بطرس غالي.. عميد الدبلوماسية والسلام
عرف بسياسته المحنكة، صاحب تاريخ طويل في العمل الدبلوماسي، أهله ليكون أول مصري وعربي يتقلد منصب الأمين العام للأمم المتحدة، حيث استمر في منصبه 5 أعوام، إنه الدكتور بطرس بطرس غالي.
ولد "غالي" في مثل هذا اليوم الموافق الرابع عشر من نوفمبر 1922، وتزوج من "ليا نادلر"، وهي ابنة لأسرة يهودية مصرية من الإسكندرية، تحولت زوجته إلى الديانة المسيحية على المذهب الكاثوليكي في شبابها".
وكان ينتمي لعائلة سياسية عريقة، فهو حفيد لبطرس نيروز غالي رئيس وزراء مصر في أوائل القرن العشرين الذي اغتاله إبراهيم الورداني، وهو أيضًا عم يوسف بطرس غالي الذي شغل منصب وزير المالية في عهد حسني مبارك.
درجاته العلمية
تخرج غالي من كلية الحقوق جامعة القاهرة، عام 1946، وحصل على الدكتوراة في القانون الدولي من فرنسا بعدها ثلاثة أعوام، ثم عمل أستاذًا للقانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة القاهرة في الفترة من عام 1949 وحتى عام 1977، وأسس مجلة السياسة الدولية الفصلية بجريدة الأهرام.
مناصبه
وكان "غالي" عضوا في مجلس الشعب في عام 1987، وعضوًا في أمانة الحزب الوطني الديمقراطي في عام 1980، وشغل بطرس غالي منصب وزير الدولة للشئون الخارجية في عهدي الرئيس الراحل محمد أنور السادات والرئيس الأسبق حسني مبارك، وكان نائبًا لرئيس الاشتراكية الدولية.
أصبح الدكتور بطرس بطرس غالي سادس أمينًا عامًا للأمم المتحدة في يناير 1992، حين تولى مهامه لفترة خمس سنوات، كما دعى في أول جلسة لمجلس الأمن تعقد في تاريخه على مستوى رؤساء الدول والحكومات إلى إعداد تحليل وتوصيات بشأن طرائق تعزيز قدرة الأمم المتحدة في ميادين الدبلوماسية الوقائية وصنع السلم وحفظ السلم، في فترة سادت فيها صراعات في رواندا والصومال وأنغولا ويوغوسلافيا السابقة، فيما لم تمتد رئاسته لفترة ثانية بسبب استخدام الولايات المتحدة لحق الفيتو بعد انتقادها له.
اتفاقية كامب ديفيد
لعب "غالي" دورًا فاعلا في الاتفاق المبرم بين مصر وإسرائيل، في اتفاقية كامب ديفيد للسلام التي وقعت في عام 1979، وكان برفقة الرئيس السادات في زيارته الشهيرة للكنيست الإسرائيلي، حيث كان يتولي منصب وزير الخارجية، الذي استمر فيه حتي عام 1991.
الجوائز والدرجات الفخرية
منح "غالي" العديد من الجوائز والدرجات الفخرية خلال مسيرته المهنية، منها دكتوراة في القانون من معهد الدولة والقانون التابع لأكاديمية العلوم الروسية بموسكو، ودكتوراه فخرية من معهد الدراسات السياسية بباريس في يناير 1992، كما منح جائزة كريستيان أ.هيرتر التذكارية المقدمة من مجلس الشؤون العالمية، ببوسطن في مارس 1993؛ وجائزة "رجل السلام" المقدمة من مؤسسة "المتآزرون من أجل السلام" التي يوجد مقرها بإيطاليا في العام نفسه.
وعلاوة على ذلك، منح عضوية فخرية في أكاديمية العلوم الطبيعية الروسية، بموسكو في إبريل 1994، إضافة إلي دكتوراة فخرية من جامعة كارلوس الثالث، بمدريد في العام نفسه؛ كما منح شهادة فخرية من كلية السلك الخارجي التابعة لجامعة جورج تاون، بواشنطن، كما منح دكتوراة فخرية في القانون الدولي من جامعة "حيفا" في فبراير 1995.
أفكاره السياسية
يحمل مشوار بطرس غالي الفكري العديد من الأطروحات السياسية، كان أبرزها الولايات المتحدة العربية، وهي فكرة طرحها الراحل، إبان وجوده في الوزارة في فترة حكم السادات، وقت الوحدة بين مصر وليبيا، حيث كان من أبرز ما عرض، وإنشاء عاصمة عربية تتوسط مصر وليبيا، ونشرت مجلة الهلال المصرية تفاصيل الأطروحة في أوائل السبعينيات من القرن الماضي.
وفاته
وبعد 94 عامًا من النشاط رحل "غالي"، في السادس عشر من فبراير الماضي، تاركا خلفه تاريخا طويلا من الإنجازات، بعد أن نجح في حفر اسمه بأحرف من ذهب، في سجل أبرز المناصب العالمية.