هجوم إعلامي ضد "سموم الجزيرة".. وخبراء: رد الإعلاميين على تطاول قطر "بروباجندا" لفيلمها المسيء

فتارة تبث أخبار كاذبة بغرض إثارة الرأي العام، بقضايا ليس لها أساس من الصحة، أو استغلال الأزمات بين البلدين وبثها بشكل غير مهني من أجل إثارة القتنة بين جميع طوائف الشعب المصري، حيث لجأت القناة القطرية لاسلوب يتنافى تماما مع ما تدعيه من شفايفية واصطناع مشاهد مصورة وبثها عبر شاشتها لتشويه صورة مصر أمام المجتمع الدولي، وهو ما أكده خبراء الإعلام بمصر أن "الجزيرة" اختطفت على يد الأسرة الحاكمة وتستخدم في محاولة لبسط نفوذ قطر السياسي على المنطقة.

وآخر ما تطرقت إليه قناة "الجزيرة"، إنتاجها فيلما وثائقيًا يمثل إساءة جديدة ضمن سجل قطر الحافل بالتطاول على مصر، حيث نوهت الجزيرة الأيام الماضية عنه، وأعلنت عن موعد بثه، بعد أن استغرق إعداده عامًا كاملًا.

ويتناول الفيلم الوثائقي قسوة التجنيد الإجباري في الجيش المصري، وسوء المعاملة لأفراد الجيش، وتسبب الفيلم في أزمة بين الإعلام المصري والقطري، حيث اتهم الإعلام المصري قناة الجزيرة بالإساءة إلى القوات المسلحة المصرية، ومحاولة إبراز مميزاتها على أنها مساوئ، وعرضت القناة عدة صور لجنود يتعرضون لوحشية وقسوة في التعامل.

وأثار الفيلم استياء عدد من الإعلاميين بمصر، حيث وصف الإعلامي تامر أمين، خلال برنامجه "الحياة اليوم"، على قناة "الحياة"، إساءة "الجزيرة" للجيش المصري بـ"البجاحة في الأداء الإعلامي"، مضيفًا "اللي اختشوا ماتوا".

الدسوقي رشدي يتساءل: لماذا لم تتنتج "الجزيرة" فيلما عن التحرش داخل الجيش الأمريكي

من جانبه، أطلق الإعلامي محمد الدسوقي رشدي، في برنامجه "قصر الكلام"، على قناة "النهار"، هاشتاج بعنوان "العسكرية المصرية شرف"، وهاشتاج آخر بعنوان "الجيش المصري مصنع الرجال"، رداً على الفيلم الذي أعدته قناة "الجزيرة" القطرية، ودفاعا منه عن سمعة الجيش المصري وعن حال الجنود المصريين أثناء أداء الخدمة العسكرية.

وتساءل الدسوقي: "لماذا لم تصنع (الجزيرة) فيلما عن القواعد الأمريكية وتجاوزاتها على أرض قطر، وعن التحرش داخل الجيش الأمريكي.

في سياق متصل علق الإعلامي عمرو أديب، متسائلًا: "أين الإدارة المصرية.. لازم تجيب حقها لازم يبقى في موقف سياسي واضح لأننا مش جيش مرتزقة، والتجنيد الإجباري في مصر مش سخره لأنها تحمى العالم العربي كله مش مصر بس".

وأضاف "أديب"، خلال برنامج "كل يوم" المذاع على قناة" ON E"، أمس السبت، أن قطر أرادت ضرب عبد الفتاح السيسي بالاستهزاء منه لينقلب عليه الشعب المصري، ولكنها فشلت في ذلك، فانقلبت على الجيش المصري، وستنقلب على القضاء قريبًا.

 وسخر" أديب" من الجيش القطري، قائلًا " محمد بيه في قسم الهرم عنده عساكر أكتر من الجيش القطري"، منوها إلى أن الإدارة المصرية إذ لم تأخذ موقف ستتعرض لانتهاكات أكثر من ذلك في المستشفيات المصرية والقضاء ولا تلومن إلا نفسك.

واستنكرت الإعلامية "نهاوند سري"، فيلم قناة "الجزيرة" المسيء للجيش المصري، متسائلة: "لماذا هذا الكم من الغل لمصر؟"، مضيفة: "لو بتعملوا كده عشان مرسي يرجع.. فمش هيحصل".

 

وأضافت "سري"، خلال برنامج "صباح أون" المذاع عبر فضائية "اون تي في"، اليوم الأحد، "شوفوا التاريخ بيقول إيه عن مصر، وبيقول إيه عن قطر وجيشها اللي نصفه ليسوا قطريين"، مشيرة إلى أن انتقاد مسئولين قطر لا يتعلق بالشعب القطري.

أما الإعلامية لميس الحديدي، فقررت مواجهة الفيلم المسيىء للجيش المصري بعرض الحقيقة من على لسان الجنود المصريين، حيث عرضت تقريرا مصورا من داخل قوات الصاعقة بالجيش المصري، موجهة فى برنامجها "هنا العاصمة "، المذاع على فضائية "سي بي سي"، أمس السبت، تساؤلا لقوات الصاعقة قائلة: "من يريد الخدمة في سيناء؟ ليرد الجميع بصوت قوي: "كلنا.. وتحيا مصر".

واساتذة اعلام يناقشوا التناول العلامي

وعلق الدكتور  ياسر عبد العزيز، الخبير الإعلامي، على تناول الإعلام المصري لبعض الأخبار الكاذبة التي تبثها قناة الجزيرة القطرية، قائلًا إن الإعلام المصري دائما رد فعله يأتي بصورة ساخرة، وانتقادات موجهة دون التعمق في الرد بصورة مهنية، موضحًا أن الرد على خبر كاذب أوصورة ما مُفبركة تكون عن طريق تقديم الصورة الحقيقة للمادة، وليس بالتهليل والترويج للقضية كما يحدث من بعض الإعلاميين.

وأضاف"عبد العزيز"، في تصريح لـ"الفجر"، أن الفيلم الأخير الذي روجت له قناة الجزيرة وأساءت فيه للجيش المصري، كان يجب على الإعلام المصري تجاهله،  نظرًا لأن القضية ليست إعلامية فهو  استهداف استخباراتي وليس مطلوب الرد إعلاميًا، ولو أخذ شكل الإعلام.

وأشار الخبير الإعلامي، إلى أن الرد كان من الأفضل أن يخرج من الجهات الاستخباراتية، لأن الفيلم يخص الأمن القومي، ولو لم تأخذ هذه الجهات إجراءًا سريعا تجاه هذا الفيلم، سينجم تابعيات سالبية له.

في سياق متصل أوضح هشام قاسم، الخبير الإعلامي، أن الإعلام المصري تناول قضية الفيلم الوثائقي للجزيرة، بشكل خاطىء، مؤكدًا أن ردود فعل الإعلاميين بمصر أمس كانت بمثابة إعلانات للفيلم.

وأوضح"قاسم"، في تصريح لـ"الفجر"، أنه كان على الإعلام المصري الانتظار لحين بث الفيلم، وبعدها يقوم بالرد بشكل مهني، ولكن الآن كثير من المواطنين في أصقاع العالم خاصة مصر سوف يشاهدون الفيلم، عقب "البروباجندة وحلقات التهليل على قطر" التي شنها الإعلام المصري للفيلم، معلقًا: "لو كان 10 هيشاهدوا الفيلم.. دلوقتي آلاف سوف يشاهدوه".

أما بخصوص تدخل قناة الجزيرة بالشأن المصري، أشار الخبير الإعلامي، إلى أن "الجزيرة"، تغطي المنطقة برمتها، ومن الطبيعي أن تقوم بتغطة إخبارية لمصر، لكن للأسف هذه القناة في الآونة الأخيرة اختطفت على يد الأسرة الحاكمة وتستخدم في محاولة لبسط نفوذ قطر السياسي على المنطقة، لذا تحولت من قناة إعلامية مهنية إلى سلاح في يد النظام.