أحمد فايق يكتب : يسقط حكم المرشد.. والفلول أيضا
عزيزتى الثورية عزيزى الثورى.. تحية طيبة وبعد.. لا تنسوا أن العدو هو الإخوان.. والفلول أيضا، الاثنان سعيا لإجهاض الثورة والاستفادة منها، الاثنان تورطا فى دماء الشهداء فلا فارق بينهما، لا تصدقوا أن المشهد المبهج للتحرير أمس الأول «الثلاثاء» كان وراءه الفلول، أو ساهموا فيه بأى شكل، هم فقط يحاولون ركوب المشهد، مثلما فعل الإخوان مع الثوار قبل ذلك، النظام الآن يدفع ثمن دماء الشهداء، تستطيع أن تصل لهذه النتيجة حينما ترى «ميرى دانيال» بقوامها النحيف وجسدها الضعيف، وهى تقف فى الخطوط الأمامية فى جبهتى محمد محمود والسفارة الأمريكية، تحاول الدفاع عن الثوار فى الداخل، تبحث عن حق شقيقها الشهيد مينا دانيال، ولما خاف عليها الزميل والصديق الثائر الحسينى أبوضيف، قالت له «لا تقلق أريد الذهاب إلى مينا «.
الفارق بين شباب الثورة وهؤلاء، أنهم لا يبحثون عن مال أو نفوذ وليس لديهم شيئا يخافون عليه أو حتى منه، يسعون للموت بنفس قدر حفاظ الإخوان والفلول على الحياة فلكل منهما شىء يخشى عليه، الفلول يريدون الاحتفاظ بفساد نظام المخلوع مبارك، والإخوان يريدون الحفاظ على كرسى السلطة الآن، الاثنان يمتلكان كل شىء.. مال.. سلاح.. نفوذ.. ضغوط دولية.. جنود وتنظيم وعتاد، لكنهم لا يمتلكون أهم شىء يمكن أن يحتفظ به الإنسان لنفسه وهو الضمير والإنسانية والحب والعطاء.
حينما أرى مصر ترتدى أجمل مالديها فى ميدان التحرير أشعر بأن هذا الشعب لا يستطيع أحد أن يقهره بعد الآن، يختار التوقيت المناسب لكى يخرج لسانه للنخبة، يقول لهم توقفوا عن سفك دمائنا بنظرياتكم العظيمة التى لا تعرف شيئا عنا، من من هؤلاء النخبة الفاشلة يعيش فى حارة أو حى عشوائى، من يجلس مع البسطاء على المقاهى الشعبية ليعرفوا همومهم، ويستمع لمشاكلهم، يظهرون يوميا فى برامج التليفزيون يتحدثون من الاستديوهات المكيفة، يعلنون اعتصاما هنا ومظاهرة هناك من داخل الاستديو، يذهبون للتحرير مثل السائح للتصوير، ثم يسرعون مرة أخرى للحاق بتصوير على الهواء أو برنامج مسجل هنا أو هناك، فميزانيات الضيوف تضخمت فى البرامج بعد الثورة، والضيف النخبوى يتحدث بسخونة بقدر مايحصل عليه من أموال، لا يعرف أن حديثه ربما يقتل شابا لم يتخط العشرين من عمره، ماهذا العبث الذى يجعلنى أسيراً فى جنازة شاب أصغر منى عمرا.. وبكثير، لمجرد أنه يحب مصر أكثر منى، الشباب يعلم ماذا يريد ويجب أن نسير خلفه وليس أمامه، اللعنة على النخبة التى تدعى أنها تعرف ببواطن الأمور، وتدعى علمها كيف يفكر شباب مصر، وهم لا يهتمون بشىء سوى كروشهم المليئة بفضلات النظام، نفس هؤلاء كانوا سيلعنون التحرير لو لم يكن ممتلئًا، كانوا يتحدثون عن أطفال الشوارع والبلطجية والتمويل الخارجى لأحداث محمد محمود الأولى، وفى الأحداث الأخيرة يتحدثون عنهم باعتبارهم أنقى وأطهر شباب مصر.
لا يوجد شىء تغير سوى تنظير النخبة، فالثوار كما هم يناضلون منذ 25 يناير ومجلس الوزراء وماسبيرو ومحمد محمود، يطالبون بنفس المطالب، يسيرون وراء مبادئ وأفكار وملفات خاصة بالثورة، يريدون الحرية والعدالة الاجتماعية والخبز، يجدون دائما فريقين الأول يتهمهم بالعمالة والتمويل الخارجى، والثانى ينظر حولهم ويمتص دماءهم ويتاجر باسمهم، والنخبة أنواع منهم من يبحث عن سيد له بعد رحيل المخلوع، وجدوا ضالتهم فى المجلس العسكرى، ولماذا ذهب المجلس بحثوا عن سيد آخر ولعنوا المجلس مثلما لعنوا سيدهم الأول المخلوع محمد حسنى مبارك، وهناك نخبة إسلامية تؤسس وتؤصل للفاشية الدينية فى مصر، ونخبة ثالثة تبحث عن الترمومتر الخاص بها من الصحافة الغربية وموقف السفارات الأجنبية تجاه الوضع السياسى فى مصر، هذه النخبة لا يهمها شىء، ولا تشعر بالخجل من القتلى الذين يسقطون يوميا بسبب كذبها، ياسادة إن النخبة الإسلامية لا يهمها شهداء الإسلاميين، والنخبة الليبرالية لا يهمها شهداء التحرير، ونخبة الثورة لا علاقة لها بالثوار ولا أحلامهم وطموحاتهم.
إن النخبة فاسدة مثل كل شىء فى مصر، تستفيد من الثورة وتلعنها، تربح من دماء الشهداء وتتبرأ منهم، صنعت الملايين من وراء ميدان التحرير وتقتله يوميا، لا تصدقوا النخبة، لا تجعلوهم يخدعوكم بكلامهم المغلوط، سيروا وراء قلبكم ومبادئ الثورة، وستجدون فيها الطريق السليم، وتذكروا أن هذه النخبة هى من بكت على مبارك فى التليفزيونات، وهى من اتهمتكم بالبلطجة فى محمد محمود وماسبيرو ومجلس الوزراء.