في عيد الطفولة.. الطلاق فاتورة يدفعها الأبناء (تقرير)

تقارير وحوارات

الطلاق
الطلاق


يحتفل العالم اليوم العشرين من نوفمبر من كل عام بعيد الطفولة، كونها تعتبر فرصة للتحقق لما بذلته الدول لارساء وحماية الطفل، وبالرغم من ذلك لا نجد سوى انتشار بعض الفاعليات للاحتفال بهذا اليوم في معظم أنحاء العالم، من قبل بعض الجهات، حتى أصبح "عيد الطفولة" لديهم مجرد تاريخ لا يشعر به أحد خاصة الأطفال الذين ينتمون إلى آباء منفصلين.

فمعظم الأباء المطلقين لا يدركوا معاناة أبنائهم عقب الطلاق، فكل ما يفكرون به هو أن الانفصال هو الحل الأمثل لهم لمشكلات الحياة الزوجية المعقدة، دون مراعاة انها معاناة الأطفال النفسية الذي تبدأ مع نهاية مشكلة الزوجين.

دراسة: الطلاق يجعل الأبناء أكثر عرضة للإدمان

وفي ضوء ما سبق كشفت دراسة حديثة، أن انفصال الزوجين يجعل أبنائهم أكثر عرضة للإدمان والتدخين، وخاصة إذا كان عمر الأطفال أقل من 11 عامًا، وهو ما يعرضهم للإصابة بالأمراض الخطيرة، منها السرطان والقلب، وغيرها.

وكان الباحثون من جامعة لندن، قد قاموا بإجراء كشف حالة على 11 ألف طفل من مواليد 2000 و2001، ممن انفصل أباءهم، وجدوا أن من بين كل 4 أطفال كان هناك طفل أدمن المخدرات أو مدمن للسجائر، حسبما ذكر موقع "ديلي ميل" البريطاني.

وأكد الباحثون، في تقريرهم، أن الأطفال الذين عانوا من غياب آبائهم عرضه للتدخين والإدمان بمقدار 3 أضعاف قبل أن يصلوا إلى سن المراهقة، وهو ما يؤثر على صحتهم بالسلب، ويعرضهم لزيادة احتمالية إصابتهم بالأمراض المزمنة، مثل السرطان والقلب والأوعية الدموية.

وقال معدو الدراسة: "نتائجنا تشير إلى أن غياب الوالدين يرتبط بزيادة مخاطر التدخين والإدمان قبل سن المراهقة، لذلك ينصح بمراقبة الأهل لأطفالهم دائمًا، وفي حالة الانفصال لابد أن يستمر شعور الطفل بوجود والديه في حياته، ما يجعلهم يقتربوا من الحياة الطبيعية".

اضطراب نفسي

وفي سياق متصل قال الدكتور جمال فرويز، استاذ الطب النفسي، في جامعة القاهرة، إن بعد الطلاق يعمل الأباء جاهدين كل منهم على تشويه صورة الآخر في عيون الطفل، كي يظهر في صورة طيبة وأن يكون هو الضحية، للأسف النتيجة حتمية هو ضياع "الطفل"، لأن هذه التصرفات تؤدي إلى ازوداجية المعايير في تصرفاته وبالتالي يؤدي إلى اضطراب نفسي، والتواصل مع الأخر، بالإضافة إلى حالات الاكتئاب التي تزامنه على مدار حياته.

وأضاف "فرويز"، في تصريح لـ"الفجر"، أن هؤلاء الأطفال قد يواجهوا أزمات نتيجة للطلاق تتضمن مشكلات جمة منها " الخوف من المدرسة، وضعف في التحصيل الدراسي، وسوء العلاقات الاجتماعية"، مما تؤثر سلبيًا على شخصية الطفل.

ويرى"فرويز"، أن الحل يكمن في تعامل هؤلاء الأباء بصورة حسنة في عيون الأطفال وأن الانفصال مهما كانت أسبابه فهي تخص الطرفين، ويجب اخراج الطفل خراج هذه الحسابات للحفاظ على مستقبله وسلوكه في المجتمع ولكي ينشأ طفل سوي، مشددًا على صداقة الأباء المطلقين والظهور بصورة تملئها الود أمام أطفالهم، وألا يستخدم الطرفين الأبناء كوسيلة مرسال لإرسال البعض الرسائل كما يحدث في بعض الحالات لخطورة هذا الأمر على نفسية الطفل، والحرص على وجود الأبوين في بعض المناسبات مع الطفل حتى لا يشعر الطفل بالحرمان العاطفي خلال هذه المناسبات كباقي الأطفال.

تشويش

ومن جانبه أكد الحقوقي محمود البدوي، رئيس الجمعية المصرية لمساعدة الأحداث وحقوق الإنسان، إن اليوم في عيد الطفولة نرى أن نسبة الأطفال الذين يعانون من مشاكل نفسية نسبتهم ارتفعت جدًا نتيجة ارتفاع نسب الطلاق، مشيرًا إلى أن الأطفال  للأسف هم من يسددوا فاتورة الطلاق من معاناة نفسية واجتماعية دون النظر إليها من الأباء.

وأضاف"البدوي"، في تصريح لـ""الفجر"، أن المفترض في عيد الطفولة جميع الجهات المعنية تتفق على نظم توعية وانتشارها بين الأباء أولاً بالإضافة لدور المدارس في توعية الأباء بأهمية تأثير الطلاق على نفسي الطفل وأنه من الصعب أن فرد يقوم بتربية طفل لوحده فهو دور مشترك خاصة في بداية عمر الأطفال، وذلك من خلال مجلس الأباء المخصص لمناقشة أمور الطفل، وليس لجمع الأموال كما يحدث في المدارس.

وتابع "البدوي"، أن الاستقرار داخل الأسرة هو الحل الوحيد لنشأ جيل سليم، وليس ملىء بالأمراض كما نرى اليوم، فأطفالنا اليوم مشوشين ولا يعرفوا معنى الثقة ويسيطر عليهم السلوك الانطوائي، والخجل، لذا لابد من وجود توعية بشكل مكثف وألا سيزداد الأمر سوء، لافتًا إلى أن الأوان أن يعي المجتمع أن عيد الطفل مراجعة لمعاناة الطفل وحقوقه والعمل على حلهم وليس بالاحتفالات السطحية وتعليق البلالين كما نرى منذ خصص هذا اليوم.

وأشار"البدوي"، إلى أن طلاق الوالدين كان أحد انتشار ظاهرة تشرد بعض الأطفال وانتشارهم بالشوارع، واستغلالهم من قبل من يعولهم في عملهم بالشوارع وتعرضهم لمخاطر الشارع بسن مبكر.