بعد دعوة الإخوان للتصالح مع الدولة.. خبراء: مشروطة ويحددها الشعب
بعد التخبطات التي عاشتها جماعة الإخوان المسلمين منذ عزلهم من حكم البلاد، نادت الجماعة في الكثير من المواقف الشديدة عليها بالمصالحة مع الدولة، التي كانت تقابل بالرفض من الشعب والسلطة الحالية، وكانت آخر تلك الدعوات من نائب المرشد العام للجماعة "إبراهيم منير".
- دعوة من جماعة الإخوان للتصالح
فقد دعا "إبراهيم منير" نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، من وصفهم بحكماء الشعب المصري إلى رسم صورة واضحة للمصالحة بين أطراف الأزمة، "دون مداهنة أو خداع أو كذب على الناس"، مؤكداً أن الجماعة جادة في هذا الأمر.
وأثناء حواره مع "عربي 21" قال منير:إن العمل السياسي فيه متغيرات ومناورات أو ما يمكن وصفه بالتنازلات، وأنه مطلوب من كل الأطراف، خاصة إذا لم يكن هناك تنازل عن مبادئ وقيم وحقوق.
وأضاف قائلاً: "جماعة الإخوان المسلمين طوال تاريخها لا تتصارع على سلطة، وأن الحقائق قد ظهرت بعد ما حاول الكثير إخفائها، بأن الإخوان لم تستأثر بالسلطة، وأنها لم تعمل على أخونة الحكم في مصر، وأنها لم تفرط في مبادئها، ولم تنتقص من مصداقيتها"، بحسب زعمه.
المصالحة مشروطة
ومن جانبه قال ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل، أن مناداة جماعة الإخوان للمصالحة في ذلك الوقت لتخفيف الأحكام عن قياداتهم في السجون، موضحاً أن الشعب المصري رافض للمصالحة ولكن السلطة قد تقبلها بشروط.
وعدّد الشهابي، في تصريحه لـ"الفجر" الشروط التي ستضعها الدولة لإتمام التصالح مع الإخوان، فيقول: "السلطة ستقوم بالتصالح مع جماعة الإخوان ولكن بشروط هي: إنهاء المواليين للجماعة عنفهم، تسليم أسلحتهم للدولة، مراجعة الإطار التنظيمي للدولة وإرجاعها جماعة دعوية ليس لها علاقة بالسياسة، حال المصالحة عدم التدخل في الأحكام القضائية بالنسبة لقضايا إخوانهم في السجون".
المصالحة مع مرفوضة
وفي سياق مختلف رفض أمين إسكندر، قيادي بحزب الكرامة، فكرة المصالحة مع الإخوان قائلاً: "أنا ضد أي تصالح مع الإخوان ولن أضع يدي أو أعيش مع كل من تلطخت أيديهم بدماء المصريين الأبرياء، جماعة الإخوان المسلمين إرهابية وجرائمها لن تغتفر".
وأضاف إسكندر، في تصريحه لـ"الفجر" أن الدولة تقصر في حسم ألاعيب تلك الجماعة، قائلاً: "يجب أن تتخذ السلطة مواقف حاسمة مع دعوات تلك الجماعة للمصالحة، مع العلم أن الشعب المصري رافض لتلك المصالحات".
وأشار إلى أن الشعب المصري مع فكرة تسوية الأمور بين الجماعة والسلطة وليس المصالحة، قائلاً: "تسوية الأمور لا تعد مصالحة فالتسوية تعني وقف عنف الجماعة وتجنبه، أما المصالحة تعني تقبلهم في المجتمع وهو أمر مرفوض نهائياً".
فوز ترامب وراء دعوات الإخوان للمصالحة
فيما قال إسلام الكتاتني، إخواني منشق، أن التصالح مع الإخوان فكرته مطروحة منذ فترة ولكنه متوقف على محاكمات الإخوان في السجون، موضحاً أن تلك المحاكمات ستفتح باب موافقة الشعب المصري لتقبل فكرة المصالحة أو التسويه مع الجماعة.
وأشار الكتانتي، في تصريحه لـ"الفجر" إلى أن الإخوان تسعى للمصالحة الآن بعد فوز ترامب الذي سيقضي على حليفهم الأكبر "الولايات المتحدة الأمريكية، وأيضاً بسبب إدراكهم لحجم كراهية الشعب المصري لهم التي وضحت من خلال مظاهرات 11/11 التي رفض الشعب نزولها بالرغم مما يعانيه تلك الفترة لتجنب الوجود مع الإخوان في بوطقة واحدة.
واستكمل الإخواني المنشق، أن مصير الإخوان في يد السلطة الحالية التي أثبتت قوتها، موضحاٌ أن السلطة بعد المحاكمات ستسلم مصير الإخوان للشعب ليحكم على وضع الجماعة السياسي فيما بعد.