"الفجر" تكشف الدور الخفي للرياح في "حريق إسرائيل"
تضاربت الآراء حول أسباب الحريق الذي اندلع في إسرائيل، منذ أول أمس، حيث أكد بعض المختصين في أحوال المناخ أن السبب وراء الحريق يرجع إلى التغيرات الجوية المفاجئة، فيما رأى آخرين أن المناخ الجوي ليس له علاقة بنشوب الحريق، مرجحين أن تفاقمه ناتج عن إهمال ما من قبل المسئولين.
واستمرت موجة الحرائق التي تضرب مناطق متفرقة في شمال إسرائيل، منذ أمس الأول الثلاثاء، منتشرة فى مناطق سكنية عدة ومؤدية لعشرات الإصابات بين المدنيين.
وطالت الحرائق مستوطنات متاخمة لمدينة القدس مسببة أضرار لعدة منازل في تلك المستوطنات، وذلك بعد اندلاع حريق ضخم في الغابات والحقول المجاورة لمستوطنة "زخرون يعقوب" في شمال اسرائيل وفقا لصحيفة "جيروزلم بوست" الإسرائيلية.
وكان حريق آخر قد اندلع في غابات مستوطنة "دوليف" بمنطقة "بنيامين" في الضفة الغربية صباح اليوم الخميس، وتمكنت قوات الإطفاء في المنطقة من سيطرة على النيران قبل انتقالها إلى الأحياء السكنية.
ورصدت"الفجر"، في السطور التالية، تباين آراء خبراء أحوال المناخ، حول الأسباب التي أدت إلى نشوب حرائق في إسرائيل بهذا الشكل.
سرعة الرياح والتغيرات المناخية المفاجئة
قال الدكتور علي قطب، نائب رئيس هيئة الأرصاد الجوية، إن من الأسباب الرئيسية وراء نشوب حريق بمناطق عدة في إسرائيل، نتيجة سرعة الرياح القوية الناتجة عن التغيرات الجوية المفاجئة، مما أدى إلى تفاقم أزمة الحرائق.
وأضاف"قطب"، في تصريح لـ"الفجر"، أن هذا النوع من الحرائق ليس الأول بإسرائيل أو بالعالم فحدث أكثر من مرة بها وكان ذلك في 2010بالإضافة إلى البرازيل، مشيرًا إلى أن نشوب هذا الحريق شيئًا طبعيًا في المناطق الأكثر جفافًا ونقصًا حادًا في هطول الأمطار، لافتًا إلى أن سبب تفاقم الحرائق بهذا الشكل ينتج عن عدم استعداد إسرائيل للتصدي لهذا الظرف المفاجىء بإقامة فرقة جوية لمكافحة الحرائق.
وأشار نائب رئيس هيئة الأرصاد الجوية، إلى أن هذه الحرائق سيكون لها مردود سلبي على الجانب الاقتصادي والبيئي.
إهمال نجم عنه الحريق
واستعد وحيد سعودي، خبير المناخ والمتحدث باسم هيئة الأرصاد، بوجود علاقة بين الحرائق وتغير المناخ، وبخاصة أنه وقع في فصل الشتاء.
وأضاف"سعودي"، في تصريح لـ"الفجر"، أنه كان من الممكن ارجاع سبب الحريق إلى المناخ الجوي في فصل الصيف، بسبب ارتفاع درجات الحرارة ومساعدة الجو على نشوب الحرائق خاصة في الغابات، مرجحًا سبب تفاقم الحريق، أنه ممكن أن يكون هناك اهمالاً ما قد وقع وهو ما نجم عنه الحريق.
وبسؤاله هل من الممكن يكون سبب الحرئق نتيجة الرياح الشديدة، أكد "المتحدث باسم هيئة الأرصاد، أنه من الممكن أن تساعد شدة الرياح على نشوب حريق؛ ولكن هذا بيعتمد على نسبة الرياح وشدتها، مستنكرًا أن يكون هذا السبب وراء الحريق الممنهج لمدة ثلاثة أيام.
جفاف الهواء وغياب الأمطار
من جانبها ذكرت وكالة "رويترز" للأنباء، أن نقص الأمطار وجفاف الهواء وهبوب رياح شرقية قوية ساهم في انتشار حرائق الغابات في وسط وشمال الاحتلال الإسرائيلي، والذي بسببها أضيرت العشرات من المنازل أو دمرت.
وقالت الأرصاد الإسرائيلية، إنه يبدو أن الظروف شديدة الجفاف والرياح القوية ستستمر لعدة أيام مع قلة فرص سقوط أمطار، بحسب الوكالة.