15 تصريحا مثيرا لـ"السيسي" مع التلفزيون البرتغالي.. أبرزهم "ترامب وبشار الأسد وسجن العقرب"
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن موقف مصر واضح من الأزمة السورية والذي يتمثل في احترام إرادة الشعب السوري وإيجاد حل سياسي للأزمة.
وقال الرئيس السيسي، في حوار مع قناة r t b البرتغالية، قبيل مغادرته للعاصمة لشبونة مساء الثلاثاء، إن "سوريا تعاني من أزمة عميقة منذ 5 سنوات وموقفنا في مصر منها يتمثل في أننا نحترم إرادة الشعب السوري وأن إيجاد حل سياسي للأزمة السورية هو السبيل الأمثل".
وأضاف أنه لا بد من التعامل بجدية مع الجماعات الإرهابية ونزع السلاح منها، مشددًا على وحدة الأراضي السورية وإعادة إعمار ما دمرته الحرب، قائلًا: "هذا هو رأينا ومازلنا مصرين عليه".
وحول تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أثناء حملته الانتخابية، قال الرئيس السيسي، إن "كل التصريحات التي خرجت أثناء حملة الانتخابات الأمريكية من دونالد ترامب والتي تشكلت عليها كثير من الآراء تحتاج في تقديري أن ننتظر حتى يتولى الرئيس سلطاته كاملة العام القادم في يناير، وسنرى أمورًا جيدة من الرئيس الأمريكي المنتخب الجديد".
وفيما يتعلق بتصريحات ترامب بشأن الإسلام والمسلمين في خطاباته الانتخابية، قال الرئيس السيسي إنه "بدون شك الواقع الموجود وحالة الإرهاب الموجودة والتي تهدد الكثير من دول العالم تشكل قلقا لكثير من السياسيين والمتابعين للأمن والاستقرار في العالم كله"، مؤكدًا أن "كل دولة تحاول توفير الأمن والاستقرار لرعاياها وبلدها وأنا أتفهم ذلك".
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إنه كان هناك عامل مشترك وصياغة مشتركة تجمع القرار الروسي والفرنسي والذي يطلب عمل هدنة وإدخال المساعدات، مشيرًا إلى أن هذين البندين هما تحديدًا وجهة نظر مصر وتدعمهما في القرار الروسي والفرنسي، وذلك ردًا على وقوف مصر مع روسيا في قرارها بشأن حلب في مجلس الأمن.
وأضاف الرئيس السيسي، أنه عندما تتلاقى الأهداف في أهمية إنهاء الأزمات في العراق وسوريا وحتى في ليبيا ولايوجد اختلاف "ما أمكن" بين القوى العالمية والإقليمية يمكن أن يكون هناك حل لهذه الأزمات، مشددًا على ضرورة إيجاد حل لهذه الأزمات حتى لا تتنامى الأنشطة والعناصر الإرهابية.
وتابع قائلًا: "استمرار الحال في هذه الدول هو بيئة خصبة جدًا لنمو عوامل التطرف والإرهاب وتهددنا كلنا، وهذا أمر يجب أن يكون واضحًا للجميع، ولا بد من تكاتف الجميع من أجل مواجهة الإرهاب والتطرف وإيجاد حلول مناسبة يتوافق عليها الجميع في هذه الدول".
ورد الرئيس عبدالفتاح السيسي على إمكانية موافقة مصر على نشر قوات مصرية أممية لحفظ السلام في سوريا، قائلًا: "من المفضل إن القوات الوطنية والجيوش الوطنية للدول هي التى تقوم بالحفاظ على الأمن والاستقرار في هذه الأحوال ، حتى لا يكون هناك حساسيات من قوات آخرى تعمل لإنجاز هذه المهمة".
وأضاف السيسي، "الأول لنا أن نعمل على دعم الجيش الوطني على سبيل المثال في ليبيا لفرض السيطرة علي الأراضي الليبية وعودة الاستقرار، نفس الكلام في سوريا والعراق".
وشدد الرئيس، على ضرورة أن يعرف الجميع من المتابعين لما يحدث في منطقة الشرق الأوسط، وأن المنطقة شديدة الاضطراب حاليًا، مشيرًا إلى أن هذا الاضطراب مؤثر على الأوضاع في المنطقة بشكل كامل ويمكن أن يكون مؤثرًا أيضًا على أوروبا وسيؤثر أكثر إذا استمرت هذه الحالة.
وأضاف الرئيس أن الواقع في مصر لم يكن بعيدًا عن هذه الاضطرابات وكانت مصر معرضة لتكون فيها حرب أهلية بين فصيل معارض ومستعد أن ينتهج العنف ضد إرادة شعب بالكامل وبين باق الشعب المصري، مؤكدا أن "التعامل في مصر دائما في إطار دولة القانون وإنفاذ القانون.. وليس هناك إجراءات استثنائية ولا التعامل بإساليب غير قانونية".
ونفى الرئيس السيسي فرض قانون الطوارئ في مصر، قائلًا: "نحن نتعامل في إطار ظروف عادية وليس هناك قانون طوارئ يحكم مصر".
ورفض الرئيس السيسي أن يكون الحكم على ما يحدث في مصر من خلال وسائل الإعلام فقط، مؤكدًا أن مصر دولة تحترم نفسها وتحترم شعبها وتطبق دولة القانون في كل الإجراءات التي تقوم بها، نافيًا وجود 20 ألفًا أو 10 آلاف أو حتى 5 آلاف محبوسين كما يروج البعض.
وأشار الرئيس إلي تشكيل لجنة بعد عقد المؤتمر الوطني الأول للشباب في شرم الشيخ من الذين طرحوا الحوار حول هذه القضية والمسجونين وقد تم بالفعل ذلك وهم يقومون حاليا بمراجعة الموقف.
ولفت إلى أن الذين تم الإفراج عنهم مؤخرا كانوا 82 شخصا في إطار عفو ضمن الصلاحيات المخولة للرئيس الجمهورية وفي إطار الدستور والقانون، لافتا إلى أن "الحالات التي يتم التعامل معها من قبل أعضاء اللجنة المشكلة يتم مراجعتهم بالكامل لا يزيدون عن 500 شخص وليس آلاف".
ورفض الرئيس مصطلح محاكمات غير عادلة لأن ذلك يقدح في عدالة القضاء المصري، والقضاء المصري مستقل وعادل طبقا للقانون، ولا يمكن اتهام سلطة قضائية في دولة تعمل في شكل مستقل تماما على إنها غير عادلة.
قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إنه "لا يوجد مجال للتعذيب في السجون ولو حصل ذلك يعد إجراء غير قانوني، ويتم مسائلة أي شخص يقوم بذلك في مصر".
وفيما يتعلق بسجن العقرب والتقارير بشأنه، أوضح السيسي، "إنه يطلع على التقارير ولا يعني اسم السجن أي أن كان اسمه أن يسمح بتعذيب مواطن في هذا السجن"، قائلًا: "هذا غير قانوني وغير مسموح به".
وأكد أن التعامل يتم وقف الإجراءات القانونية ضد من ينتهج العنف ضد مصر أو المواطنين المصريين، ولا يتم التعامل بإجراءات الاعتقال.
وبشأن الحكم الصادر ضد نقيب الصحفيين، قال الرئيس عبدالفتاح السيسي: "إن موضوع الحكم الصادر ضد نقيب الصحفيين ليس مرتبطا بقضية رأي.. وإنما مرتبطًا بقضية جنائية لإخفاء مشتبه بهم وضد القانون".
وأضاف الرئيس: "أن نقيب الصحفيين لا يتم محاكمته ومحاسبته علي أنه صحفي أو له رأي أو قضية رأي ، بالنسة له هذه قضية جنائية هو واثنان معه وهذا أمر مهم جدا أنكم تكونوا على علم به.. لا يحاسب إنسان في مصر علي رأيه أو يحاكم علي رأيه أو يصادر رأيه".
وأكد أنه يقبل حرية التعبير، مطالبا بمتابعة الصحافة والإعلام في مصر وستجد أن الناس تتحدث كيفما تشاء وهذه حقيقة مصر، والسفير البرتغالي في مصر يرى ذلك ويرى الصحافة والإعلام تتحدث كيفما تشاء.
وأكد السيسي أنه في مصر لا مجال للديكتاتورية وسيتم تداول السلطة كل أربع سنوات ولن يستطيع أي حاكم في مصر أن يستمر في مكانه بعد انتهاء فترة ولايته طبقا للقانون والدستور وإرادة المصريين، قائلًا: "لا ديكتاتور ولا استمرار فى السلطة للأبد فى مصر وكل أربع سنوات من حق الشعب أن يختار رئيس ثاني وهذا أحد مكاسب الثورة والدستور والقانون".
وحول محاربة الإرهاب والنجاحات في ذلك، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن هناك نجاحات في مكافحة الإرهاب تمت في مصر، وذلك هو حرب بين الحق والباطل بين شر وخير، مشيرًا إلى أن مصر جادة في محاربة الإرهاب والتطرف، والوضع حالي في مصر يؤكد أننا حققنا نجاحات عدة.
وأشار الرئيس السيسي إلى أن الفكر المتطرف له أسماء عديدة ومتعددة وهو فكر واحد وهو موجود باسم في العراق واسم آخر في اليمن واسم ثالث في ليبيا ورابع في مصر وخامس في نيجيريا وسادس في الصومال هي أسماء مختلفة لنفس الفكر، مؤكدًا أن مصر لا تقتصر مقاومتها للإرهاب والتطرف في تنظيم الدولة "داعش"، ولا بد من مجبهة هذا الفكر على الإطلاق لأنه يولد العنف والخراب والقتل والدمار لمن حوله.
ولفت إلى أن الإسلام الحقيقي مثل كل الأديان يحترم الإنسانية ويحترم الحرية ويحترم الرأي ويحافظ على الحقوق والواجبات للجميع، مشيرًا إلى أن الفهم الخاطئ واعتناق أفكار مغلوطة ومشوشة هي التي تؤدي إلى ما نراه حاليا وهذا يحتاج مننا نحن في العالم الإسلامي لمواجهة بكل حسم، وهذا الحسم لا يعني إجراءات أمنية أو عسكرية، وإنما إجراءات فكرية وثقافية وتصويب الخطاب الديني حتى لا يكون سببًا أبدا أن يؤذينا أو يؤذي الآخرين.
وحول البرتغال وهل لها دور في تقليل المخاطر القائمة في الشرق الأوسط، قال الرئيس السيسي إن أي دولة موجودة في المنطقة لها القدرة والحق في أن تساهم في تخفيف التوترات بالتعامل والتفاعل مع الواقع الموجود فيه والأحداث الموجودة في المنطقة.
ورد الرئيس السيسي على سؤال للمذيع حول إن البرتغال دولة صغيرة بالقول إن "مصر لا تنظر إلى البرتغال على أنها دولة صغيرة"، مؤكدا أنها دولة مؤثرة في المتوسط وفي الاتحاد الأوروبي.
وفي نهاية المقابلة، وجه الرئيس السيسي الشكر والتقدير للشعب البرتغالي والقيادة البرتغالية على إتاحة الفرصة للحديث لهم مرة أخرى.