مفاجأة كارثية.. تعرف على الجاني الحقيقي في قضية مقتل الأمير الكويتي "صباح مبارك الصباح"
في مفاجأة كانت الغريبة من نوعها أعلن في غضون اليومين الماضيين عن رحيل الأمير الكويتي الشيخ صباح مبارك الصباح الناصر الصباح، الذي مات عن عمر ناهز 58 عاما، إلا أن موته يبدو أنه يختلف كثيرا عن الأجواء الطبيعة، إذا ثبت أن هناك شبهة جنائية في موته، جاء ذلك عبر مجهودات البحث الجنائي و ضبط المتورطين في الحادث، وهو ما أكد أن الأمير قتل بفعل فاعل.
الصاعقة الكبرى في موت الأمير الكويتي
ليست المفاجأة في موت الأمير الكويتي عن طريق القتل أو ما شابه ذلك، وإنما الصاعقة الأكبر، هو ما أثبتته التحريات وإجراءات القبض على المجرمين، حيث أكدت الإدارة العامة للعلاقات والإعلام بوزارة الداخلية الكويتية أن التحريات كشفت أن المتهمين الذين ارتكبوا الحادث يحملون الجنسية الإيرانية، وهذه هي الصاعقة الكبرى، موضحة أن المتهم الأول "م. ع. ن." إيراني الجنسية مواليد 1976، وهو من قام بتكبيل الضحايا ويعمل طباخاً، فيما قام المتهم الثاني بفعلة القتل التي ارتكبت بواسطة إطلاق نار من مسدس وهو (ع. م. ب.) إيراني الجنسية أيضاً ومن مواليد 1985.
وذكرت الإدارة أنه بمواجهة المجرمين بالتحريات، اعترفا على الفور بارتكاب الجريمة، بل شرحا وصفا تفصيليا لمشاهد الجرائم، ليتم تحويلهم بعد ذلك إلى الجهات المختصة.
رائحة إيران في الحادث
وكالعادة فإنه من الغريب في الحادث أن يكون المجرمين الذين ارتكبا هذا الحادث ليسوا من حملة الجنسية الكويتية، وإنما كانوا إيرانيين حسبما أعلنت الإدارة العامة للعلاقات والإعلام بالكويت، وهو الأمر الذي يدق أبواب التاريخ إلى الوراء ليؤكد على أن ارتكاب هذا الحادث لم يتم بمنأى عن إيران، التي تنصب العداء لدول الخليج وهناك الكثير من الأدلة والأحداث التاريخية على النحو التالي:
إيران تغتال الشيخ جابر الأحمد الصباح "أمير الكويت"
كان هذا ما حدث في 25 مايو 1985 حيث تعرض الشيخ جابر الأحمد الصباح لمحاولة اغتيال عن طريق سيارة مفخخة، إلا أن عملية الاغتيال هذه باءت بالفشل الذريع حيث لم تصب هدفها وهو قتل الشيخ جابر، إلا أنه أودت بحياة اثنين من مرافقيه.
وكان الشيح جابر رحمه الله وقتذاك ذاهبا إلى مكتبه في قصر السيف، وأكدت حينها الأجهزة الأمنية أن من ارتكب هذا الحادث هو العراقي "جمال جعفر علي الإبراهيمي" المعروف باسم "مهدي المهندس"، وهو من أكبر رجال إيران في العراق حيث يتولى زعامة مليشيات شيعية تقاتل أهل السنة هناك، وهو ما جعل الكويت حينها تؤكد إن إيران هي من قامت بذلك واتهمتها بالوقوف وراء محاولة الاغتيال.
تفجيرات المقاهي الشعبية
لم تتأخر إيران يوما ما من خلال رجالها الموجودين وخلاياها النائمة الشيعية في الكثير من الدول العربية خاصة الكويت، في أن ترتكب المجازر تجاه المواطنين العاديين، ففي يوم 11-7-1985 قامت مجموعة من الإرهابيين التابعة لإيران بزرع عبوات ناسفة في عدد من المقاهي الشعبية في منطقة السالمية، أسفرت عن مقتل أكثر من 100 شخص بخلاف أعداد الجرحى، وكذلك مسؤول أمني كويتي حيث أثبتت الأجهزة الأمنية أنه استعمل متفجرات عالية التركيز، ثم تم القبض على الجناة و الحكم على شخصين بالإعدام فيما حكم على الثالث بالمؤبد.
تفجير عدد من السفارات الأجنبية ومقتل مصري
كما أن السفارات الأجنبية في الكويت لم تبتعد هي الأخرى عن مليشيات إيران الإرهابية، حيث قام متطرفون في عام 1983، بتفجير ستة عبوات ناسفة استهدفت كلا من السفارة الأمريكية والسفارة الفرنسية وفي مطار الكويت الدولي، وانفجارين بالقرب من سكن فنيين أمريكيين في عدد من المناطق، فضلا عن انفجار في وزارة الكهرباء والماء ائنذاك.
وأسفرت هذه العمليات الإرهابية عن مقتل 7 أشخاص و جرح مالا يقل عن 37 شخصاً، في تفجير السفارة الأمريكية، بعد تفجير شاحنة ملغومة، كما قتل في هذه الأحداث أيضا فني مصري كان يعمل بمطار الكويت الدولي، وكان إجمالي الضحايا 7 قتلى و 62 جريح.
اختطاف طائرة "الجابرية"
ولم تستطع إيران أن توقف دمويتها في ارتكاب جرائمها أيضا في الجو، إذا أنها ارتكبت جريمة وصفت بأنها " أطول عملية اختطاف طائرة في التاريخ" والتي كانت في عام 1988.
قصة اختطاف الطائرة هذه بدأت مع اقتحام شاب في أواخر الثلاثينيات من عمره كابينة القيادة وهو يحمل في يده قنبلة يدوية، فيما ساعده آخر كان يحمل مسدسا في يده وطلبوا على الفور تغيير اتجاه الطائرة ناحية إيران، وبالتحديد إلى مدينة مشهد تحت تهديد السلاح وهبطت الطائرة في مطار مشهد في إيران بالفعل.
بعد هبوط الطائرة في إيران حدث أمرا بشعا حيث تم إنزال عدد من الخاطفين من الطائرة وركوب عدد آخر غيرهم، وكان من بينهم عماد مغنية الذي قتل وهو احد أعضاء حزب الله اللبناني الشيعي، وتم تقسيم الركاب بعد ذلك على أساس طائفي، فالشيعة في جهة والسنة في جهة أخرى، ثم بعد ذلك أفرج عن الركاب الشيعة الذين جاءوا من الكويت ضمن الطائرة، واستخدموا السنة كرهائن وكان من ضمنهم 2 من النساء كانوا من بنات آل الصباح ، بالإضافة إلى أنه تم إنزال جميع الرهائن الأجانب.
ومن الغريب أيضا أن هؤلاء الخاطفين كانوا يتحدثون بلغة طائفية دينية وهو المعهود عن الشيعة، حيث كانوا يقولون كما نقل عن روايات المخطوفين الذين أفرج عنهم بعد ذلك أنهم سموا الطائرة بـ "طائرة الشهادة الكبرى" بعد أن ارتدوا ملابس بيضاء مكتوب عليها نعشق الشهادة، بل وكانوا يقولون حرفيا " الموت في العز أفضل من الحياة مع الذل".