دير شبيجل : المطلب الفلسطيني يفضح عجز أوروبا عن الإتفاق بشأن ملفات السياسة الخارجية
رأت مجلة دير شبيجل الألمانية في موقف برلين بالامتناع عن التصويت على الطلب الفلسطيني المرفوع إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة دليلا على مدى تعقد ولائها على صعيد السياسة الخارجية ، كما يشير إلى عجز أوروبا عن التوصل إلى إتفاق بشأن ملف أساسي على الصعيد نفسه .
وذكرت المجلة - في تعليق أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة - أن القضية بالغة الحساسية لدى الدول الغربية أكثر من سواها ، مشيرة إلى حالة الانقسام بين تلك الدول إزاء المطلب الفلسطيني ؛ حيث أعلن ما يزيد عن 12 دولة
أوروبية دعمها للطلب الذي ترفضه أمريكا ، وهذه الدول هي النمسا والدنمارك والنرويج وفنلندا وفرنسا واليونان وأيسلندا وأيرلندا ولوكسمبورج ومالطة والبرتغال وأسبانيا وسويسرا ، فيما أظهرت جمهورية التشيك وهولندا ميلا إلى التصويت برفض الطلب ، بينما أظهرت بريطانيا إلى جانب ألمانيا ميلا إلى الامتناع عن التصويت .
وعزت المجلة صعوبة الموقف الألماني إلى كونها الحليف الأساسي سياسيا لكل من إسرائيل والولايات المتحدة ، معتبرة قرار برلين بالامتناع عن التصويت بمثابة تحايل على صعوبة موقفها وسط ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من تحولات معقدة لا تجد ألمانيا خيارا حيال هذه التحولات سوى التشبث بسياستها التقليدية والتضامن مع إسرائيل .
ونوهت المجلة أن هذا الموقف الألماني إنما يعكس تنوع مصالحها السياسية المتعلقة بالقضية ، ومنها دعم إسرائيل كجزء أساسي من رد الاعتبار على ممارسات ألمانيا التي أعقبت الحرب العالمية الثانية إزاء اليهود ، واستغلال هذه العلاقة كوسيلة لتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة ، حليف إسرائيل الأساسي ، بالإضافة إلى تعزيز مصالحها الاقتصادية بمنطقة الشرق الأوسط .
واعتبرت المجلة - في ختام تعليقها - دعم معظم الدول الأوروبية للمطلب الفلسطيني بمثابة إشارة على رغبة القارة العجوز في تعزيز رصيدها في عملية السلام بمنطقة الشرق الأوسط .