إيران تسعى لبناء قواعد في اليمن وسوريا.. وخبراء: رسائل شديدة اللهجة ويجب الحفاظ على الأمن القومي العربي
لا تزال إيران ماضية في استفزازها للمنطقة العربية، فبرغم أنها بعيدة بجنسها الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بالفرس وهم الأعداء الألد للعرب والمنطقة العربية، إلا أن المنطقة العربية تعد محط أطماع دولة إيران التي يتفق بشأنها الكثير من الباحثين أنها تريد استعادة حلم الإمبراطورية الفارسية من جديد، على أشلاء العرب، يتجلى هذا من خلال اتخاذها العديد من السياسات أبرزها الاستفزاز الشديد والتدخل السافر في شئون الدول العربية.
بناء قواعد بحرية في سواحل سوريا واليمن
هذا ما أعلن عنه مؤخرا من قبل رئيس هيئة الأركان الإيرانية، اللواء محمد باقري، أن إيران تتجه نحو لبناء قواعد بحرية في سواحل سوريا واليمن، موضحا أن هذا الأمر يأتي لحاجة الأساطيل الإيرانية لقواعد بعيدة، تنشأ في هذه الأماكن.
التوسع الإيراني
ويأتي تصريح مرشد الثورة الإيرانية "على خامنئي"، ليفصح أكثر عن مدلول هذا القرار، فيؤكد على أهمية التواجد القوي لبلاده في المياه الدولية، وان تواجد القوات البحرية الإيرانية في المياه الدولية، يعد من أهم الأدلة البارزة على القدرة والاستطاعة الإيرانية في المنطقة.
وشدد خامنئي، السعي الجاد لتوسيع هذا التواجد، بما يستوجب القوات البحرية الإيرانية توسيع نطاق هذا التواجد.
وكان قد صرح أيضا قائد القوات البحرية في الحرس الثوري الإيراني، الأدميرال علي فدوي، في إبريل الماضي، من أن التوسع في سوريا يأتي ضمن تحقيق اللاحدودية للثورة الإسلامية الإيرانية، قائلا "أينما تطلب الأمر سيتواجد الحرس الثوري للدفاع عن الثورة".
رسائل شديدة اللهجة
وفي سياق ما سبق أكد هشام عبد الفتاح الباحث والمتخصص في الشأن الإيراني، إن مثل هذه التصريحات التي تخرج من القادة الإيرانيين، بأهمية التوسع ببناء قواعد بحرية في كل من سوريا واليمن، يرمي بالعديد من الرسائل شديدة اللهجة، من بينها عدم تخليها عن تحقيق أهدافها في اليمن وهو مساعدة وتمكين حركة الحوثيين التي تتبعها، فضلا عن مساعدة بشار الأسد إلى أبعد الحدود.
وأضاف عبد الفتاح في تصريحات خاصة لـ "الفجر"،أن هذه الرسائل تتجه إلى المملكة العربية السعودية بالأساس التي تواجه إيران في سوريا واليمن، وتحارب أهدافها، موضحا أن الخيار العسكري مطروحا في خيارات إيران إذا ما استدعى الأمر ذلك، إلا أنه لن يكون في هذا التوقيت حسب تعبيره.
وشدد الباحث في الشئون الإيرانية، ضرورة التعامل مع إيران وليس الابتعاد خوفا منها أو التوجس من التعامل معها، موضحا أن الموقف العربي لديه عيوب كثيرة في التعامل مع إيران بنفس أسلحتها التي تستخدمها، فضلا عن التعامل معها بالجانب السياسي الدبلوماسي، حيث باتت قوة في المنطقة لا يستهان بها.
ولفت إلى أن مصر في الآونة الأخيرة باتت تحرك المياه الراكدة من خلال تبادل طرف الحديث مع إيران وإبراز بعض التفاهمات لحل مشكلات المنطقة، ما يستدعي اتخاذ نفس النهج.
مرفوض بناء هذه القواعد
من جانبه أكد أشرف أبو الهول الكاتب الصحفي والمتخصص في الشأن العربي، أن أي تحرك من قبل إيران يقضي ببناء قواعد بحرية في سواحل سوريا واليمن كما تشير بعض الأنباء يعد أمرا مرفوضا تماما.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن هذه القرارات تعد من الأمور التي تمس الأمن القومي العربية وبالتالي يعد أمرا مرفوضا تماما، حيث أنه يمثل تدخلا سافرا في الشئون العربية، ويجب اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية الأمن القومي العربي.
إمكانية أن تبني إيران هذه القواعد
فيما أكد الدكتور سعيد اللاوندي، المتخصص في الشأن الخارجي، إن هذا القرار الإيراني يأتي ضمن وقوف إيران مع الرئيس السوري بشار الأسد، وكذلك جماعة الحوثيين التي لديها صلة ما بها.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الولايات المتحدة الأمريكية لديها مشكلة مع إيران في المنطقة العربية، وبالتالي تسعى دائما لتشويه العلاقات في المنطقة، التي تسبب مشكلات لإيران والتي تقف حائلة دون افتعال الكثير من المشكلات في المنطقة العربية التي تتولاها الولايات المتحدة.