مخرج فيلم "العساكر": لست ضد الجيش أو التجنيد وأتفهم الغضب
قال عماد الدين السيد، مخرج الفيلم الوثائقي "العساكر.. حكايات التجنيد الإجباري في مصر"، إنه ليس ضد الجيش المصري أو التجنيد الإجباري، بل "منحاز" له، نافياً أن يكون هناك توجه قطري أو خلافه للإساءة إلى جيش بلاده.
جاءت تصريحات السيد للأناضول بالتزامن مع رفض مصري واسع للمقطع الترويجي القصير لفيلمه الوثائقي، قبل البث المقرر مساء اليوم الأحد، عبر شاشة قناة الجزيرة القطرية.
السيد، الذي ذكر أنه لم يخدم بالجيش المصري، أشار إلى أنه "وصل إليه ردود فعل رافضة للفيلم، بعضها جعله ضد العسكرية المصرية، ولكن الحقيقة أن هذا استباق واتهام في غير محله".
وأوضح أن "الفيلم لا يرفض التجنيد الإجباري، ولكن يتحدث عن قصص متواترة ومعروفة لدى الشعب، عن عقوبات يواجهها المجندون في الجيش مثل التكدير والفرق بين مطعم الضباط والعساكر، واستغلال العساكر في أعمال خارج نطاق التنجيد".
وأضاف: "كثير من أهلي وأصدقائي خدموا في الجيش، والجندية المصرية شرف، والفيلم منحاز للجيش، ويأمل أن يكون في أفضل حالاته".
الفيلم الوثائقي مدته 52 دقيقة، وفق المخرج المصري، وبث مساء أمس الاحد، عبر قناة الجزيرة القطرية، وفيه مشاهد كثيرة تمثيلة لا تعرض وجوه الممثلين وتغير أصواتهم خوفاً عليهم من الملاحقة، بخلاف مشاهد أرشيفية وشهادات.
وبدأ إنتاج الفيلم منذ عام تقريبا، بعدما أثيرت أمامه قصص كثيرة عن المعاملة السيئة للجنود، وفق قوله.
وأعرب مخرج "العساكر.. حكايات التجنيد الإجباري في مصر"، عن تفهمه للهجوم العنيف الذي تعرض له قبل البث وبعده، خاصة و"أن البعض استشعر أننا نمس الصورة الذهنية المحفورة عن الجيش أنه مصنع الرجال ويريد الحفاظ عليها".
واعتبر أن عمله هذا هو "الأول الذي يرصد الواقع بخلاف الصورة النمطية التي تصدر"، مؤكداً أن "ما سيقال في الفيلم اليوم قاله كل مصري في محيط أسرته أو أصدقائه أو عبر مواقع التواصل بخصوص المعاملة السيئة فقط، وهذا لا خلاف عليه وليس سراً حربياً، ومعروفا للجميع، ونتمنى أن يتم تغيير المعاملة للأفضل".
وتابع: "هذا عمل فنيا وليس سياسيا، والسينما المصرية قدمت فيلم البريء (1986) بعد سنوات من المنع والحذف لأنه كان يتحدث عن وقائع مماثلة للمعاملة السيئة بالجيش، وهناك في السينما الأمريكية فيلم آخر يتحدث عن التجنيد، والجزيرة أنتجت فيلما من قبل عن التجنيد الإجباري في إسرائيل، وتحدثت مع منظمات حقوقية حوله، لكن الجديد أن مصر لا تسمح بذلك فثارت كل هذه الضجة".
ونفى المخرج أن يكون هناك توجه قطري أو منه شخصياً للإساءة للجيش المصري، مستطرداً: "لا أقبل على نفسي أن أضرّ جيش بلادي"
وأكد أن الفيلم الوثائقي "يخدم الجيش وحريص على مصلحته ومصالح جنوده وتغيير أوضاعهم للأحسن"، متمنيا أن يكون جيش بلاده "أفضل جيوش العالم"، رافضا ما يحدث في سيناء ضد الجنود من "إرهاب".
وأخرج السيد أفلاماً أنتجتها الجزيرة الوثائقية مثل "المنصة" و"المندس"، خلال العامين الماضيين.
في المقابل، رأى اللواء علاء عز الدين، المدير السابق لمركز الدراسات الاستراتيجية بأكاديمية ناصر العسكرية (حكومية): أن "ما يريده هذا الفيلم هو مساس بالروح المعنوية للجيش ويردد أكاذيب، ولا أريد أن أصفها بألفاظ يعاقب عليها القانون".
وقال عز الدين لوكالة "الأناضول" التركية، "الجيش في تطور مستمر لكل شيء وخاصة أسلوب المعيشة والرعاية للجنود، ولو أن هناك حياة قاسية وشديدة فهذه طبيعة الحياة العسكرية، لكن لا معاملة عسكرية سيئة كما يزعم الفيلم".
وأكد أن "علاقة الجنود بالضباط متميزة في سيناء (شمال شرق) التي تواجه الإرهاب"، موضحاً أن مصر تدافع عن نفسها بأبنائها ضمن شرف العسكرية المصرية بخلاف دول أخرى (لم يسمها) ليس فيها ذلك.
وأردف "من يريد التعرف على التعامل بين الضباط والجنود يعود للبطولات في 1973 (حرب بين مصر وإسرائيل) وفي مواجهة الإرهاب بسيناء، حيث يحمل الجندي المصاب ضابطه، كما أن رعاية القوات المسلحة لجنودها تصل إلى إرسال طائرة إلى جندي في منطقة نائية في حالة تعرضه لإصابة أو حادث يهدد حياته".
ولفت إلى أنه "إذا كان الفيلم يسعي للدفاع عن جنود القوات المسلحة المصرية فأحرى به أن يراجع الإساءات التي تصدر من قناة الجزيرة منتجة الفيلم للقاهرة من وقت لآخر".
في السياق ذاته، بث التليفزيون المصري الحكومي، الأحد ولليوم الثاني على التوالى فيلما أنتجه الجيش المصري، بعنوان "يوم في حياة مقاتل"، يرصد فيه خلال أكثر من 12 دقيقة حياة الجندي المصري، من لحظة الالتحاق بالجيش والتدريب وحسن المعاملة وإعداد الطعام.
كما استمر هجوم مواقع محلية مصرية وإعلاميين مصريين لبرومو الفيلم الوثائقي، واصفين إياه بأنه "كارثة"، و"مؤامرة"، ويبث الأكاذيب، وسط هجوم شديد ضد قطر، وفق رصد مراسل الأناضول.
وقال المتحدث باسم الجيش المصري، العميد محمد سمير، في تدوينة بصفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أمس: "لمن لا يعى شرف الجندية المصرية .. إنهم خير أجناد الأرض".