في ذكرى مؤتمر طهران 1943.. كيف أصبحت إيران متملكة لأربع عواصم عربية؟
تظل إيران من أكثر الدول المؤثرة في السياسة الدولية، خاصة في هذا التوقيت الحالي الذي يشهد أفق سياسية حمية الاستقطاب التي تأتي على إثر الحرب القائمة في سوريا والعراق وغيرها، وهو ما يذكّر بدور إيران الذي تأتي ذكراه في مثل هذا اليوم الموافق 28/11/1943 وهو المعروف بمؤتمر طهران الذي جمع بين القادة الثلاثة، جوزيف ستالين وفرانكلين روزفلت وونستون تشرشل وذلك أثناء الحرب العالمية الثانية، بهدف تحديد الأهداف المشتركة لمواجهة دول المحور.
خلفيات سابقة
جاء هذا المؤتمر الذي تحين ذكراه اليوم بعد العديد من المواقف الإيرانية التي اتخذتها أثناء الحرب العالمية الثانية، ومن أهم هذه المواقف هو تعاون محمد رضا بهلوي مع قوات المحور أثناء الحرب العالمية الثانية، وهو الأمر الذي انقلبت عليه إيران بعد ذلك، برغم أنها كانت قد أعلنت أنها تقف موقف المحايد، إلا أنه سرعان ما انقلبت الأمور ضدها بعدما أدي الأمر إلى دفع القوات البريطانية والسوفييتية لخلع بهلوي عن العرش وتنصيب نجله بعد احتلال كامل الأراضي الإيرانية.
أهداف المؤتمر وقراراته
وانعقد المؤتمر بين هذه القوى في طهران، واتخذ العديد من القرارات التي كانت تحدد أهدافا معينة ومنها:
وضع الإستراتيجية النهائية للتصدي لألمانيا وحلفائها التي كانت ضمن دول المحور التي انقلبت عليها طهران بعد ذلك.
كما منحت إيران الاستقلال بعدما تم اكتشاف دورها في تعاونها مع دول المحور وهو ما أدى إلى احتلالها من قبل القوات البريطانية والسوفييتية لكن سرعان ما منحت استقلالها.
وتبني المؤتمر أيضا إيجاد منظمة تكون بدلا من منظمة عصبة الأمم، إلا أن هذا حاز على اختلافات ظلت قائمة بين تشرشل وستالين، حول فتح الجبهات بين البلقان وأوروبا الغربية.
إيران المنقلبة على نفسها دائما
ويعد مؤتمر طهران مثالا حيا على استقراء التاريخ الإيراني الذي يبيّن كثيرا زيف مقاصد هذه الدولة، فإيران برغم أنها تزعم دائما أنها من الدول التي تحرص على لملمة الشمل العربي والقتال من أجل القضايا الإسلامية، إلا أن تحالفاتها اليوم التي تشبه انقلابها على دول المحور بعد التعاون معها والتي سبقت مؤتمر طهران، تثبت دائما أنها خنجرا مسموما في جبين المنطقة العربية.
التحالف مع الولايات المتحدة ضد المنطقة العربية
كان هذا من أكثر الأدلة التي تؤصل للتاريخ الإيراني المزيف والدعاوى التي دائما ما تطلقها تجاه العرب والمسلمين، وهو ما تدلل عليه بعض الدراسات التي جاءت مؤكدة إن الخطر الأكبر الذي تواجهه الأمة العربية الآن، هو المشروع الإيراني الفارسي الذي يبتلع الدول العربية، واحدة تلو الأخرى.
وأوضحت الدراسة أن إيران تمتلك الآن أربع عواصم عربية كما صرح مسئولون إيرانيون قبل ذلك، وهي " بغداد، دمشق، بيروت وصنعاء"، مشيرة إلى أن حديث إيران عن امتلاكها هذه العواصم الأربع ما كانت لتتم إلا بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية التي سمحت لها بذلك.
وتستمر الدراسة في فضح الدور الإيراني عمليا، حيث تشير إلى أن التحالف بين إيران وبين الولايات المتحدة، ظهر منذ عام 2001 عندما أعلن الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الحرب الشاملة التي سماها بالحرب على الإرهاب.