كاتب إسرائيلي يوجه رسالة نارية لـ"ترامب": السيسي هو من يستطيع إعادة قوة أمريكا عالميا
قال رئيس التحرير التنفيذي السابق لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية آموتز آسا إيل، إن التراجع الناتج عن دبلوماسية الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوشك أن ينتهي.
وأضاف الكاتب في مقال بموقع "ماركت ووتش" الأمريكي أن تعهدات الرئيس المنتخب دونالد ترامب بشأن قضايا أخرى في السياسة الخارجية، تتراوح من اتفاقات التجارة والتعريفات حتى المكسيك، ستكون أشبه بالكارثة إذا ما نفذت وأن من المأمول تجميدها، لكن مقولته "أصبحنا مادة للضحك في أنحاء العالم" صحيحة ومن المرجح أن تجري معالجتها.
وقال إن الوضع العالمي المتضائل لواشنطن واضح من أوكرانيا حتى الصين، لكن المكان الذي ظهر فيه هذا الإتجاه أول مرة ويمكن الآن عكسه هو الشرق الأوسط، وفي قلبه مصر.
ورأى الروس أن أمريكا أصبحت ضعيفة ويمكن انتهاك مواقعها الأمامية، وبالتالي فما بدأ بصفقة قيمتها 3.5 مليار دولار لإمداد مصر بأسلحة روسية سرعان ما أصبح التزاما روسيا ببناء أول محطة نووية في مصر، وأثارت سياسة التخلي عن العصا حالة تسيب دولية وخلقت فراغات جيوسياسية.
وتابع أن "فقدان خوف العالم ليس كارثة بالضرورة حتى إذا ساعد في تغذية القلق وتتويج ترامب رئيسا. فرغم ذلك تعتبر الفوضى سببا جيدا لاستعادة النظام الذي تقوده أمريكا بعدما تفكك. والمكان الذي يجب أن يبدأ منه ذلك الجهد هو مصر".
ويشهد اقتصاد مصر حالة فوضى مع وجود 26 في المئة من سكانها البالغ عددهم 90 مليون نسمة تحت خط الفقر وانهيار السياحة بسبب الإرهاب.
وبدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي بخفض جريء لدعم الوقود ثم مضى قدما لتوسيع قناة السويس، واطلاق خطة طموحة للإسكان ذي الأسعار المعقولة تتكلف 40 مليار دولار.
ولم يكن ذلك كافيا. فاحتياطي العملات الأجنبية يصل بشق الأنفس إلى نصف مستواه عشية الإطاحة بحسني مبارك، ويتجاوز التضخم 14 في المئة، وتبلغ البطالة 12.7 في المئة، وعجز الميزانية يعادل تقريبا عشر الناتج المحلي الاجمالي، والنقص المفاجيء في السلع الأساسية أصبح متكررا مثلما حدث للتو مع السكر.
ويؤكد كل ذلك تحول مصر من سلة خبز عالمية إلى أكبر مستورد للحبوب في العالم، وهو فشل مذهل في السياسات أثاره فشل اصلاحات الأراضي في القرن الماضي، وفشل حالي في التحول إلى التصنيع.
ولقي تعويم الجنيه الأسبوع الماضي إشادة ومهد طريق الحكومة للحصول على قرض بقيمة 12 مليار دولار من صندوق النقد الدولي. لكن هذه الأدوية تعالج الأعراض لاقتصاد يحتاج بشدة إلى عملية جراحية.
وهذه هي النقطة التي يمكن لأمريكا بقيادة ترامب أن تتدخل فيها، يمكن لأمريكا أن توازن روح المغامرة العسكرية الروسية باعادة هندسة الاقتصاد المصري.
يمكن للولايات المتحدة أن تقود تنمية زراعية ذات تمويل خاص على امتداد النيل، وتنمية صناعية خارج المدن المصرية، وثورة تعليمية في تلك المدن.
ويمكن للولايات المتحدة أن تساعد مصر على مضاعفة انتاجها الزراعي مثلما فعلت الثورة الخضراء في الهند في الستينات. ويمكن أن تساعد على نشر مئات مصانع كثيفة العمالة في مصر مما يخلق للبلاد الوظائف التي تفتقر إليها، وأن تساعد في تقليص القطاع العام المتضخم. ويمكن للولايات المتحدة أن تساعد في بناء مستشفيات جديدة وجامعات ومدارس فنية تفتقدها مصر بشدة ولن يقدمها أصدقاؤها الجدد الروس.
وستساعد مصر التي يعاد تأهيلها اقتصاديا على استعادة الاستقرار في الشرق الأوسط وستستعيد أمريكا التي تعيد تركيز دبلوماسيتها احترامها وتعود لقيادة العالم.