السفير الروسي بأنقرة: انضمام تركيا إلى منظمة شنغهاي قرار يخصها تماما
أكّد أندريه كارلوف السفير الروسي لدى العاصمة
التركية أنقرة، أنّ انضمام تركيا إلى منظمة شنغهاي للتعاون قرار يعود إليها تماماً،
وأنّ بلاده لن تطلب من أنقرة تخفيف أو تجميد علاقاتها مع الاتحاد الاوروبي خلال مفاوضات
الانضمام للمنظمة.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها لمراسل الأناضول،
تناول فيها العلاقات الثنائية بين تركيا وروسيا وبعض المسائل الاقليمية ذات الاهتمام
المشترك.
وأوضح كارلوف أنّ تلويح الرئيس التركي رجب
طيب أردوغان بإمكانية تفكير بلاده في مسألة الانضمام إلى منظمة شنغهاي، قوبل بترحيب
من قِبل كازاخستان والصين، وأكّدا أنهما ترغبان في رؤية تركيا عضوًا أساسيًّا في المنظمة.
وقال كارلوف في هذا السياق: "منظمة
شنغهاي بدأت تأخذ مكانها القوي في المحافل الدولية خلال الأعوام الأخيرة، فالمنظمة
تهدف إلى تعزيز العلاقات التجارية والثقافية بين أعضائها إلى جانب مكافحة الإرهاب".
وأضاف: "تركيا حالياً شريك محاور لشنغهاي،
وفي حال انضمت إلى عضوية المنظمة، فإنها ستتبنى دوراً فعالاً فيها، وإنّ روسيا مستعدة
للتعاون مع تركيا في كافة المحافل الدولية وفي كافة المجالات".
وتأسست منظمة "شنغهاي" للتعاون
عام 2001، وتضم الصين، وروسيا، وكازاخستان، وطاجيكستان، وقرغيزستان، وأوزبكستان، وتتمتع
كل من إيران، وباكستان، والهند، وافغانستان ومنغوليا بصفة مراقب، ومن المتوقع أن تمنح
القمة القادمة العضوية الكاملة لباكستان والهند، وتعتبر تركيا و بيلاروسيا و سيريلانكا
شركاء حوار للمنظمة.
وفيما يخص العلاقات الثنائية بين البلدين،
قال كارلوف إنّ زعيمي البلدين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان التقيا خلال الفترة
الماضية 3 مرات أولها في 9 آب/ أغسطس الماضي بمدينة سان بطرسبرغ الروسية، وثانيها في
4 - 5 أيلول/ سبتمبر الفائت في الصين على هامش قمة مجموعة العشرين، وآخرها في تشرين
الأول/ أكتوبر في إسطنبول على خلفية مشاركتهما في قمة الطاقة العالمية.
وأضاف كارلوف أنّ زعيمي البلدين تناولا
خلال لقاءاتهما الثلاثة، العلاقات الثنائية بين بلديهما بكامل التفاصيل، وتطرقا إلى
العديد من القضايا الدولية والاقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وأشار كارلوف إلى أنّ اجتماع مجموعة التخطيط
الاستراتيجي المشترك الذي سيعقد اليوم الخميس في ولاية أنطاليا بحضور وزيري خارجية
البلدين، سيرغي لافروف، ومولود جاويش أوغلو، يستحوذ على أهمية بالغة، خاصة أنّ الاجتماع
يعقد للمرة الأولى عقب الأزمة التي أعقبت حادثة إسقاط المقاتلة الروسية في 24 تشرين
الثاني/ نوفمبر من العام الماضي.
وأكّد كارلوف أنّ الاجتماع سيتناول العلاقات
الثنائية بين الطرفين وآخر التطورات المتعلقة بأزمتي سوريا وأوكرانيا، إضافة إلى عدد
من القضايا الإقليمية العالقة التي تجذب اهتمام الجانبين.
- الجانب الاقتصادي يتصدر أجندة يلدريم
خلال زيارته إلى روسيا
وذكر كارلوف أنّ الأمور الاقتصادية والعلاقات
التجارية ستشكل محور محادثات رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم مع المسؤولين الروس
خلال زيارته المنتظرة إلى العاصمة موسكو الأسبوع القادم.
وفي هذا السياق، قال السفير الروسي:
"علاقاتنا الاقتصادية كانت تتطوّر بشكل سريع قبل حادثة إسقاط الطائرة المؤسفة،
وعقب نشوب هذه الأزمة بيننا فقد تلقت العلاقات الاقتصادية القائمة ضربة موجعة، ونتوقع
أن تستغرق عودة العلاقات التجارية بين البلدين إلى سابق عهدها قرابة عامين".
وأفاد كارلوف أنّ التعاون في مجال الطاقة
يشكل الركيزة الأساسية للعلاقات الاقتصادية بين البلدين، وأنّ عدداً من المشاريع الضخمة
مثل مشروع السيل التركي لنقل الغاز الروسي إلى دول الاتحاد الاوروبي عبر الأراضي التركية،
ومشروع إنشاء محطة أق قويو النووية في تركيا تتصدران قائمة المشاريع الاقتصادية الضخمة
بين الدولتين.
وتابع كارلوف قائلاً: "تركيا تتصدر
قطاع البناء وخدمات المقاولات في روسيا، ونتمنّى أن يعود هذا القطاع إلى الأسواق الروسية
بقوته القديمة المعهودة، وتعتزم الدولتان حالياً إنشاء صندوق مشترك لتمويل المشاريع
الاستثمارية بينهما، وإنّ هذا الصندوق لن يقتصر على تركيا وروسيا فحسب، بل من الممكن
أن يشارك فيه دول أخرى".
ولفت كارلوف أنّ اجتماعات مجلس التعاون
الرفيع المستوى بين الطرفين باتت بمثابة اجتماع مشترك لمجلسي وزراء البلدين، نظراً
للحضور الوزاري الواسع من كلا الجانبين لهذه الاجتماعات.
وصرّح السفير الروسي في هذا الصدد أنّ الجانبين
يخططان لعقد اجتماع مجلس التعاون الرفيع المستوى بينهما خلال النصف الأول من العام
القادم.
وعلى صعيد التعاون العسكري تطرق كارلوف
إلى الزيارات المتبادلة التي أجراها رئيسي هيئة أركان البلدين، مشيراً أنّ هذه الزيارات
كانت مهمة لتعزيز التعاون العسكري بين البلدين، لا سيما أنها تأتي بعد 11 عاماً.
وأكّد كارلوف أنّ الطرفين يخططان لعقد اجتماع
لجنة التعاون في مجال الصناعات الدفاعية قبل نهاية العام الحالي، مبيناً أنّ القيادة
الروسية لا ترى أي عائق في تزويد أنقرة بمنظومات دفاع جوية.
وفيما يخص الأزمة السورية، أشار السفير
الروسي إلى وجود اختلاف في وجهات النظر حول هذه القضية، إلّا أنّ بلاده وتركيا متفقتان
في المبادئ الأساسية تجاه حل هذه الأزمة، والمتمثلة في الحفاظ على وحدة الأراضي السورية
وانتهاج طريق سياسي للوصول إلى الحل.
وأوضح كارلوف أنّ بلاده تدعو لمشاركة المعارضة
التي سمّاها بـ "السليمة" في عملية السلام بسوريا إلى جانب النظام، وأنّ
جميع الأطراف يملكون حق المشاركة فيها، عدا المجموعات المدرجة ضمن قائمة الإرهاب.