محمد مسعود يكتب: 3 نصائح لـ«كوبر» لضمان «روسيا 2018»

مقالات الرأي



تخلص من العواجيز .. ابحث عن بديل لـ«غالى».. واحذر من أوغندا فى كمبالا


ما إن أطلق الحكم الجابونى إيريك أوتوجو صافرة نهاية لقاء المنتخب المصرى مع نظيره الغانى، معلنا فوز الفراعنة بهدفين نظيفين أحرزهما محمد صلاح وعبدالله السعيد، حتى انطلقت الزغاريد فى البيوت المصرية فى مشاهد غابت عن مدن وشوارع وقرى مصر منذ سنوات طويلة.

وضرب المنتخب الوطنى لكرة القدم بقيادة مديره الفنى الأرجنتينى هيكتور كوبر، أكثر من عصفور بحجر الفوز الصعب على منتخب غانا فى المباراة الثانية لكلا المنتخبين فى المجموعة التى تضم أيضا أوغندا والكونغو برازافيل.

ولعل تصدر المجموعة الخامسة فى التصفيات المؤهلة لكأس العالم روسيا 2018، والبقاء على قمة المجموعة لحين خوض المباراة الثالثة مع أوغندا بالعاصمة كمبالا فى أغسطس 2017، يمثل عبئا ثقيلا على كاهل المنتخب الغانى المنافس المباشر «المحبط»، بعد فقدان خمس نقاط كاملة فى مباراتيه بالتعادل المخيب مع أوغندا فى العاصمة أكرا، ثم الهزيمة من المنتخب المصرى صاحب العلامة الكاملة حتى الآن بست نقاط حققها من الفوز على الكونغو برازافيل خارج الديار والفوز على غانا ببرج العرب، ولم يعد أمام المنتخب الغانى سوى الحصول على 12 نقطة كاملة من المباريات الأربع المتبقية بالمجموعة، ليصل إلى النقطة 13 التى تصعد به كأول المجموعة فى حال هزيمة مصر من أوغندا فى كمبالا وغانا فى أكرا بفارق يزيد على الهدفين.


1- أوغندا.. عقدة المجموعة

لذا.. تعد أوغندا هى عقدة هذه المجموعة، أو المفتاح السحرى لمن يريد فتح باب الوصول إلى المونديال، فالفوز على أوغندا فى العاصمة كمبالا إن حققته مصر، وفازت فى المباراتين التاليتين فى برج العرب مع أوغندا أيضا ثم الكونغو برازافيل ستصل إلى النقطة الخامسة عشرة وستتأهل للمونديال بغض النظر عن نتيجة لقائها الأخير مع غانا.

أما فى حال هزيمة مصر لا قدر الله أو تعادلها، وفوز غانا على أوغندا فى كمبالا وفى مباراتيها مع الكونغو برازافيل ستتعقد المجموعة وستصل غانا إلى النقطة العاشرة، وتتحدد صدارة المجموعة فى المباراة الأخيرة مع مصر فى نوفمبر 2017، وقتها ستكون حصيلة مصر من النقاط 12 نقطة فى حال الهزيمة من أوغندا أو 13 فى حال التعادل معها، وبفوز غانا على مصر بفارق يزيد على هدفين تتأهل إلى كأس العالم مباشرة، لذا لا بديل لمصر عن الفوز على أوغندا فى كمبالا حتى تضمن التأهل للمونديال قبل لقاء غانا فى العاصمة أكرا.


2- كوبر.. واقعية تثير الجدل

يؤكد الواقع أن الفوز الذى حققه منتخب مصر على نظيره الغانى، أنقذ رقبة المدير الفنى الواقعى المثير للجدل هيكتور كوبر، كون الأداء كان سيئا ولم يستطع المنتخب الاحتفاظ بالكرة لفترات طويلة وتنفيذ هجمات ذات معالم خطورة على مرمى المنتخب الغانى، وعلل كوبر سوء الأداء بالخطة التى نفذها اللاعبون وحقق من خلالها الفوز، ومادامت الخطة حققت الغرض منها فالمدير الفنى – حتما - على صواب.

لكن.. كانت جميع المخاوف تنصب فى إمكانية تسجيل المنتخب الغانى لهدف فى أى لحظة من مجريات الشوط الأول، ووقتها كانت ستتعقد المسائل وستضيع النقاط الثلاث وسيضيع معها حلم المشاركة فى المونديال الذى غابت عنه مصر طوال 26 سنة كاملة.

ووصل الأمر بمطالبة البعض برحيل كوبر بعد نهاية المباراة، مثل الكابتن زكريا ناصف والناقد خالد بيومى، خاصة أن المباراة القادمة فى التصفيات المؤهلة لكأس العالم بعد نحو تسعة أشهر كاملة، لكن يبدو أنهما نسيا أو تناسيا أن المنتخب سيشارك فى بطولة الأمم الإفريقية فى يناير القادم، وهى البطولة التى حققها المصريون ثلاث مرات متتالية مع المدير الفنى حسن شحاتة، وفشلوا فى التأهل إلى منافساتها فى ثلاث دورات متتالية أيضا.


3- حسام غالى.. وكأس الأمم

فى يناير المقبل يبدأ المنتخب الوطنى مبارياته فى كأس الأمم الإفريقية المقامة فى الجابون، لذا يسعى رئيس الاتحاد المصرى لكرة القدم المهندس هانى أبوريدة لتقريب وجهات النظر بين المدير الفنى الأرجنتينى هيكتور كوبر وقائد المنتخب المستبعد لأسباب يقال إنها غير فنية، لينضم لقائمة المنتخب التى ستخوض منافسات البطولة.

وكان عدد من النقاد قد أكدوا أن المنتخب فى حاجة إلى جهود قائد الأهلى المستبعد، خاصة فى ظل فشل لاعبى خط الوسط فى الاحتفاظ بالكرة وتناقلها، وعلى ذلك ستشهد الأيام القليلة المقبلة جلسة صلح بين كوبر وغالى، نظرا لغضب المدير الفنى من تعامله بشكل سيئ مع اللاعبين، وليس لأزمته الأخيرة مع أسامة نبيه مدرب المنتخب، غير أن المستوى الحقيقى الذى قدمه غالى مع المنتخب، يؤكد صحة وجهة نظر كوبر فى استبعاده، خاصة أنه قال أكثر من مرة إن استبعاد لاعب الأهلى جاء لأسباب فنية، وعلى ذلك يجب على كوبر من الآن البحث عن بديل.

أبوريدة يأمل فى تحقيق نتائج طيبة فى كأس الأمم، والظهور بشكل مشرف بعد غياب المنتخب المصرى عن الثلاث نسخ الأخيرة.. لكن الحقيقة تعد تصفيات كأس العالم أهم من كأس الأمم الإفريقية، كونها مطلبا شعبيا فى المقام الأول، وتقف الدولة بأكملها خلف منتخب مصر للوصول إلى روسيا 2018، لكن هناك شبه كارثة يبدو أنها غير محسوبة، لذا فنحن ندق ناقوس الخطر من الآن.


4- روسيا 2018.. ما مصير «العواجيز»

لا يخفى على عاقل أن المنتخب المصرى يعانى من ارتفاع فى معدل أعمار التشكيلة الأساسية وقوامها نحو 30 لاعبا، علاوة على نقص الخبرات الدولية لبعض اللاعبين، فماذا سيكون الحال إذا وصل المنتخب المصرى إلى المونديال؟.

لنبدأ من مركز حراسة المرمى، وهو لا يعانى من المشاكل نظرا لوجود العديد من الحراس على رأسهم عصام الحضرى، فهل سيحرس مرمى مصر فى كأس العالم – إنشاء الله – حارس سيتم الخامسة والأربعين فى 2018، وسيكون الحارس البديل شريف إكرامى فى عمر الخامسة والثلاثين، لكن يمكن وقتها الاعتماد على أحمد الشناوى الذى سيتم عامه السابع والعشرين فى 2018 ومحمد عواد 26 سنة وقت المونديال، وإذا افترضنا أن حارس المرمى يمكنه أن يلعب وقد تخطى الأربعين أو الخامسة والثلاثين، فما مصير مركز الباك الشمال، ففى 2018 سيتم محمد عبدالشافى عامه الثالث والثلاثين، وسيكون قد فقد الكثير من لياقته البدنية والذهنية، وبديله حمادة طلبة سيكون فى السابعة والثلاثين، وصبرى رحيل سيكون فى عمر الـ29 وهو الأقرب بدنيا، لكن فنيا قد يختلف الكثيرون فى اختياره، لذا يحتاج هذا المركز إلى تدعيم من الآن كى لا يكون نقطة ضعف فى حال الوصول إلى كأس العالم.

وفى مركز الباك اليمين يجب إعطاء الفرصة فى المونديال الإفريقى لعمر جابر بدلا من أحمد فتحى، لتجهيزه لتصفيات المونديال والمونديال نفسه، فأحمد فتحى سيبلغ 34 سنة فى 2018 بينما سيكون عمر عمر جابر 26 سنة.

أما مركز المساك، فلن تكون هناك مشكلة سوى فى الإصابات المتتالية لأحمد حجازى وسيكون 27 سنة، ورامى ربيعة سيكون عمره فى 2018 (27 سنة)، أما على جبر 31 وإسلام جمال 29 وأحمد دويدار 31.

وفى مركز «الدفيندر» لاعب الوسط المدافع يجب تجهيز لاعب بديل لطارق حامد كونه سيبلغ الثلاثين عند الوصول لروسيا، وحتما سيقل مجهوده، أسوة بحسام عاشور لاعب الأهلى الذى يكون عمره 32 عاما، ويمكن من الآن تجهيز لاعب الزمالك «دونجا» 24 سنة الآن، أو محمد فتحى لاعب الإسماعيلى لتدعيم المركز، أو عمرو السولية لاعب الأهلى وعمره حاليا 27 سنة.

أما مركز لاعب الوسط المهاجم الذى يشغله عبد الله السعيد، ففى 2018 سيكون عُمر عبدالله 33 سنة، وحسام غالى 37 سنة، وأيمن حفنى 32 سنة، لذا يجب تجهيز لاعب الزمالك محمد إبراهيم (سيكون وقتها 26 سنة) وصالح جمعة لاعب الأهلى (سيكون 25 إن لم يكن خضع للتسنين).

وتبدو الأمور مبشرة بالخير فى مركز الجناح سواء الأيمن أو الأيسر لتوافر لاعبين جيدين ذوى أعمار متوسطة مثل رمضان صبحى (عمره فى 2018 سيكون 21 عاما) ومحمد صلاح 26، وتريزيجيه وكهربا ومصطفى فتحى 24، بينما يتخطى حاجز الثلاثين مؤمن زكريا 30، ووليد سليمان 34.

ولا يمثل مركز المهاجم الصريح أى مشكلة نظرا لصغر سن باسم مرسى سيكون فى روسيا (27 سنة) وأحمد حسن كوكا (25)، وإذا انضم إليهما عمرو مرعى فسيكون عمره (26 سنة)، أما حسام باولو فسيكون فى السادسة والثلاثين.

بدورنا لا نصدر الخوف من معدل أعمار اللاعبين فى بعض المراكز، بينما وددنا أن نؤكد ضرورة الاعتماد على دماء جديدة فى هذه المراكز، لبقاء المنتخب قويا.. وتحقيق حلم الدولة كاملة بالتأهل للمونديال.