دلوقتي غير زمان.. 5 أسباب تجعل أبنائك يختلفون عن طفولتك
"ده احنا مكناش عيال"، "انتوا جيل صعب"، يسمع الآباء أطفالهم الكثير من هذه العبارات مؤكدين أن هناك اختلاف شاسع بين طفولة أبنائهم وطفولتهم.
ومما لا يدع مجال للشك أن هناك اختلاف واضح بين الأطفال في الفترة الحالية وما سبقها من فترات والذي يلعب فيه الكثير من العوامل الملموسة والغير ملموسة على حد سواء، وهو ما أكده خبراء علم النفس ونوضحه في السطور التالية.
الأطفال والعند
وفي الفترة الآخيرة كثرت ظاهرة عند الأطفال في تعاملهم مع آباهم وكذلك زملائهم في الروضة والمدرسة، فعلى الرغم من صغر أعمارهم فهم متشبثين بآرائهم ويدافعون عنها بوسائل مختلفة ربما تصل إلى العنف بتكثير ألعابهم وما شابه ذلك.
زيادة الإضطرابات السلوكية
تقول الدكتورة هبه العيسوي، أستاذ الطب النفسي بطب عين شمس، أن نسبة اضطرابات سلوك الأطفال زادت بشكل كبير في الفترة الآخيرة، وهو ما يدفع للشعور بأن الأطفال الآن يختلفون عن ذي قبل، مشيرة أن العرب والعالم أجمع يعاني من نفس الظاهرة.
وأضافت في تصريح لـ "الفجر" أن اضطراب السلوك يتمثل في العنف والعند والكذب بالإضافة إلى التحرش في بعض الحالات.
أسباب
أوضحت الدكتورة هبه العيسوي أن اضطرابات سلوك الأطفال تعود إلى عدة أسباب، مضيفة أن المرض الوراثي يلعب فيها دور كبير سواء من الام أو الأب في حال وجود مشاكل سلوكية لم تعالج وهو ما ينقل الأمراض السلوكية إلى الأطفال.
وأضافت أن قسوة الأب والأم تلعب في اضطراب سلوك الأطفال، مشيرة أن القسوة لا تعود إلى العنف المادي فقط من خلال الضرب ولكنها قسوة من خلال عنف معنوي والذي يتجسد في الكلمات السامة مثل: "انت فاشل- يا حمار".
وتابعت العيسوي أن الأب والأم أصبح عندهم عجلة في التعامل مع الأطفال، فالأم تعامل الطفل بأنه يجب عليه الذهاب للمدرسة ومن ثم النادي ويعود لأداء مذاكرته وتناول طعامه ومن ثم نومه لكي تستكمل عملها وتكون أدت واجبتها خلال اليوم وهو ما يؤثر على سلوك الطفل.
وأكدت أن أحد أهم أسباب اضطراب سلوك الأطفال يعود إلى عدم اشباع الأبناء العاطفي من آبائهم فهو مطلوب منه يفعل شيئاً دوماً.
وأشارت العيسوي أن مشاكل الولادة تلعب دور كبير في اضطراب سلوكيات الطفل والتي يأتى على رأسها ارتفاع معدلات الصفرا و نقص الأكسجين بالإضافة إلى الانيميا، موضحة أن الأمراض عضوية تتسبب في الأمراض النفسية .
الأعراض
وأوضحت الدكتورة هبه العيسوي أن أعراض اضطرابات السلوك لدى الأطفال تتمثل في فرط الحركة (الشقاوة المرضية )، و الكذب، والعنف والعدوان، وكذلك التحرشات الجنسية بين الاطفال ، وكذلك اضطرابات السلوك والتي يترجمها الطفل في هروبه من المدرسة على سبيل المثال.
الاكتشاف المبكر
وأكدت أستاذ الطب النفسي أن الاكتشاف المبكر للاضطراب السلوكي لدى الأطفال مهم جداً في أول عامين من عمر الطفل، مضيفة أن الاكتشاف يأتى من ملاحظة تأخر الكلام أو زيادة حركة الطفل في أول عامين من عمره، أو عدم تركيزه، أو صعوبة في الإشارة إلى الأشياء، أو ضعف في تقليد الآخرين وكذلك أن يعاني الطفل من عزله ويكون غير اجتماعي، أو عدواني ويقوم بضرب زملائه في الحضانة، والمرحلة الآخيرة تتمثل في حدوث تشنجات للطفل.
العلاج
وأوضحت الدكتورة هبه العيسوي أن علاج اضطراب سلوك الأطفال يأتى من خلال شقين الأول يتمثل في العلاجات النفسية من خلال اللعب والفن والرسم، والثاني يتمثل في العلاج الدوائي المناسب للأطفال والمصرح به من قبل إدارة الغذاء والدواء الامريكية "FDA".
وتابعت أن العلاج سواء النفسي أو الدوائي يلعب على تعديل سلوك الطفل بطريقة غير مباشرة بشكل يناسب الدخول إلى مرحلة المراهقة.
اختلاف واضح
وفي سياق متصل قال الدكتور محمد عبد المنعم، الخبير النفسي، إن الأطفال الآن يختلفون عن ما قبل، مشيراً أن الاختلاف واضح وصريح.
وأضاف في تصريح لـ "الفجر" أن اختلاف الأطفال يعود إلى اختلاف الزمن، والعوامل البيئية، واختلاف وسائل التواصل، والدخول في عصر الإنترنت.
وأوضح عبد المنعم أن ذه العوامل جعلت الأطفال يختلفون عما قبل، مشيراً أن الطفل الآن ينتقل إلى مرحلة المراهقة بشكل أسرع من قبل.
وتابع أن تغير الأطفال يجعل سلوكهم ينحرف على المألوف كالتجرأ على تناول المخدرات في سن مبكرة.