القوات المسلحة تحتفل بمرور 102 عام على مشاركتها في الحرب العالمية الأولى
احتفلت القوات المسلحة بمسرح الجلاء اليوم الأربعاء، بإحياء الذكري 102 على المشاركة المصرية فى الحرب العالمية الأولى، بحضور عدد كبير من قادة القوات المسلحة، والملحقين العسكريين الأجانب فى القاهرة، وعدد من الكتاب والأدباء والشخصيات العامة وطلبة الجامعات وطلبة الكليات العسكرية
وأناب الفريق أول صدقى صبحى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع الإنتاج الحربى اللواء أركان حرب "محمد عبد الفتاح الكشكي" مساعد وزير الدفاع لشئون العلاقات الخارجية، لحضور الاحتفالية الثقافية، التى نظمتها هيئة البحوث العسكرية.
بطولة
من جانبه، قال اللواء أركان حرب "شريف فهمي بشارة" رئيس هيئة البحوث العسكرية، إن الجيش شارك مع قوات الحلفاء خلال الحرب العالمية الأولى فى 3 قارات، بصد هجوم العثمانيين من الشرق، وحارب فى الشام والعراق والجزيرة العربية، وصد هجوم السنوسى من الغرب وهجوم سلطنة دارفور من الجنوب، فى إفريقيا، كما شاركت مصر على الجبهة الأوروبية بمائة ألف مقاتل من سلاح العمال "المهندسين حاليا" "والهجانة" حرس الحدود حاليا حيث قاتلوا فى دول أوروبية عديدة منها، "بلجيكا وفرنسا وإيطاليا واليونان"، واستشهد الكثير منهم ودفنوا بمقابر الكومنولث بأوروبا وكانوا سببا رئيسيا فى انتصار الحلفاء، ومنح العديد منهم وسام فيكتوريا، الذى يعد أرفع الأوسمة العسكرية، التى تمنح للقادة، الذين أثروا فى تاريخ البشرية.
وأضاف أن الحرب العالمية الأولى لم تكن حربا عادية، لكنها كانت صفحة من صفحات البطولة والفداء لشعب مصر العظيم، ويتم الاحتفال بها اليوم تخليدا لمن ضحوا بأرواحهم فى سبيل الإنسانية، لافتا إلى أن مصر لم تحارب يوما طمعا فى القتال، ولكنها كانت دوما تحارب للزود عن الوطن وحماية مقدساته، قائلا: "مصر كانت ومازالت وستظل داعية للسلام فى العالم أجمع".
وأشار رئيس هيئة البحوث العسكرية إلى أن الجيش المصرى ظل دوما محافظا على آمال شعبه وتطلعاته ولم يخذله أبدا، على مر التاريخ الطويل، وقد تأكد هذا الدور فى ثورة 25 يناير 2011، ثم تأكد مرة أخرى فى ثورة 30 يونيو 2013، قائلا: "دور القوات المسلحة سوف يكتبه التاريخ على صفحات من نور".
وفى نهاية كلمته وجه رئيس هيئة البحوث العسكرية تحية إجلال وإكبار للشهداء الأبرار، الذين ضحوا بدمائهم من أجل مصر، على مدار العصور، قائلا: "عاشت القوات المسلحة بقواتها ورجالها وعاشت مصر حرية أبية قلعة للأمن والسلام".
رحلة مع التاريخ
وألقى الدكتور أشرف صبرى الباحث فى تاريخ مصر العسكرى؛ كلمة أشار فيها إلى رحلته فى البحث عن حقائق فى تاريخ الحرب العظمى، التى استمرت لأكثر من ١٥ عاما، واكتشافه للعديد من الوثائق، التى تؤكد بطولات جيش مصر فى تلك الحرب، ودعم الجيش المصرى لدول الحلفاء واعتراف العديد من هذه الدول بفضل الجيش المصرى، والذى تم تتويجه برفع علم مصر على النصب التذكارى للشهداء المصريين فى هذه الحرب.
وأشار "صبرى" إلى أنه زار المكتبات الوطنية فى إنجلترا وفرنسا، من أجل الوصول إلى حقائق مشاركة مصر بالحرب العالمية الأولى، وتوجه للأرشيف الوطنى الفرنسى والبريطانى وكانت وثائق سرية ورفع عنها الحظر وتوثق بطولات جيش مصر ووقوفه إلى جانب الحلفاء فى الحرب العالمية الأولى، بالإضافة إلى جامعة توتنهام، واطلع على مذكرات "السير وليم برونيات" المستشار المالى والقانونى، لمصر فى فترة الحرب العالمية الأولى، كما زار أيضا مقر الكومنويلث، وفوجئ بأن هناك شهداء مصريين تم دفنهم فى 5 دول أوروبية، شاركوا فى الحرب العالمية الأولى.
وأشار الدكتور صبرى إلى أنه توجه إلى القوات المسلحة وأعلمها بما لديه من وثائق وصور ومستندات، وكان له خير عون فى استرداد حقوق الشهداء، ورفع علم إلى جانب أعلام الحلفاء بعد عمل استمر لأكثر من ٥ سنوات بجهود قادة القوات المسلحة والملحقين العسكريين المصريين فى مختلف دول أوروبا.
سبب النصر
من جهته؛ قال اللواء أركان حرب محمد عبد الفتاح الكشكي؛ مساعد وزير الدفاع لشئون العلاقات الخارجية؛ أن هناك عمل كبير قد تم بين هيئة البحوث العسكرية والمخلصين لمصر؛ من ضمنهم الدكتور أشرف صبرى الباحث فى للتاريخ العسكري؛ لإثبات حقوق المصريين الذين شاركوا في الحرب العالمية الأولى؛ وقد سارعت القوات المسلحة بتشكيل لجان متخصصة للمعاونة والمساهمة في إثبات حقوق المصريين الذين شاركوا ف الحرب.
وأوضح أن المصريون استمروا في المشاركة في الحرب العالمية الأولى لمدة أربع سنوات؛ وقد استقبلت مصر حينها 18 جيش علي الأراضي المصرية؛ ووفرت لهم الخدمات الإدارية والطبية واللوجستية؛ وشاركت مصر بمليون إ 200 ألف مصري في الحرب العالمية الأولى.
وأكد مساعد وزير الدفاع لشئون العلاقات الخارجية؛ أن الجيش المصري شارك فى الحرب العالمية الأولى وكان سببا فى النصر؛ مؤكدا إن مصر بقواتها المسلحة لم تحارب، إلا من أجل السلام وقدمت الكثير من أجل الإنسانية وما زالت تضحى بأرواح أبنائها من أجل صد الإرهاب الأسود.