رغم إجراءات الإصلاح.. 60 مليار دولار فاتورة سلع المزاج و"فشخرة" المصريين.. وخبراء: "الحكومة مستفزة"
في الوقت الذي تعاني فيه مصر من أزمة اقتصادية طاحنة تأتى فاتورة استيراد السلع الإستفزازية أو كما يقال عنها سلع حرق الدم، بما يفوق كل التوقعات.
وكشفت التقارير الرسمية الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، واتحاد الصناعات أن مصر تستورد "سلع رفاهية" من الخارج بحوالي 60 مليار دولار سنويا، رغم عجز الموازنة العامة للدولة الذي تجاوز 283 مليار جنيه.
وأكد التقرير أن من بين سلع الرفاهية المعسل، ولبان المضغ، واليكولاتة، ومحشي ورق العنب، والبيض والجبن، وطعام القطط والكلاب، ومايوهات بكيني، وقمصان نوم حريمي وغيرها من السلع الاستفزازية.
المسئولين مستفزين
وفي سياق متصل قال أحمد شيحه، رئيس شعبة المستوردين إن السلع المستفزة للبعض تعتبر سلع ضرورية للبعض الآخر.
وأضاف في تصريح لـ "الفجر" أن السلع الإستفزازية كما يرى أنها تشمل أربع منتجات يأتى على رأسها السجائر والتي تبلغ فاتورة استيرادها سنوياً من 35 إلى 37 مليار جنيه، والمياه الغازية بـ 30 مليار جنيه، ثم الشاي والقهوة والنسكافية، وكذلك اللبان بما يعادل كلياً 120 مليار جنيه.
وأوضح شيحه أن هناك سلع يمنع استيرادها تعتبر ضرورية مثل أدوات التجميل ومنظفات العناية الشخصية والبرفانات.
وتابع: "طالما بستورد الحاجة وبقدر أبيعها تبقي ضرورية"، مؤكدًا أن هناك سلع يمنع استيرادها لاحتكارها في السوق، قائلًا: "المسئولين هما اللى استفزازيين مش السلع".
14مليار دولار إجمالي الواردات غير ضرورية سنويًا
وقال الدكتور فخري الفقي، الخبير الاقتصادي، إن إجمالي الواردات بعد الترشيد بمصر بلغت حوالي 65 مليار دولار سنويًا، منهم 52 مليار دولار سلع ضرورية ما بين أدوات إنتاج وسلع تموينة وخام أدوية، ومنهم 14 مليار دولار غير ضرورية كالمسليات.
وأوضح"الفقي"، في تصريح لـ"الفجر"، أن من الصعب وقف استيراد السلع غير ضرورية لأن احتياجها ضرورة عند بعض الفئات خاصة الطبقة الوسطى والغنية، لأن أي سلعة عليها طلب تكون مهمة عند بعض شرائح المجتمع رافضًا مصطلع "السلع الاستفزازية"، مشيرًا إلى أنها مستفزة فقط للطبقة الفقيرة، بينما توجد فئات أخرى بحاجة لها.
وأشار الخبير الاقتصادي، إلى أن كثير من المواطنين رزقهم يعتمد على هذه السلع فأصحاب محال الكلاب خاصة "كلاب الحراسة"، لا يستطيعون توفير الطعام الخاص بالكلاب في مصر، إلا عن طريق استيرادها، ففي هذه الحالة أصبحت السلعة هنا ضرورية، بعكس البعض الأخر الذي يراها شيئًا ترفهيًا.
إفتقار معلوماتي
ومن جانبه أكد الدكتور رشاد عبده، رئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية، إن السلع الإستفزازية يصعب تحديدها بشكل قطعي.
وأضاف في تصريح لـ "الفجر" أن مصر كباقي الدول النامية تفتقر للمعلومات، مشيراً إلى أن الأرقام متضاربة بين المؤسسات بخلاف أن هناك سلع تعتبرها الدولة استفزازية وهي في حقيقة الأمر ضرورية كالتكييفات والسيارات.
وتابع أن هناك سلع استفزازية لا يختلف عليها كمأكولات الحيوانات، موضحاً أن المستهلك في حال إنه وجد السلع سيشتريها ولا يحتاج لإستيرادها.
فاتورة السلع الإستفزازية
وطبقاً للتقارير الرسمية التي صدرت مؤخراً، استوردت مصر لبان بـ6 ملايين و988 ألف جنيه خلال 6 أشهر، بإجمالي 14 مليون جنيه سنويا، كما استوردت معسل بـ 77 مليون جنيه شهريا، بإجمالي 924 مليون جنيه سنويا.
كما استوردت مصر تبغ مفروم بنحو 654 مليونا و870 ألف جنيه، فى خلال 8 أشهر الماضية فقط، بالإضافة إلى استيراد ورق الدخان أو ما يطلق عليه "البفرة"، والتبغ الخام بنحو 990 مليونا و548 ألف جنيه، أما تبغ الشيشة وحدها فقد بلغت تكلفته نحو 77 مليون جنيه شهريا.
وبلغت قيمة ما تم استيراده من الشكولاتة غير المحشوة بالكاكاو 5 ملايين و965 ألف جنيه، ومن المثلجات مثل" الأيس كريم "أكثر من 4 ملايين جنيه.
بينما بلغ استيراد البيض والجبن الأجنبي ومشتقات الألبان الصناعية، وفقا لما أكده تقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء لعام 2015، بقيمة 16 مليار و366 مليون جنيه.
كما قدر تقريرالجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء قيمة ما تم استيراده من الشاى الأسود مليار و37 مليون و301 الف و980 جنيها، و42 مليون و454 ألف، للشاي الأخضر، و41 مليون و72 الف جنيه قيمة استيراد شاي اسود مخمر في عبوات جاهزة للتداول الفوري.
وتستورد مصر قمصان نوم سنويا من الخارج بقيمة 197 مليون دولار، أي ما يعادل 1,5 مليار جنيه، حيث استوردت مصرخلال ستة أشهر فقط من العام الماضي "مايوهات حريمى" بمبلغ 7 ملايين جنيه، و"مايوهات رجالى" بأكثر من 8 ملايين جنيه، وملابس داخلية"سراويل" بقيمة 32 مليون جنيه.