دراسة.. المنزلة الاجتماعية المتدنية تضر بجهاز المناعة
خلصت دراسة علمية حديثة أجرتها جامعة ديوك الأمريكية، إلى أنّ المنزلة الاجتماعية المتدنية تؤثر بصفة مباشرة على جسم الإنسان، وتضر بصحته.
وأظهرت تجارب أُجريت على قرود أنّ المنزلة الاجتماعية المتدنية تؤثر على جهاز المناعة بأسلوب يؤدي إلى زيادة احتمالات الإصابة بأمراض القلب، والسكري، والأمراض العقلية، فيما ذكر خبير بريطاني أن نتائج هذه الدراسة تنطبق بشكل كبير على البشر.
ووزع العلماء 45 قردة – لا يعرفن بعضهن ولا يمتن بقرابة لبعضهن – على 9 مجموعات تتكون كل منها من خمسة قرود. ولاحظ العلماء أن أحدث القردة انضماماً إلى كل مجموعة تقريباً عانين من الوحدة والكآبة ولم ينلن أي اهتمام، كما أنهن تعرضن لكثير من المضايقات من القرود الأخرى.
وكشف تحليل دقيق لدم هذه القردة وجود 1600 اختلاف في مستويات الجينات المسؤولة عن جهاز المناعة بين أولئك الذين كانوا في قمة الاختلاط الاجتماعي، وأولئك الذين كانوا في أدناه.
وظهر أثره في عمل جهاز المناعة بشكل حاد للغاية في الفئات المتدنية؛ ما يؤدي هذا المستوى المتأجج إلى أضرار جانبية للجسم؛ إذ يسفر عن زيادة احتمال الإصابة بأمراض أخرى.
وقال الدكتور نواه سيندر – ماكلير، أحد الباحثين المشاركين في الدراسة: إنّ هذه الدراسة تشير إلى أن أمراً آخر، ليس فقط الأنماط السلوكية للأفراد، يؤدي إلى تدهور الصحة.
وأضاف: نعلم أن التدخين، وتناول الطعام غير الصحي، وعدم ممارسة التمارين الرياضية ضمن العوامل التي تضر بصحة الإنسان، إلا أن هذه الدراسة تكشف أن المنزلة الاجتماعية المتدنية لها تأثيرها البالغ على صحة الإنسان أيضاً.
من جهته ذكر البروفيسور غراهام روك من جامعة كوليدج لندن، أنّ جميع الأدلة تشير إلى أن نتائج هذه الدراسة تنطبق على الإنسان.
وأشار إلى وجود أدلة على أن الأشخاص الذي ينتمون إلى طبقات اجتماعية متدنية تتدهور صحتهم عندما يزداد ثراء الطبقات الأعلى، حتى وإن لم يصبحوا هم أنفسهم أشد فقراً.
وأوضح بالقول: "إنه أمر لا تفهمه الحكومات، هم يرون أن الأشخاص في القاع يمتلكون سيارات وأجهزة تلفزيون؛ وبالتالي فإنهم أغنياء جداً مقارنة بالناس في الهند، على سبيل المثال، مضيفاً لكن هذا ليس هو بيت القصيد، فهؤلاء يشعرون أنهم في قاع المجتمع".
ويمكن تفسير ذلك بأن نمط حياة الأشخاص الذين ينتمون إلى الفئات الفقيرة يكون على الأرجح أسوأ، وذلك في أمور مثل التدخين، وقلة ممارسة التمارين الرياضية، وتناول الوجبات السريعة، بحسب الدراسة التي نشرتها دورية "ساينس".