صحيفة فرنسية: مصر على موعد مع الفوضى السياسية

أخبار مصر



تحدثت صحيفة لوموند الفرنسية عن الوضع السياسي الحالي في مصر، حيث أوضحت أن هناك طريقتين لرؤية ما يحدث في مصر، بحسب ما كنت تؤيد التجربة الأولى للإخوان المسلمين في الحكم أم تعارضها.

ففي الحالة الأولى وهو تأييد تجربة الإخوان في الحكم، فإن الرئيس محمد مرسي كانت لديه الشجاعة في محاولة حل العقدة المستعصية التي تعرقل حتى اليوم عملية التحول في مرحلة ما بعد مبارك في مصر، وهو ما يوضح حالة الفوضى السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد.

وكان الرئيس مرسي قد منح نفسه هذا الأسبوع سلطات واسعة ونزع سلطة أعلى هيئة قضائية في مصر. وشددت الصحيفة الفرنسية على أن مصر أصبحت غير قابلة للحكم عقب تراكم الأخطاء والتناقضات والنية السيئة لجميع الأطراف الفاعلة فيها، سواء كانوا الإسلاميين أو الجيش وأيضًا الثوار الشباب والليبراليين.

ومصر تمتلك بالطبع رئيسًا إسلامياً، ولكن قام القضاء بحل مجلس الشعب الإسلامي أيضًا. ومن أجل انتخاب مجلس آخر، ينبغي وجود دستور جديد. ولكن، تم حل الجمعية التأسيسية الأولى أيضًا من قبل المحاكم. وهناك طعن مقدم من الليبراليين والثوار على الجمعية الحالية التي تم تشكيلها في شهر يونيو، حيث يجدون أنفسهم مهمشين مقارنةً بالإخوان المسلمين وحلفائهم السلفيين.

وفي الوقت نفسه، لا يزال التفاوض بشأن قرض من صندوق النقد الدولي متوقفًا، ولم يكف الاقتصاد عن الهبوط والأمن يتدهور وتتعرض الثورة لخطر أن تؤدي إلى الفوضى. وبالتالي، كان يجب إضعاف قضاء لا يزال مخترقًا من مؤيدي النظام السابق والذين يقومون بعرقلة منهجية.

ومن وجهة النظر الأخرى، استفاد الرئيس محمد مرسي من نجاح وساطته الأخيرة بين إسرائيل وحماس من أجل محاولة القيام بانقلاب. فقد استفاد من قبل بحادث خطير في سيناء من أجل تهميش هيئة أركان الجيش والمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي قاد البلاد عقب رحيل حسني مبارك في فبراير 2011.

وفي هذه المرة، يجمع محمد مرسي بين يديه الكثير من السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، وهو أمر غير مسبوق. كما أنه ينوي أن يتم اعتماد دستور إسلامي في عجلة من الأمر، فهو يعتقد أنه يستطيع إجبار الشعب على ذلك.

ولقد لعب الرئيس مرسي في هذه الحالة كثيرًا وخسر. فقد نجح في توحيد المعسكر الليبرالي – الذي كان لا يزال منقسمًا – واستعداء الصحافة والقضاء واحياء الديناميكية الثورية التي من الممكن أن تؤدي إلى إضراب عام. وتعد خسارة الإسلاميين الرمزية لميدان التحرير الذي استعاده الثوار الأصليين رمزًا لذلك.

ولا يزال الوقت مناسبًا بالنسبة للرئيس محمد مرسي من أجل تجنب التصعيد من خلال عدم إخراج أنصاره إلى الشوارع، مما قد يؤدي إلى اشتباكات دموية. ولقد حان الوقت بأن لا تكتفي المعارضة بأن تكون متحدة مثل المؤسسة الإسلامية، ولكن يجب أن تقترح مشروعها للمجتمع وطرق الخروج من الأزمة. وإذا لم يحدث ذلك، فقد تصبح غير مسموعة من المصريين الذين سئموا من الفوضى.

أشارت صحيفة لوموند الفرنسية إلى أن مصر المنقسمة الآن تنتظر عمل تهدئة من قبل الرئيس محمد مرسي ومبادرة بناءة من قبل المعارضة.