"السيول" تشعل خناقة بين "الري" و"الأرصاد".. والمواطن حائراً: نصدق مين؟
وكأن مكتوب على المواطن الحيرة في أمره، فخلال أزمة السيول الماضية والتي خلفت خسائر مادية وبشرية قامت الدنيا لكى تتحمل الدولة مسئوليتها وتتوقع ما ينتج عن السيول قبل سقوطها، ولكن لم يكن أحد يتوقع أن هذه المرة يظل المواطن واقف حائراً بين وزارة الري وهيئة الأرصاد الجوية.
فوزارة الري تؤكد أن هناك سيول قادمة الأحد المقبل وتحذر منها، بينما هيئة الأرصاد الجوية التي تؤكد هي الآخرى أن لا يوجد سيول مخيفة كما تعلن الوزارة.
وزارة الري تطالب المواطنين بأخذ الحيطة والحذر
وقال المهندس وليد حقيقي المتحدث الرسمي باسم وزارة الموارد المائية، إن نتائج نماذج التنبؤ بالمناخ بمركز التنبؤ بقطاع التخطيط بوزارة الموارد المائية والرى، أشارت إلى سقوط أمطار متوسطة إلى شديدة يوم الأحد ٢٠ نوفمبر الجارى، قد تصل إلى ١٤ مِم/ يوم على وسط البلاد ومنطقة قناة السويس وسيناء وقد تمتد الى أعالى الصعيد.
وأوضحت الوزارة، فى بيان، الخميس، أنه فى ضوء التنبؤات بسقوط أمطار على السواحل الشمالية الغربية وشمال البلاد يوم ٢٢ نوفمبر، فانه على المحافظين والأجهزة التنفيذية وكافة الجهات المعنية اتخاذ كافة التدابير اللازمة للتعامل مع تلك الموجة من الامطار.
وطالبت المواطنين الحيطة والحذر اثناء فترات الامطار الشديدة، مشيرة إلى أنه سيتم تحديث هذه التنبؤات بشكل دورى خلال الفترة القادمة.
الأرصاد لـ "الري": خليكي في شغلك
ومن جانبه استنكر أحمد عبد العال، رئيس هيئة الأرصاد الجوية، بيان وزارة الرى الذى يحذر من قدوم سيول خلال أيام، مضيفًا "أنا بستغرب! ما نخلينا فى شغلنا أحسن.. ولو كل واحد أدى المطلوب منه هيبقى عمله على أكمل وجه".
واستكمل: "لما وزارة الرى تطلع بيان أرصاد جوية.. طب ما نقفل إحنا ونمشى".
وأضاف "عبد العال" خلال مداخلة تليفزيونية لبرنامج "الحياة اليوم" مع الإعلامى تامر أمين، أنه نظر إلى الخرائط بنفسه بعد بيان وزارة الرى، فوجد هناك أمطارا خفيفة على السواحل، وأخرى خفيفة للغاية على وسط الصعيد "أسيوط وسوهاج"، وليس لها أى تأثير أو مخاوف مثلما ذكرت وزارة الرى.
وأوضح رئيس هيئة الأرصاد الجوية، أن التنبؤ بقدوم الأمطار من وظيفة هيئة الأرصاد الجوية وليس وزارة الرى، معتبرا أن المطلوب من وزارة الرى فقط تجهيز المخرات فى حالة هطول الأمطار الغزيرة، مشيرا إلى أن ما تقوم به وزارة الرى فى مثل هذه البيان هو إثارة البلبلة فى الرأى العام.
نصدق مين
وبهذا المنطق يقف المواطن حائر ليأتي السؤال في ذهنه على شكل نصدق مين؟، ليجد المواطن نفسه واقفاً محتاراً بين الجهتين ليصل به الأمر في النهاية إلى انتظار يوم الأحد ليرى ما سيحدث بأم عينيه بدل أن يظل متفرجاً على تراشق التصريحات بين وزارة الري وهيئة الأرصاد الجوية.