من داخل "حيفا".. فلسطينيون: الحرائق التهمتنا.. والإعلام العربي جاهل (صور)

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


فلسطينيون من داخل "حيفا": الحرائق "كارثة" أحرقت قلوبنا وديارنا
وأخرون: الإعلام العربي لا يعلم الحقيقة
واتهامات المقاومة الفلسطنية باشعال الحرائق "باطلة" 

في ظل الفرحة العارمة للعرب في حرائق حدائق "حيفا" المحتلة، يتفاقم الوجع الفلسطيني؛ فالضوء اسقط على الخسائر الإسرائيلية، ولم يلتفت أحد إلى أنين المواطنين الفلسطنين المتضررين من النيران.

فالمدينة التي تقبع تحت براثن الإحتلال، يصطف فيها البيت الفلسطيني بجوار عدوه ولم تفرق النيران بينهم؛ ولكنها زاد من الجرح الفلسطيني، عن طريق الخسائر الفادحة التي نجمت عن هذه الحرائق.

وفي هذا التقرير تكشف "الفجر" ماذا يحدث داخل الأراضي الفلسطنية عن طريق شهود عيان فلسطينيين، يروون ما يحدث هناك.

الحرائق "كارثة" التهمت الفلسطينيين

ففي البداية استهلت حديثها الكاتبة أحداب حوراني، أحد قاطني مدينة "حيفا" المحتلة بصوت يملؤه الحسرة، أن الحرائق المشتعلة في المستوطنات الفلسطنية، تعتبر" كارثة"، موضحة أن  الضرر الواقع على الفلسطينيين ليس جسدي،بل هناك اختناقات فقط بسبب الدخان، فأكثر الخسائر مادية: " 60 الف مواطن اخلوهم من منازلهم ومن بينهم عرب فلسطينيين، بالإضافة إلى دمار أكثر المنازل".

واستكملت" حوراني"، في حديثها لـ"الفجر"، أن مدينة حيفا هي مدينة مختلطة عرب ويهود، فالبيت العربي قرب البيت اليهودي، والضرر طالهما معًا، ولكن المحتلين سهل تعويضهم من قبل الحكومة الخاصة بهم، ولكن من يعوض الفلسطينيين".

الإعلام العربي لا يعلم الحقيقة

وبسؤالها هل الإعلام العربي وصل الحقيقة عن طريق شماتته في إسرائيل أم وجع فلسطين، قالت" حوراني"، بنبرة تملؤها ألف ألم و خيبة: "الإعلام العربي لا يعلم الحقيقة ليوصلها للعالم، فهو لا يعلم أن داخل إسرائيل هناك مدن عربية تنزف نتيجة هذه الحرائق ولا يعلم حجم الخسائر التي يدفعها المواطن الفلسطيني".

وعن اتهام بعض المقاومون الفلسطينيون بأنهم وراء الحريق كنوع من التضيق على المحتليين، أكدت "حوراني"، أن لا أحد يعلم سبب الحرائق، لكن هنالك اقاويل أن هنالك من شعل هذه النيران عن عمد،  ولكنها أقاويل ليس أكثر حتى الأن ولا يوجد جهات رسمية أكدتها أو نفتها".

اتهامات المقاومة الفلسطينية باشعال الحرائق باطلة 

والتقطت أطراف الحديث حنين يوسف، أحد قاطني مدينة "حيفا"، قائلة: " المقاومون الفلسطينيون من صعب فعل هذه العملية- اشتعال الحرائق بالمستوطنات الإسرائيلية- لأنهم يدركون جيدًا أن الخسائر سوف تلتهم أصحاب الأرض والمحتلين معًا، مشيرة إلى أن هذه الاتهامات ما هي إلا كلامًا غير صحيحًا.

وأضافت" يوسف"، في حديثها لـ"الفجر"، أن النيران اشعلت قلوب الفلسطينيين، خاصة قاطني مدينة حيفا، مشيرة إلى أن فرحة العرب التي انتشرت على السوشيال ميديا تؤكد أن العرب لا تعلم شيئًا عن القضية الفلسطنية ومعاناة الفلسطينيون، معلقة: "الناس سعدت من قلوبها على حريق ديارنا.. وهنا ما بيعرفوا أن قلوبنا اللي اتحرقت".

الحراق ناتجة عن فعل فاعل

وعن أسباب الحريق يرى زيدان محمود، فلسطيني، أن الحريق نتيجة فعل فاعل، لأن غريب التوسع الجغرافي وتكرار الحريق على مدى عدة ايام، مشيرًا إلى أن من دبر هذا الفعل كان مدرك أن "الإسرائيلين" ليس على كامل استعدادتهم لمواجهة الحرائق، فلذا اتبعوا هذه الطريقة لإخبارهم أن الفلسطنييون يستطيعون الرد عليهم وبقوة على "منع الأذان في المساجد".

الأشجار التي تحترق الآن هي جزء من أرض فلسطين

ورأت ريم بدر الدين، أنه لا يوجد سبب واضح للحرائق، مرجحه أنه من الممكن أن يكون هناك حريق صغير نشب عن طريق الخطأ وانتشر بفعل الرياح السريعة الأيام الماضية، وتفاقم نتيجة تجاور الأشجار ببعضها البعض في الغابات، مشيرة أنه لا دليل على فعل فاعل.

وأضافت"بدر الدين"، أن المحتل الإسرائيلي وجه أصابع الاتهام لاطرافٍ فلسطينية، وهو ما يبرر لهم الانتهاكات الإنسانية ضد الشعب الفلسطيني، لافتة إلى أنهم من الممكن أن يشن "الإسرائليين" هجمات مضادة ضد المقاومة الفلسطينية.

واشارت"بدر الدين"، إلى أن الأشجار التي تحترق الآن هي جزء من أرض فلسطين تاريخيًا وجغرافيًا"، واصفة رد فعل العرب بأنه عاطفي وانجرف في تيار التصريحات الإسرائيلية دون أن يعي الحقيقة بأن الأراضي المتضررة تحمل الجانبين"الفلسطيني والمحتل".