أهالي قنا يشيعون جثمان "العريان" ناسك عبد ربه في حفرة منذ 60 عامًا

محافظات

بوابة الفجر


كان الناس يرونه جالسًا دائمًا في حفرة مطلّة على الترعة، يصطاد الأسماك، ثم يعطيها لفتاة جارة له، لكي تقوم بطهيها له، بالإضافة الى تواجد زجاجات المشروبات الغازية، فكلما ذهب أحد لزيارته يطلب منه أن يشتري له "البيبسي" فهو من عشاقها لم يعد إلى المنزل، وإنما اتخذ من الشارع مسكنًا له، فقام بحفر تلك الحفرة الصغيرة على حافة الترعة التي تبعد عن الأقصر، مواجهًا تمامًا لقرية عزبة الناصر، ولم يكتف باتخاذ تلك الحفرة التي أنشأها بمساحة عرض 2 متر وطول متر واحد فقط، على حافة الترعة.

الشيخ العريان، أو جاد الكريم، صاحب 65 عامًا، أحد ابناء قرية "عزبة الناظر"، عاش جاد الكريم عبد الرحيم، وبدأت قصته منذ طفولته المبكرة، حيث كان لا يزال وقتها تلميذًا بمدرسة ‘‘صوص’’ الابتدائية، ورغم سيره بخطى جيدة في المراحل الدراسية، إلا أنه قرر في عامه الدراسي الرابع، أن يسافر مع والده للعمل بالقاهرة، ليساعده في مصاريف المنزل، وأثناء وجوده بالقاهرة، حدث السر الذي لم يعمله أحد إلى الآن، حيث أصيب بحالة عصبية دخل على إثرها مستشفى الأمراض العقلية ليبدأ مسيرة وتنتهي بداخل حفرة!.

وفي مساء الخميس، قام أهالي البلدة بتشييع جثمانه، الذي لم يتحرك من مكانه نهائيًا، في جنازة مهيبة، حاملين سعف النخيل، ومهللين "لا إله الا الله الولي حبيب الله"، ليتم تشييع جثمانه الى مثواه الاخير.