وثيقة دامغة عن تعاون بين "داعش" وطيران مجهول في نينوى
عمم تنظيم
"داعش"، أمراً مشدداً يمنع فيه عناصره من ضرب أي طائرة في أجواء محافظة نينوى
ومركزها الموصل، كبرى معاقله في شمال العراق، طبقا لوثيقة غامضة علقها على حائط مقر
ما يُسمى بـ"ديوان الجند".
وحصلت مراسلة "سبوتنيك" في العراق، اليوم
الثلاثاء، على صور للوثيقة من مصدر بوحدات حماية سهل نينوى عند تحرير بلدة بغديدا ذات
الغالبية المسيحية، التابعة لقضاء الحمدانية جنوب شرق الموصل.
وحسب الوثيقة الخاصة
بـ"ديوان الجند" الخاص بتجنيد العناصر لصفوف تنظيم "داعش" وتدريبهم
بمقر في أحد الأبنية ببغديدا، تحمل تعميماً للتنظيم نصها:
"يمنع منعا
ً باتاً ضرب أي طائرة في الجو مهما كان ارتفاعها حتى إذا نزلت الطائرة على أسطح المباني
وبأي سلاح كان".
وحمل التعميم صفة
شددها التنظيم في رأس الوثيقة، بإلزام التنفيذ على عناصره، بتوقيع من قيادي بالتنظيم
مدون أسمه في ذيل الورقة هو "أبو معاوية أداري اللواء. يُعلم أن الطيران المحلق
في أجواء نينوى، هو طيران التحالف الدولي ضد الإرهاب الذي اتُهم مرات عدة من قبل قادة
في الحشد الشعبي وسياسيين وجنود ومصادر بتنفيذ هبوط للمروحيات وإنزال مساعدات بالسلاح
والغذاء لتنظيم "داعش"، في الأنبار، وصلاح الدين في وقت سابق.
والمثير للغرابة
أن تنظيم "داعش" من المستحيل أن يكون منع عناصره من ضرب الطائرات تجنبا
ً لتضرر المدنيين الذين ينفذ بهم عمليات قتل وحشية يومية، ووقوع خسائر بشرية بين المنتمين
إليه الذين يرسلهم لتنفيذ عمليات انتحارية ويضحي بهم في جبهات القتال. وتعميم التنظيم،
لأمره هذا، فضح هبوط الطائرات التي لم يتم تحديد هويتها أو صلتها، فوق أسطح المباني،
رغم أن الأمر المتعارف عليه أن المروحيات تحلق لقصف أهداف نوعية لمقار وتجمعات وتحركات
عناصر وقادة "داعش" في نينوى وسهلها ومركزها الموصل ثاني أكبر مدن العراق
سكاناً بعد العاصمة بغداد. ويتضمن الأمر الموجه للعناصر الجدد من خلال تعليمات وقرارات
"داعش" الإرهابي، إشارة واضحة إلى وجود حماية غير مباشرة متبادلة بين الطيران،
والتنظيم.
وعثرت وحدات سهل نينوى على وثائق كثيرة وأغلبها مُتلفة لتنظيم "داعش"، بعد تحرير قضاء الحمدانية منه في سهل نينوى قرب الموصل التي تشهد معركة انطلقت منذ 17 أكتوبر الماضي لاقتلاع التنظيم منها بتقدم كبير للقوات العراقية.