بعد ارتفاع الأسعار.. المقاهي لـ"الأغنياء فقط".. كوب الشاي بـ 6 جنيهات.. ومواطنون: زمن الكافيهات الجميل انتهى
"إحنا يا نضحك على الزبون يا نغلي الأسعار، يإما هنقفل القهاوي ونشحت".. هكذا عبر أصحاب المقاهي عن مأساتهم التي تهدد مستقبل مهنتهم بعد أزمة السكر الأخيرة، والإرتفاع الأخير في الأسعار على خلفية القرارات الحكومية الأخيرة بـ"تعويم الجنيه" ورفع أسعار الوقود.
فمنذ صدور تلك القرارات شهدت المنتجات الخاصة بالمقاهي كـ"الشاي، السكر، المعسل"، ارتفاع كبير في الأسعار وصل إلى الضعف، الأمر الذي تسبب في تهديد منفس البسطاء الوحيد للتفريج عن ضيقتهم (المقاهي) بالغلق.
ونظراً لتفاقم تلك الأزمة قامت "الفجر" بجولة للتعرف على أسعار المشروبات على المقاهي، واستطلاع آراء أصحابها والمواطنين حول ارتفاع أسعار المشروبات.
خديعة الزبائن مقابل عدم رفع الأسعار
في البداية يقول مسعود محمد، صاحب مقهى، إن جميع المنتجات والسلع المستخدمة في المشروبات في المقهى زادت ضعف ثمنها، قائلاً: "كل المشروبات عندنا المفروض سعرها يزيد الضعف، لأننا كل حاجة بنشتريها عشان نعمل المشروبات زادت".
وأشار مسعود، إلى إن كافة المشروبات في مقهاه بنفس الأسعار القديمة، موضحاً أنه استخدم الخديعة في صناعة المشروبات مقابل عدم رفع الأسعار على زبائنه، فيقول: "إحنا مزودناش الأسعار زي باقي القهاوي، إحنا بس خدعنا الزبون، فبدل ما المعسل بنعمل منه 10 أحجار بقينا نعمل منه 16، والشاي بدل ما نزود سعره بقينا نعمله خفيف".
رفع أسعار المشروبات.. وكوب الشاي بـ 6 جنيهات
وقال رجب محمود، صاحب مقهى، إن مقهاه واجهت ارتفاع الأسعار برفع سعر المشروبات، قائلًا: "إحنا غلينا ثمن المشروبات بسبب ارتفاع الأسعار، فكيلو الشاي الذي كنا نشتريه بـ32 جنيه، أصبح بـ42 جنيه، لذلك قمنا برفع سعر كوب الشاي من 3 جنيهات حتى 6 جنيهات".
وأضاف رجب: "لم نرفع سعر كوب الشاي فقط بل رفعنا أسعار جميع المنتجات حتى نتفادى الخسائر التي لحقت بنا بسبب الأزمة الاقتصادية التي دمرت حياة الكثير من البسطاء".
خسارة في كل الحالات تنتهي بـ "غلق المقاهي"
فيما وصف الحاج محمود، صاحب مقهى، الوضع الاقتصادي المصري بـ"المنهك"، قائلاً: "إحنا بنعاني من وضع اقتصادي منهك تسبب في خسارتنا جميعاً، وتلك الخسارة أثرت كثيراً على البسطاء، فأنا كصاحب مقهى سأضطر لغلق المقهى".
وتابع: "إحنا بنشتري المنتجات اللي بنعمل منها المشاريب بأسعار غالية، ولما بنيجي نغلي أسعار المشروبات الزباين بتضايق وبيكون قدامهم حل يبقعدوا في القهوة بس بيشربوا مشروب واحد، أو بيمتنعوا عن النزول للقهوة، فإحنا في كل الحالات بنخسر، ولو الخسارة استمرت بالشكل ده فالحل الوحيد لوقف الخسارة إننا نقفل القهوة نهائياً".
مواطنون يعزفون عن المقاهي: أصبحت حلم صعب
ومن جهة أخرى قرر محمد سامي، مواطن، العزوف عن الجلوس على المقاهي، قائلًا: "أنا قررت إني مقعدتش على القهوة إلا يوم أجازتي، القهوة بعد ما كانت المكان الوحيد اللي بيخلينا نفك عن نفسنا شوية، بقا عبء من ضمن الأعباء اللي بتيجي علينا، فمثلا أنا أقل فلوس تكون معايا عشان أقعد على القهوة لازم يكون 10 جنيه عشان كوباية شاي ومياه اللي هما أقل مشاريب في القهوة".
واستكمل: "القهوة اللي كانت زي بيتنا بقت خروجة وفسحة، مينفعش نلجألها وإحنا مفلسين زي زمان، ارتفاع الأسعار جاي على الغلابة أوي، كل حاجة بقت غالية وإحنا بجد مبقناش عارفين نعمل إيه، بقينا نخلص شغل ونروح، حتى القهوة اتحوّلت لحلم صعب بسبب الفلوس والغلاء".
زمن "الكافيهات" انتهى
وأضاف مصطفى سعيد، مواطن، أنه يقسّم المقاهي إلى نوعين، حسب المنطقة التي توجد بها القهوة، فيقول: أنا بقيت بقسم القهاوي، فالقهوة اللي في الأماكن الشعبية بقعد فيها لوحدي، إنما لو هقعد مع بنت صاحبتي بختار قهوة في منطقة نضيفة شوية، زمن الخروجات والكافيهات انتهى خلاص، القهوة بقت خروجتنا والخروجة الغالية كمان، ده أقل مشروب فيها بـ6 جنيه".
وتابع مصطفى: "أنا علشان يمشي يومي ساعتين ثلاثة على القهوة أنا وبنت مش أقل من خمسين جنيه، وده يعتبر خروجة والله الشباب تعب ومش عارف يعمل إيه ويصرف منين".