بعد قتل 4 "دواعش" في الجولان.. ماذا لو شن "داعش" هجوما موسعا على الكيان الإسرائيلي؟
لا تزال المنطقة
العربية المشتعلة بالحروب تجود كل ساعة بل في كل دقيقة بما هو أغرب، فإسرائيل التي
كانت تتهم بدعم تنظيم "داعش" أصبحت في مرمى نيران التنظيم، وهو
ما حدث مؤخرا بين الجانبين في مرتفعات الجولان السورية وتحديدا بين القوات
الإسرائيلية وبين فرع تابع لتنظيم الدولة "داعش "يسمى
بشهداء اليرموك.
اشتباكات
تسفر عن قتلى من التنظيم
كان هذا ما أكد عليه
جيش الدفاع الإسرائيلي الكائن بعضه في هضبة الجولان السورية، حيث أشار إلى أنه قتل
4 من أعضاء جماعة مرتبطة بتنظيم "داعش" قاموا بمهاجمة الجنود الإسرائيليين في الجزء الذي تحتله إسرائيل.
أصل
الاشتباكات بين الطرفين
وأوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي "بيتر ليرنر" حسبما صرح لوكالة
"فرانس برس"، إن جنود الكيان الإسرائيلي تعرضوا لإطلاق نار من أسلحة آلية وقذائف هاون أطلقها أعضاء تنظيم
"داعش" في الجولان، وكانوا عددهم أربعة رجال تابعين لكتيبة شهداء اليرموك.
وأضاف "ليرنر" أن جنود الكيان الإسرائيلي ردوا عليهم بإطلاق النار، ليقتل منهم هؤلاء الأربعة.
وفي ساعات لاحقة
تابعت القوات الإسرائيلية أيضا هجومها على فرع تنظيم "داعش" في
الجولان حيث قصفت مبنى يستخدمه تنظيم "داعش" في منطقة مرتفعات
الجولان السورية، فضلا عن استهداف منشأة
مهجورة لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، كانت تستخدم كقاعدة لهجوم ضد الجنود الإسرائيليين أيضا.
تساؤلات
وتبرز العديد من
التساؤلات حول ماهية الصراع الذي ظهر فجأة
بين تنظيم داعش وبين الجانب الإسرائيلي؟
وما هي النتائج التي ستترتب عليها الأوضاع إذا ما شنّ تنظيم داعش هجوما واسعا على
إسرائيل؟
نتائج
لصراعات جديدة فتاكة
وفي سياق ما سبق أكد
الدكتور عمرو عبد المنعم، المتخصص في شؤون الجماعات الجهادية، أن تصادم داعش مع
إسرائيل، سيعطي نتائج جديدة لطبيعة الصراع المستقبلي في المنطقة العربية، إلا أنه
من المبكر جدا الحديث عن طبيعة هذا الالتحام والحكم عليه.
وأضاف في تصريحات
خاصة لـ"الفجر"، أن البعض ردد أن هناك فرعا لتنظيم "داعش"، هو من قام بهذه الحرائق التي حدثت في إسرائيل، فضلا عن أن هناك
أيضا رجال تابعين للتنظيم متواجدون بالداخل الإسرائيلي، إلا أنه لا يوجد معلومات
مؤكدة أيضا عن هذه الأفرع ولكنها تأتي في باب التكهنات، مشددا على أهمية التعمق
بالدراسات والتحليلات أولا في هذه الأمور.
وعن إستراتيجية داعش
في القتال، أوضح المتخصص في شؤون الجماعات الجهادية، أن تنظيم "داعش"، لديه إستراتيجية في القتال تبدأ بقتال ما يطلق عليهم
"مرتدون" ثم قتال "الصحوات" ثم قتال "الأوروبيين"،
الذين يقاتلونه عبر قوات التحالف الدولي، وإن كان يدعو إلى قتال هؤلاء جميعا.
تؤدي لمزيد
من الخراب
وفي سياق ما سبق أكد الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس
المركز العربي للدراسات السياسية، إن خطوة مواجهات داعش وإسرائيل في الجولان والتي
تحدثت عنها بعض الأنباء، تعد من الأمور الخطيرة للغاية، لافتا إلى أن تنظيم داعش
لو شن بالفعل هجوما على إسرائيل سيكون هناك كوارث عدة من ضمنها تأجيج لحالة الحرب
المتواجدة في المنطقة.
وأضاف في تصريحات
خاصة لـ"الفجر"، أن التوتر الواسع الانتشار في المنطقة العربية يعد من
أكثر الأمور التي أصبحت ترشح المنطقة لمزيد من الصراعات، مبينا إن إسرائيل تستفيد
استفادة كبرى من هذه الصراعات.
وأعرب عن حزنه الشديد
في الحالة التي تعيشها المنطقة العربية، قائلا "هذه الفوضى التي تعيشها الدول
العربية، والحكومات سببت كثيرا من ضياع القضايا الأساسية التي كانت من المفترض أن
تكون قضايا العرب أجمع، منها القضية الفلسطينية، وتفكيك الدول العربية، مبينا أن
الخلافات العربية العربية التي بدت تتعمق في تلك الآونة تجعل إسرائيل في أريحية
تامة، حيث أن العالم العربي يعيش أحلك ظروفه وضعفه.
ستتسع أرجاء الفوضى
فيما أكد الدكتور
كمال الهلباوي المنشق عن جماعة الإخوان والمتخصص في جماعات الإسلام السياسي، أنه
إذا حدثت مشاكسات بين داعش وبين إسرائيل ستتسع أرجاء الفوضى كثيرا في المنطقة
العربية، لافتا إلى أن إسرائيل ستتعامل بالضبط في هذه الحالة كما تعامل جورج بوش
إبان أحداث الحادي عشر من سبتمبر، واتخذها ذريعة لدخول العراق لتدميرها.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن هذه
الحرائق ربما تكون سببا في اشتعال الأزمات، موضحا أن إسرائيل ما إن اشتعلت الحرائق
إلا واتخذتها ذريعة للحصول على المساعدات الغربية للاستعداد لأية مستجدات، مضيفا
أنها أعلنت أيضا أنها ستبدأ في توسعات استيطانية جديدة بعد حدوث الحرائق.