"الجزيرة" تبث السم وتسيء لـ"خير أجناد الأرض".. وخبراء: محاولة قطرية خبيثة والإعلام قابلها بـ"الردح"
أثار الفيلم الوثائقي "حكايات التجنيد الإجباري في مصر"، الذي أنتجته قناة الجزيرة جدلًا كبيرًا في الشارع المصري، مستنكرين التدخل القطري في شئون مصر الداخلية والنيل بجيشها العظيم، مشددين على اتخاذ إجراء قانوني دولي بوقف هذه القناة.
وكانت أقدمت قناة الجزيرة القطرية على إنتاج فيلم مسيء للجيش المصري تؤكد فيه تعرض الجنود المصريين إلى معاملة قاسية تحت عنوان "حكايات التجنيد الإجباري في مصر".
وعرضت "الجزيرة" في هذا الفيلم عدة صور ولقطات لجنود يتعرضون لوحشية وقسوة في التعامل، ومن المقرر عرض الفيلم كاملا يوم 27 نوفمبر الجاري.
الفيلم من إخراج المخرج "عماد الدين السيد" الذي قام بإخراج الفيلم السابق "المندس" الذي تضمن أن الشرطة المصرية تقوم بتأجير البلطجية للتعدي على المتظاهرين.
ورصدت"الفجر"، فيما يلي، تباين آراء بعض الخبراء حول هذه القضية الشائكة.
التدخل في الشأن الداخلي لمصر ممنوع
قال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، إن أي تدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة ممنوع، مشددًا على أنه يجب على مصر أن ترفض هذا الأمر خاصة أنه مرفوض شعبيًا وحكوميًا.
وأضاف"نافعة"، في تصريح لـ"الفجر"، أن إنتاج الفيلم الوثائقي الذي قدمته الجزيرة القطرية لإساءة للجيش المصري له شقين الأول إذا كان خاص بتدخل الحكومة القطرية في الشأن الداخلي لمصر فهناك قانون دولي يمنع ذلك، وبالتالي لابد من رد الحكومة المصرية بالحال، أما إذا كان الأمر يتعلق بالشأن الإعلامي فلابد بالرد عليه بنفس الشكل إعلاميًا من قبل الإعلام المصري، مشيرًا إلى أنه إذا كان هناك حقائق غير صحيحة فمن الممكن تصحيحها فالشفافية، لأنها الوسيلة الوحيدة التي تؤدي إلى النتائج الصحيحة، لكن التشابك الإعلامي لا يؤدي الغرض بل سيزيد متاهة المواطن.
وطالب أستاذ العلوم السياسية، تدخل الدولة لمنع انتشار معلومات غير صحيحة تمس الأمن القومي من قبل القنوات الفضائية القطرية، وعدم غض الطرف عنها خاصة أن هذا التدخل ليس الأول، ولن يكون الأخير إذ لم تتحرك الدولة بشكل سريع لوقف نزيف التشويه القطري الممنهج تجاه مصر.
شكوى دولية
في سياق متصل قال اللواء فؤاد علام، الخبير الأمني، إن الرد الأمثل على تدخل قناة الجزيرة في الشأن الداخلي لمصر، هو أن الأجهزة المعنية في مصر تقوم بجمع جميع التجاوزات في حق مصر من قبل هذه القناة والتقدم بشكوى دولية.
وأوضح"علام"، في تصريح لـ"الفجر"، أن من حق مصر أن تطالب الجهات الدولية بوقف نشاط قناة الجزيرة، عقب تدخلها الظاهر في أدق التفاصيل الداخلية لمصر، خاصة هذه المرة التي لم يسبق لأي دولة التدخل في شأن دولة أخرى بهذا الشكل، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية أغلقت أكثر من قناة في لبنان من قبل حرصًا على أمان وطنها.
واستنكر الخبير الأمني، الدور الإعلامي للرد على تشويه الجيش المصري، واصفًا إياه بـ"الردح" الذي سيزيد من الأزمة، مؤكدًا أن الحل يكمن في التسرع في اتخاذ قرار قانوني دولي من أجل قطع ألسنتهم والتطول على مصر مرة أخرى، بالإضافة لوضع العالم أمام مسؤليته الدولية.
غرضه الفتنة بين صفوف الجنود المصرية
من جانبه قال اللواء محمد علي بلال، الخبير الاستيراتيجي، وقائد القوات المصرية في حرب الخليج، إن الفيلم الوثائقي للجزيرة هدفه الفتنة في صفوف الجنود المصرية، نظرًا لأن الجيش المصري أقوى جيوش العالم وفقًا لقدرات رجاله القتالية، مشيرًا إلى أن قناة الجزيرة الأداة الإعلامية التي يستخدمها النظام القطري لبث أغرضه الخبيثة ومحاولاته الفاشلة لتدمير مصر وإثارة الفوضى- بحسب وصفه.
أما عن ادعاء القناة في فيلمها عن تجنيد الجنود بشكل إجباري، تساءل "بلال"، في تصريح لـ"الفجر"، "كيف يتم ذلك وهناك 40 ألف شخص متقدم للالتحاق بالكلية الحربية سنويًا؟.. من أين أدلت قناة الجزيرة بهذه المعلومات وما هي مصادرها في كشف هذه الحقائق كما تدعي؟"، مشيرًا إلى أن الجنود المصرية يعاملون معاملة آدمية، ولو ترى قطر أن الحزم في التدريب شيئًا قاسيًا فإذن كيف سيحمي الجندي وطنه من العدو الغادر.
ولفت الخبير الاستيراتيجي، إلى أنه لا يليق التحدث عن الجندي المصري بهذا الشكل المهين من قبل قناة "الجزيرة"، متابعًا الحل هو تجاهل هذه القناة وعدم إعطاءها فرصة لنشر أهدافها الخبيثة، مؤكدًا أن الحديث عن الفيلم أخذ أكثر من حجمه، لأن الجيش المصري ليس بحاجة لتعرف عليه، فعالم أجمع يدرك من هو الجيش المصري قاهر العدو، وحامي المنطقة برمتها.