"الفالح": طرح أسهم "أرامكو" سيشهد أكبر عملية شفافية عرفها العالم
أكد وزير الطاقة
والصناعات والثروة المعدنية "خالد الفالح" أن عملية الطرح الأولى لسندات
شركة أرامكو السعودية، البالغ قيمتها 2 تريليون دولار أمريكي، ستكون أكثر عملية شفافة
عرفها العالم، مشيرًا إلى الشركة ستسمح لطرف ثالث مستقل بمراجعة جميع المعلومات المتعقلة
بالشركة.
ونقلت صحيفة
"فايننشال تايمز" البريطانية، الأربعاء، عن الفالح قوله خلال لقاء خاص أجرته
الصحيفة معه، "إن عملية طرح السندات هي الأكثر شفافية على الإطلاق في تاريخ إدراج
شركات النفط الوطنية في العالم أجمع".
وأضاف: "سنسمح
لطرف ثالث مستقل بمراجعة جميع المعلومات المتعلقة بأرامكو السعودية للتأكد من صحتها"،
موضحًا أن المملكة ستسمح لهذا الطرف الثالث المستقل بمراجعة قوائم الشركة المالية والاحتياطيات
والمصاريف التي تنفقها الشركة وكذا المؤشرات الربحية للشركة.
سر عالمي:
وأشارت الصحيفة
إلى أن عملية طرح السندات تعد بمثابة كشف غطاء لأهم سر من أسرار عالم صناعة الطاقة،
وهو الرقم الحقيقي لاحتياطيات النفط الموجودة داخل صحراء المملكة، وذلك قبل قيام المملكة
بالاستعداد لطرح أسهم شركة أرامكو للاكتتاب العام للمرة الأولى في تاريخها.
وأوضحت الصحيفة
أن المملكة حرصت منذ قيامها بتأميم شركة أرامكو، على إنهاء علاقة الولايات المتحدة
الأمريكية بتلك الشركة في الثمانينيات، وهي حريصة على التصريح بأن احتياطيات النفط
في المملكة -أكبر دولة منتجة للبترول في العالم- تقدر بحوالي 260 بليون برميل دون الإفصاح
عن التغيرات التي طرأت على هذا الرقم مع تعاقب السنين.
وقالت الصحيفة
إن المديرين التنفيذين لشركات الطاقة الدولية والمستثمرين الدوليين ظلوا غير قادرين
على معرفة النسب التقديرية لإنتاجية كل حقل من حقول البترول في المملكة، وكميات الاحتياطي
النفطي الموجودة في كل منها، ولذلك حرص الفالح على التأكيد للجميع بأن المملكة ستسمح
لبعض المراجعين المستقلين بمراجعة التقارير الحكومية المتعلقة بحقول النفط، ومعدل إنتاج
كل منها، والاحتياطيات الموجودة في كل منها، للتأكد من هذه المعلومات.
ولفتت الصحيفة
إلى أن هذه التصريحات التي أدلى بها الفالح تنهي الجدل المثار، منذ قيام المملكة بالإعلان
عن رغبتها في طرح أرامكو للاكتتاب العالمي خلال شهر يناير الماضي، حول ما إذا كانت
المملكة ستكشف عن حقيقة احتياطيات المملكة.
تعويض الانخفاض:
وقالت الصحيفة
إنه في حال تبين صحة الأرقام الرسمية التي كانت تعلن عنها حكومة المملكة عن حقيقة احتياطاتها
النفطية، فإن هذا سيكون اكتشافًا مثيرًا للغاية، إذ إن هذا يعني أن المملكة تمكنت خلال
السنوات الماضية من اكتشاف المزيد من حقول النفط التي ساهمت في تعويض الانخفاض الذي
طرأ في مخزوناتها النفطية خلال تعاقب السنين، أو أنها تبين لها أن حقولها الحالية قادرة
على إنتاج كميات أكبر من تلك المقدرة سابقًا.
يُذكر أن المملكة
أعلنت سابقًا أن احتياطيات النفط لديها تكفيها لحوالي 70 سنة قادمة، وهو الرقم الذي
ينتظر العالم أن يتمكن طرف مستقل ثالث من التأكيد على صحته أو نفيه نقلًا عن صحيفة عاجل.