مستشفى نجع حمادي بقنا "مقلب زبالة".. والعلاج "ع الريحة" (صور)
مأساة تلمسها بيدك وتراها بعينيك، عند دخولك أروقة مستشفى نجع حمادي العام، بعد نقلها إلى المستشفى التكاملي ببهجورة، شمال محافظة قنا.
رصدت "الفجر" حالة من الإهمال والفوضى، تسيطر على المستشفى، وسط شكاوي مستمرة من المواطنين، بسبب تدني الخدمة الطبية المقدمة لهم، إضافة إلى شكواهم من عدم نظافة المستشفى، والإهمال الموجود غالبية الأقسام، والحجرات المخصصة لحجز المصابين.
وقال "محمد خليل" أحد المرضى المداومين التردد على المستشفى في رحلته الأسبوعية، بداخل وحدة الغسيل الكلوي، إن المستشفى تعتبر مؤسسة خدمية تهدف لتقديم الخدمات الطبية للقادرين ولغير القادرين على حد سواء، من أبناء نجع حمادي وضواحيها، بل إنها تستقبل من المراكز المجاورة، فهي مستشفى حكومي أثبتت كفاءتها العالية بأنها مثال جيد "للإهمال والفساد".
وتابع "خليل" أن هناك الكثير من النقاط يجب التركيز عليها، فمن أهمها، الإدارة و"محاباة الأطباء"، الذين لا يصلحون بالعمل بعيادة بيطرية "على حد قوله"، حتى العيادات الخارجية وعدم التنظيم والمنظر المشوه وكأنها مقلب للقمامة، فهناك العديد من المباني في المستشفى ما زالت تحت الصيانة وهى الآن "خرابه" لتوقف أعمال الصيانة بها.
- المرضى "شحاتين" والأطباء "أسياد"
وأشار علي شاكر، إلى أن تعامل الموظفين الإداريين كأنهم "أسياد" والمرضى "شحاتين"، فمنذ دخولك بوابة المستشفى ترى طوابير من الموتوسيكلات، التي تعيق طريق مدخل الطوارئ، بجانب الدكتور النوباتجي في الاستقبال هو عبارة عن طبيب في "الامتياز"، لا يستطيع التعامل مع الحالات الحرجة.
- عمالة غير "مثبتة"
وأورد طاهر شهدي، أن أسباب كل تلك الملوثات والقاذورات، يرجع سببها إلى أن عمال النظافة معظمهم غير مثبتين ومرتباتهم لا تكفي حاجتهم، فلذلك لا يهتمون بالنظافة إطلاقًا، مشيرا إلى أن هناك أكوام القمامة تسيطر على المنظر، إضافة إلى دورات المياه التي لا تصلح للاستخدام الآدمي، والتي لا تصح أن تكون في مستشفى يعالج فيه مرضى.
وأضافت سعدية فهمي، أنني كنت أعاني من إحدى الأمراض، وعند دخولي المستشفي اكتشفت عدم الاهتمام بنظافة الغرف وانتشار القاذورات، واتساخ الآسرة، حتى الملاءات كنت أحضرها معي من المنزل، لعدم نظافتها بالمستشفى، بجانب وجود روائح كريهة، تنبعث من جميع الحجرات، لعدم تنظيفها بالمطهرات وأدوات نظافة، ناهيك عن كم القطط التي تنتشر في أقسام النساء والتوليد وغيرها من الأقسام.
وأوضح أحمد علي، أن حال المستشفى لا يسر عدو ولا حبيب" فنحن لا نعلم على من نلقي باللوم، هل على المواطنين الذين يرتضون بالذل والهوان، أم على المسئولين المهملين، فعندما ندخل تلك المستشفى لا نشعر بآدميتنا، فالقمامة تنتشر في جميع أرجاء المكان، و"الواسطة والمحسوبية"، يتم التعامل بها على حساب أرواح المرضى، خصوصا في وحدة الغسيل الكلوي، والتي من الممكن أن تقضي 6 إلى 8 ساعات وأنت تنتظر الدور، والمرضى يستجدون الممرضات والأطباء حتى يتم إسعاف حالتهم الحرجة ولكن، "لا حياة لمن تنادي".
وأعرب "أحمد عبد العزيز" عن غضبه قائلا، "دي مش مستشفى ولاحاجه، دي "خرابه"، فالقمامة تنتشر في كل مكان، مشيرا بقوله "مفيش تنظيم ولا نظافة" ليرثي بتلك الكلمات حال المستشفى.
وتابع "عبد العزيز"، أنه يجب على المسئولين بوزارة الصحة، إمعان النظر على تلك المستشفيات، والتي من الممكن أن تؤدي بحياة الكثيرين إلى الهلاك، فكيف لمنظومة صحية، أن تنتشر فيها القمامة، في أغلب أرجاء المكان، ناهيك عن تعامل الأطباء الفج، مما يضطرونك للذهاب إلى عياداتهم الخارجية" وكل ذلك من أجل المال.
وقال اللواء "عبد الحميد الهجان" محافظ قنا، إن القوات المسلحة تعمل في تطوير شامل لمستشفيات "أبو تشت - نجع حمادي- دشنا)" بتكلفة إجمالية نحو 450 مليون جنيه، مشيرًا إلي أن أعمال التطوير ستشمل المباني بالمستشفيات الثلاث، على أن تتولى وزارة الصحة توفير الأجهزة الطبية بعد الانتهاء من أعمال التطوير.