شاهد على "محمد محمود" يروي 9 مشاهد من ذكرى خيانة "الإخوان" للثورة
تحلّ علينا اليوم الذكرى الخامسة للموجة الثانية من ثورة 25 يناير أحداث "محمد محمود" التي راح ضحيتها الكثير من شباب الثورة الذين دفعوا أرواحهم ثمنًا للتغيير وتسليم السلطة للشعب تحقيقًا لمطالب ثورة يناير المجيدة.
ففي مثل هذا اليوم التاسع عشر من نوفمبر 2011 بدأت أحداث محمد محمود الأولى التي دعا إليها عدد من القوى السياسية، والتي كانت تطالب بسرعة نقل السلطة من المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلى رئيس وحكومة مدنية منتخبة في موعد أقصاه أبريل من عام 2012.
وكانت أحداث محمد محمود أشبه بـ" المشاهد السينمائية "، التي كانت بمثابة الدرس الذي تعلّمه جميع الثوار، واتخذوا منه قدوة سجلوها بدمائهم ليرويها التاريخ فيما بعد، وخلال السطور التالية تسترجع "الفجر" أبرز المعلومات التي تروي أحداث ملحمة محمد محمود على لسان أحد مشاركيها.
مليونية المطلب الواحد
يروي مصطفى محمد، أحد المشاركين في تظاهرات محمد محمود الأولى، في شهادته لـ"الفجر" عن الملحمة فيقول: بدأت أحداث محمد محمود من يوم الجمعة الـ18 من نوفمبر 2011، عندما نادت القوى السياسية بالنزول للمشاركة في مليونية "المطلب الواحد" لسرعة نقل السلطة من المجلس العسكري إلى سلطة مدنية، وقبل نهاية اليوم دعت القوى المشاركة في المليونية إلى الإنصراف من الميدان، حتى لا تتعطل انتخابات مجلس الشعب.
اعتصام أسر شهداء الثورة.. خيانة الإخوان
وتابع: "كانت جماعة الإخوان المسلمين هي من يقود هذا الاقتراح، ولكنها باعتنا لأنها كانت عارفة بنوايا الداخلية، فأخلوا الميدان، وظلّ عددًا من المتظاهرين من بينهم أسر شهداء الثورة، وشباب من الألتراس، وحركات سياسية وثورية أخرى قرروا الاعتصام بميدان التحرير حتى تنفيذ المطالب".
فض اعتصام أسر الشهداء
واستكمل قائلاً: "وأغلق المتظاهرون ميدان التحرير من جميع مداخله حتى صباح اليوم التالي في تمام الساعة الـ 10 من صباح السبت 19 نوفمبر، فقامت قوات الشرطة باقتحام الميدان، بحجة تصليح مواسير المجاري الموجودة في الصينية بقلب الميدان للمنظر السياحي، وتم فض الاعتصام وإجبار المتظاهرين والمعتصمين الذين كانوا بين "المسنّ والأعرج والكفيف" على المغادرة، مما أدى إلى إصابة 2 منهم واعتقال 4 وتمت سيطرة القوات على الميدان، ومحاصرة الصينية الوسطى والحديقة أمام مجمع التحرير لمنع وصول المتظاهرين إليها، كما تم نشر العشرات من قوات الأمن على مداخل ومخارج الميدان".
نزول المتظاهرين للإنتقام
وأضاف مصطفى، أن العنف والقوة الذين قامت بهما رجال الأمن باستخدامهم في فض اعتصام أسر الشهداء، تسببا في نزول متظاهرين بأعداد كبيرة، وبدأت المواجهات بين المتظاهرين وبين الأمن، فقال: "دخلنا التحرير من ميدان سيمون بوليفار وقصر النيل باستخدام الطوب وإلقائه على قوات الأمن التي تراجعت لشارع محمد محمود لأنه وقتها كانت لا تمتلك إلا العصا فقط لردع المتظاهرين، فاضطرت للتراجع، حتى تحصل على معداتها من الوزارة، فبعد رجوعنا للميدان بخمسة دقائق، قامت قوات الأمن بضربنا بالخرطوش والغاز المسيل".
حرب المتظاهرين وقوات الأمن
وأشار مصطفى إلى أن ميدان التحرير تحوّل لساحة حرب بين المتظاهرين وقوات الأمن، حيث استخدمت الأخيرة الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، والرصاص المطاطي والخرطوش أثناء مواجهتهم للمتظاهرين الذين كانوا يقومون بالرد عليهم بالحجارة، فقال:"لما قوات الأمن زودت القنابل وبدأت بالخرطوش وأصابت كتير مننا كسرنا عربيات الأمن المركزي وولعنا في عربية منهم انتقاما لأصحابنا اللي ماتوا قدام عنينا".
خدعة قوات الأمن
واستكمل قائلاً: "قوات الأمن اليوم ده خدعتنا كتير جداً، لأنها كانت تعلن إنسحابها في الميكرفونات، وتنسحب بالفعل لآخر شارع محمد محمود ثم تعاود الضرب من جديد، حيث أنها كانت تأخذ تلك الهدنة لتريح قواتها ثم يعاودوا المواجهة بكامل قوتهم، كما أنهم كانوا يستعينوا بالبلطجية المدسوسين داخل المتظاهرين".
تصفية عيون الثوار.. وإلقاء جثثهم في القمامة
لفت مصطفى الحديث إلى الطريقة العنيفة التي كان يستخدمها الأمن مع المتظاهرين فيقول: "قوات الأمن كانت بتستهدف عيون الثوار عشان تسببلهم عاهة، وده اللي حصل بالفعل، الكثير من المشاركين في ملحمة محمد محمود كانوا فقدوا أعينهم، كما أن الشرطة اقتحمت المستشفى الميداني التي تعالج المصابين والجرحى، كما أنها كانت تتعامل مع الموتى منّا بغير رحمة، فكانت تلقي بجثث الشهداء بجانب القمامة.
فض الإعتصام بالقوة
وأضاف أن الاشتباكات استمرت حتى وقت متأخر من الليل في الشوارع الجانبية المؤدية لميدان التحرير، وكانت المعركة على أشدها في شارع محمد محمود، وقامت قوات الأمن بفض الاعتصام بالقوة باستخدام الخرطوش والغاز المسيل للدموع، كما قاموا بحرق كل متعلقات الثوار داخل الميدان.
انتصار الثوار
واختتم: "تراجع الثوار في الشوارع الجانبية، ثم عادوا وتجددت الاشتباكات حتى الصباح حوالي الساعة 7 صباحاً وانتهت ذخيرة الأمن المركزي وبعد معارك كر وفر استمرت طوال الليل أصبح الميدان من نصيب الثوار، ومن ثم هدأت الأوضاع واتجه الثوار لأخذ فترات راحة بعد معارك دامت أكثر من 18 ساعة.