5 أسباب وراء لجوء إسرائيل لـ"أردوغان" بعد لعنة الحرائق
جدلًا كبيرًا أثاره طلب إسرائيل المساعدة من تركيا عقب تعرضها لحقائق كبيرة شهدتها على مدار الثلاث أيام الماضية، وهو ما خلق العديد من التساؤلات حول الأسباب الخفية وراء لجوء تل أبيب إلى أردوغان.
المتابع خلال العام الجاري، يجد أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بدأ في الاقتراب من إسرائيل علنًا خلال الأشهر الماضية، وهو ما ترتب عليه أن تعلن اسرائيل طلب المساعادات من تركيا علنًا أيضًا، بعد أن كانت العلاقة بين البلدين شبه سرية.
الدعوة للتطبيع بين البلدين
في يناير الماضي، قال "أردوغان" إن بلاده بحاجة لإسرائيل كما تحتاج الأخيرة أيضًا إلى أنقرة في منطقة الشرق الأوسط على حد قوله، داعيًا إلى المضي في تطبيع العلاقات بين البلدين التي تشهد توترًا منذ أكثر من 5 سنوات، مضيفًا: "في حال تم تطبيق إجراءات متبادلة بشكل صادق سنصل إلى تطبيع العلاقات لاحقا.. وتسعى أنقرة إلى تحسين علاقاتها مع إسرائيل لاسيما بعد توتر علاقاتها مع العديد من دول الجوار".
مفاوضات سرية بين الدولتين
وأعلن مسؤولون إسرائيليون في منتصف ديسمبر الماضي أن إسرائيل وتركيا توصلتا إلى سلسلة من "التفاهمات" لتطبيع علاقاتهما بعد مفاوضات سرية جرت في سويسرا، وذلك بعد توتر العلاقات بين تركيا من جهة وروسيا وبغداد ودمشق من جهة ثانية.
بداية علنية للتعاون بين البلدين
ومنذ 3 أيام، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن الوقت حان لطي ملف الماضي وفتح صفحة جديدة في العلاقات بين إسرائيل وتركيا، وأن أحداث سفينة "مرمرة " التركية التى وقعت فى مايو 2010 لا تزال تخيم على هذه العلاقات، وأنه لا يصدق أقوال ضباط الجيش الإسرائيلى، وأنهم قد بذلوا كل جهد مستطاع لتفادى أعمال العنف في هذا الحادث مشيرًا إلى مقتل عشرة مواطنين أتراك خلال عملية الاستيلاء على السفينة.
التخلي عن إسلامية القدس
ومن أجل أعين إسرائيل، تخلى "أردوغان" عن إسلامية القدس، وقال في تصريحات منذ يومين إن إسرائيل تبذل جهودا للسيطرة على الأوضاع بالمسجد الأقصى، مشيرا إلى أن القدس يجب أن تكون مدينة للديانات الثلاث، وعلى الجميع احترام ذلك.
وأضاف أردوغان، خلال مقابلة بالقناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلى،" إننا الآن فى عملية تطبيع العلاقات بين البلدين، وأنا لا أريد مناقشة هذه القضايا الحساسة أكثر من ذلك، لكن فى النهاية إن لم نتمكن فى نهاية المطاف من إيجاد حل فسيكون ذلك عار علينا".
إرسال مساعدات لإطفاء الحرائق
بناءًا على ذلك، عندما تعرضت إسرائيل في الساعات الأخيرة لعدة حرائق في المناطق الحرشية غرب القدس وبالقرب من بلدة أبو غوش وأتت على العديد من المنازل باتجاه طريق تل أبيب – القدس، طالب الكيان الصهيوني مساعدات من تركيا واليونان وقبرص وإيطاليا لإرسال طائرات خاصة بإخماد الحرائق، فلم يتأخر "أردوغان" بل أسرع في إرسال طائرات الاطفاء.
"اللاوندي": العرب أوهموا أنفسهم بمقاطعة "أردوغان" لإسرائيل
ومن جانبه قال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن التعامل بين تركيا وإسرائيل قديم وكان متمثلا في الاتفاقيات العسكرية، ولن تنقطع تلك العلاقات لأنه في أوقات الصدمات بينهم استطاعوا الحفاظ على اتفاقياتهم العسكرية.
وأضاف خبير العلاقات الدولية، في تصريحات لـ"الفجر"، أن العرب هم من كانوا متوهمين أن "أردوغان" سيقطع العلاقات بين تركيا وإسرائيل في فترة حكمة، ومن ثم سيساعد العرب في تحرير الأراضي العربية.
وأشار الخبير في العلاقات الدولية إلى أن على القادة العرب ألا ينتظروا منه تحرير الأراضي العربية، أو التعامل معه بمبدأ التخيير في تعامله مع إسرائيل أو العرب، ويجب أن يعملوا هم بأنفسهم على تحرير الأراضي العربية.