبياء والمرسلين، بل أن كثير من شباب بلدته من المجندين طلبوا أن تكون خدمتهم في سيناء ليأخذوا بثأره وينال شرف خدمة وطنهم.
وقالت والده الشهيد بطل مقاتل الرائد وليد عصام، إن البطل كان اية في الخلق والالتزام، وكان رحيماً ومقدراً لجنوده الذين يؤدون خدمتهم في سينا للدفاع عن أرض الوطن وكان عرسه قبل يوم من استشهاده، وكانت العلاقة بين الجنود والضباط في سيناء أقرب للأخوة والصداقة، فلا فرق بين جندي وأخر إلا في التزامه بأداء واجبه العسكري ووطنيته وحبه للوطن والدفاع عنها ضد كل من يحاول النيل منها.
وروت والدة البطل الشهيد أحداث يوم استشهاده فقالت، إن مجنداً كان قد أنهي مأمورية وكان في طريقه للرجوع لخدمته في الوحدة التي بها البطل الشهيد، فطلب منه أن يستريح ليأخذ مكانه في الخدمة، وتولي الخدمة بدلاً من الجندي بكل صدر رحب ليستريح الجندي، وأثناء وجودة على المدرعة مع جنوده داخل وحدته سمع صوتا، خارج الوحدة، فانطلق فوراً ليعرف مصدر الصوت، ووجد إرهابياً يستعد للجري تجاه المدرعة لتفجيرها بحزام ناسف كان يرتديه فما كان من البطل إلا ان أخرج طبنجته وأطلق عليه النار فوراً فانفجر الحزام الناسف واستشهد البطل، واستطاع حماية الوحدة وجنودها من العملية الانتحارية الإرهابية .
وأضافت والدة الشهيد البطل "وليد عصام"، أن الجندي الذي أخذ مكانه أبنها لم يستطع دخول الوحدة بعد استشهاد البطل، خاصةً بعد أن علم أنه استشهد ، وطلب الالتحاق بالمجموعات القتالية، التي تنفذ عمليات عسكرية ضد البؤر الإجرامية في سيناء.
وقال محمد الجندي ابن عم الشهيد بطل مقاتل النقيب "عبد الله الجندي"، أن الشهيد كان محباً لوطنه وأهله، ولم يتأخر على أداء خدمته عند استدعائه في مرة من المرات، بل كان متشوقا للرجوع لوحدته ، للقيام بمهامه البطولية، على الرغم انه كان حديث الزواج وله طفل في السنة الأولي من عمره.
وتباع ابن عم الشهيد، أن البلدة كلها كانت تزف جثمان البطل الشهيد عند قدومها حتى مدفنه، وأنه تم تسميه نفق في المحافظة باسمه تقدريراً للجهود التي قدمها فداءً لوطنه مضيفاً أنه يجب على كل الجنود والضباط والصف الذين يخدمون في سيناء أن يشعروا بالفخر والعزة بخدمتهم على أرض الفيروز التي ارتوت بدماء أبطالاً قبلهم.
وقال "محروس" والد البطل مقاتل جندي "محمد"، إن ابنه فور فور دخوله الخدمة العسكرية، في أول إجازة حصل عليها بعد فترة تدريبه ، علق في غرفته، مقوله "اننا رجال نعشق الشهادة كما تعشقون أنتم الموت"، وكان يروي لنا يومياته في التدريب والتعامل مع الضباط والجنود، بل أن في عرس شقيقه حضر عدد من الجنود والضباط والقيادات في وحدته العرس، حتى امتلأت القاعة بشخصيات عسكرية لا نعرفها ولكنها تكن كل تقدير والاحترام لولدي، ما أشعرنا بالفخر ومدى العلاقة التي تربط الجنود والضباط والقيادات في القوات المسلحة المصرية، وكان مشهداً أثار في نفسي الطمأنينة بأن ولدي ليس وحيداً في وحدته أو خدمته بل هناك رجالاً حقيقيين يساندونه ويدعمونه وسيكونون ظهراً قوياً لبعضهم البعض ضد أي معتدي.
وأضاف والد الشهيد البطل، أنه ليس نادم على دخول والده الشهيد البطل الجيش بل يشعر بالفخر والعزة ، كون ابنه كان سبباً في القضاء على عدد من الإرهابيين الذين هاجموا الكمائن الخاصة بالقوات الأمنية في مدخل العريش، وكان يتمني أن يطيل الله في عمره ليحصد المزيد من تلك الأرواح الشريرة التي تريد لمصر ولأهلها الخراب.