بالصور.." الباعة الجائلين " قنبلة تنفجر فى وجه حكومة "قنديل"


الباعه الجائلين أشخاص دفعتهم الظروف الإقتصادية الصعبة إلى ممارسة تلك الظاهرة لعيشوا إيجابياتها وسلبياتها ليس بإرادتهم ولكن بحثاً عن لقمة عيش لهم تكون عوضاً عن حق لهم حرمتهم الحكومة منه بعد أن تزايدت تلك الظاهرة فى الشوارع العامة والمنشأت الحكومية و طرق المواصلات .

بوابة الفجر رصدت بعدساتها سلبيات و إيجابيات تلك الظاهرة ، حيث إلتقينا مع الباعة الجائلين وتحدثنا معهم فقال رجب فوزى بائع خضار متجول لأجئت إلى بيع الخضار و أتنقل هنا وهناك فى الأماكن التى يوجد بها تكدس بحثاً عن لقمة عيش نظيفة تدير لى دخلاً لى ولأسرتى بعد أن تخرجت من كلية الحقوق عام 2001 ولم أحصل على وظيفة حكومية حتى الأن و مهنة المحاماه مش جايبة همهه .

كان يصنت للحديث مجاهد حربى الذى يجاورة بفرش فاكهة فقطع الحديث قائلاً : الحياة صعبة جداً و الدخل مفيش و الحكومة مش سألة فى حد كمان مش سيبينا ناكل عيش كل يوم نجد البلدية بتشيل الفرش يعنى لا بيرحموا ولا بيخلوا رحمة ربنا تنزل .

إنتقلنا بعدستنا إلى مزلقان سكة حديد حيث يفترش الباعة الجائلين بشكل كبير وتحدثنا مع رياض شرف بائع متجول الذى أكد أنه يعول أسرة من 9 أفراد وليس له دخل إلا هذا الفرش ولا يمتلك أموال لكى يفتح محل تجارى ، مضيفاً أننا نعانى من حملات المرافق وإشغلات الطريق التى تأتى كل يوم وبشكل مستمر رافضين الإفتراش فى الطريق مما جعلة يتسأل يعنى هنروح فين وناكل من أين ؟ .

الغريب أننا شهدنا أطفال يفترشون فى الأرض بمناديل و علب حلوى وخضار فى وقت الدراسة مما جعلنى أذهب إليهم وأسئلهم لماذا لا تذهبون إلى المدرسة ؟ الإجابة كانت من الطفل ربيع عوض بعد أن نظر إلى باقى الأطفال حولة وهو يضحك قائلاً : مدرسة مين ياعم الأستاذ مش منا منلاقى ناكل الأول .

وبصوت ضعيف جداً قال الطفل محمد أشرف ، بنروح المدرسة بنضرب من الأستاذ علشان ما بنذكرش و نذاكر ولا نجيب فلوس علشان نتعلم ، وعن صوتة المنخفض قال الطفل من كتر ما بنادى على الزبائن علشان تشترى .

تحدثنا مع الأهالى وتعرفنا على تباين أرئهم حول ظاهرة الباعة الجائلين فالتقينا مع سامية .ع .ق ، التى قالت :الظروف الاقتصادية الصعبه التي يمر بها هولء الأشخاص هي التى دفعتهم إلى ممارسة هذة الظاهرة ، حيث أنهم غير قادرون على توفير محلات تجارية مرخصة يمارسون فيها تجارتهم .

وأضاف رجب عباس مهندس : أن أغلبية الباعة الجائلين يقعون تحت خط الفقر ، حيث يسعون الي الكسب الحلال بدلاً من التسول الذي يفضله الكثير من الفقراء في مجتمعنا ولو تعاونت الحكومه والجمعيات الأهليه لأمكنها عمل مشاريع صغيره لهؤلاء توفر لهم عيشه كريمه بدلاً من التسول أو إفتراش الشوارع لبيع البضائع .

وأقترح مينا مراد موظف عمل سوق خاص للباعة الجائلين في كل مركز ومدينه يكون له طابع رسمي وشرعي يستطيعون فيه بيع سلعهم وبضائعهم بشكل حضاري بدلاً من تجولهم في الشوارع والميادين والمواصلات العامه وملاحقة الشرطه والبلديه لهم في كل مكان حتى يجدون لقمة عيش نظيفة لهم ولأولادهم .

وقال إبراهيم حسن مدرس لأبد من عمل سوق شعبي يتجمع فيه الباعه الجائلين لبيع سلعهم وبضائعهم بدون أخذ ضرائب ولا إيجارات منهم مع فرض الرقابه التمونية والصحية والمرورية علي مختلف البضائع التي يبعونها للتأكد من سلامتها ، مثلما فعلت الصين مثلاً.

قبل أن نترك الشارع و أراء المواطنين تحدثنا مع سمير قاسم دكتور بيطرى الذى أكد أنه من أهم المشاكل التي تواجه الباعه الجائلين هي مشكلة إستئجار المحلات وهو ما يجعلهم يتجولون ببضائعهم في كل مكان ويفترشون الشوارع والطرقات فاذا إستطاعت الحكومة أن توفر لهم أماكن ومحلات مرخصة بأسعر رمزية بعيدأ عن إفتراش الشوارع و الأماكن و المنشأت العامة فلا تكون هناك مشكلة للباعة الجائلين.

الجمعيات الأهلية والخيرية حاولت القضاء على هذة الظاهرة فقامت بعض الجمعيات بإنشاء أكشاك تجارية للمواطنين الفقراء وإعطائهم البضائع بأسعار رمزية لمساعدتهم فى توفير دخل لهم ولأولأدهم .

فنجد جمعية مصر الخير قامت بتوفير أكشاك للذين كان يفترشون فى الطرق ويعقون الحركة المرورية ، كما وفرت لهم البضائع بأسعار رمزية لتشجيعهم على البيع والتربح حتى لا يعدون مرة أخرى إلى إفتراش الشوارع .

المسئولين يسعون كل يوم لللقضاء على هذة الظاهرة من خلال الحملات المكثفة التى تضم التموين والمرافق والمرور والمجالس المحلية ، حيث أكد الدكتور يحيى عبد العظيم محافظ سوهاج أن المحافظة تسعى جاهدة للقضاء على ظاهرة الباعة الجائلين من خلال توفير سوق مشترك يجمعهم أو محلات تجارية بأسعار رمزية .

هكذا إنتهينا ولكن مازالت ظاهرة الباعة الجائلين قنبلة تنتظر الإنفجار كل يوم ، أشخاص لم يجدوا دخلاً ولم يجدوا أموال لشراء أو إستئجار محلات يمارسون فيها نشاطهم التجارى وحكومة ترفض الإفتراش فى الشوارع والميادين ..فما هو الحل أيها المسئولين؟