نيويورك تايمز: سيطرة المعارضة على دمشق "القلب النابض" للأسد هي الضربة القاصمة له

عربي ودولي



رأت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية اليوم /السبت/ أن سيطرة قوات المعارضة السورية على العاصمة دمشق والتي وصفتها الصحيفة بأنها القلب النابض للرئيس السوري بشار الأسد، ستكون بمثابة الضربة القاصمة له.

وأشارت الصحيفة الأمريكية -في سياق تعليق أوردته على موقعها الإلكتروني- إلى أن المواجهات استمرت لليوم الثالث على التوالي بين قوات المعارضة والقوات النظامية على طول الطريق المؤدي إلى مطار دمشق وفي جميع ضواحيها الجنوبية والشرقية، فيما أفادت تقارير بأن الرئيس السوري بشار الأسد كان يحشد أفضل كتائبه وأكثرها ولاء له للدفاع عن العاصمة، والتي وصفتها الصحيفة بأنها قلب نظام الأسد الذي يمده بالحياة.

ولفتت الصحيفة إلى آراء محللين عسكريين حذروا من استحالة معرفة ما إذا كانت هناك معركة شاملة على وشك الاندلاع للسيطرة على دمشق ولاسيما بعد أن قامت الحكومة السورية بقطع خدمات الإنترنت لمدة يومين متتاليين، الأمر الذي مثل استحالة وصول المعلومات عما يحدث في سوريا للعالم الخارجي.

وأشار المحللون إلى أن اندلاع معركة بين المعارضة والقوات النظامية من أجل السيطرة على العاصمة دمشق، من الممكن أن يكون المرحلة الأشرس والأعنف في الصراع الذي دام طيلة 20 شهرا.

ونوهت صحيفة /نيويورك تايمز/ الامريكية إلى أنه على مدار عقود قامت عائلة الأسد بتوطين العائلات العسكرية الموالية لها فضلا عن توطين العديد من عائلات الطائفة العلوية في ضواحي دمشق الغربية، لافتة إلى أن المعركة الحالية تشير إلى أن القوات الحكومية حاولت عزل تلك المناطق جنبا إلى جنب مع وسط العاصمة ومطار دمشق، عن مناطق الزحف العمراني في الشمال والجنوب الغربي، وهي الأماكن التي عززت قوات المعارضة السورية مواقعها داخلها في الآونة الأخيرة، ولم تعد تلك المدن مجرد قواعد صغيرة لهم.

واستطردت الصحيفة رصد آراء المحللين الذين ذكروا أن بشار الأسد يعلم أن خسارة دمشق من الممكن أن تكون بمثابة اللطمة الكبرى له في صراعه مع المعارضة السورية، الأمر الذي يجعله يحتفظ بأكثر القوات ولاء له وحشد معظم مدفعيته هناك تجهيزا لخوض معركة في أي وقت.

وأعادت الصحيفة إلى الأذهان التهديدات التي تعرضت لها دمشق في شهر يوليو الماضي، حيث قامت القوات النظامية وقتها بسحب قواتها من أجزاء من شمال وجنوب سوريا، الأمر الذي مهد الطريق أمام قوات المعارضة لتعزيز مكاسبهم في الشمال.وأشارت صحيفة /نيويورك تايمز/ الامريكية إلى أنه من غير الممكن للمعارضة السورية اجتياح المواقع التي تسيطر عليها القوات النظامية في العاصمة عن طريق المباغتة، حيث اختارت -القوات- نقاطا حصينة على مدار شهور مثل سيطرتها على أهم قاعدة جوية في محافظة إدلب فضلا عن سيطرتها على قاعدة أخرى على طول الطريق بين دمشق وحلب، مضيفة أن المعارضة استطاعت حصار المدينتين شهورا دون أن تتمكن من الاستيلاء عليهما.

واعتبرت الصحيفة أن استيلاء قوات المعارضة على دمشق سيكون له بالغ الأثر النفسي الذي من الممكن أن يعجل بتقويض دعم بشار الأسد ممن يرتبط مصيرهم برحيله، مشيرة إلى الأثر الذي سببه استيلاء قوات المعارضة في شهر يوليو الماضي على حي الميدان الواقع جنوب دمشق ومن ثم قيامها بتفجير إحدى المقرات العسكرية وسط المدينة مما أسفر عن مقتل أربعة من كبار المسئولين في القوات النظامية، الأمر الذي جعل بعض مؤيدو بشار ينشقون عنه ويفرون إلى لبنان وتركيا وبعض المدن الساحلية التي تسيطر عليها الطائفة العلوية.

ورأت الصحيفة أن قوات المعارضة السورية أظهرت تطورا في خططها العسكرية في الآونة الأخيرة، حيث قامت بإسقاط طائرة عن طريق الصواريخ المضادة للطائرات فضلا عن استيلائها على قواعد جوية أخرى في دمشق، بيد أنها أشارت إلى أنها لا تنجح في تعزيز مكاسبها الخططية مثلما حدث وقت حملتها للاستيلاء على مدينة حلب الخريف الماضي والتي تسببت في رد فعل انتقامي من قبل القوات النظامية السورية وصف وقتها ب الكارثي .

واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إن دمشق تعد بمثابة الفرصة للمعارضة السورية حتى تظهر أن قواتها بإمكانها تنظيم صفوفها على نحو أفضل.