الحداد وأكسيوم: توطين الاتصالات نجح في المبيعات وأخفق في الصيانة

السعودية

السعودية - أرشيفية
السعودية - أرشيفية


طالب مستثمرون كبار في قطاع الاتصالات بإعادة النظر فى توطين أقسام الصيانة فى الشركات، أو تأجيله من سنة إلى سنتين، حتى تستطيع الشركات التأقلم مع الأوضاع الجديدة، محذرين من خروج 40% من المستثمرين الصغار أو تغير نشاطهم.

وحذَّر رئيس مجلس إدارة شركة الحداد للاتصالات، المهندس بشير الحداد، من أن 40% على الأقل من المستثمرين من القطاع خرجوا أو غيّروا نشاطهم، بسبب عدم القدرة على مواكبة طلبات الصيانة على الأجهزة، نتيجة عدم وجود أيدٍ عاملة وطنية مؤهلة في مجال إصلاح وصيانة الجوالات، مطالبًا وزارة العمل والتنمية في إعادة النظر في توطين أقسام الصيانة بالشركات بنسبة 100%، أو تطبيق التوطين تدريجيًا على أقسام الصيانة فى مدة لا تقل عن السنة أو السنتين، حتى تستطيع الشركات إيجاد حلول حقيقية لضعف إنتاجية أقسام الصيانة.

واعترف الحداد قائلًا: عدد الأجهزة المتأخرة لدى الشركة فى قسم الصيانة منذ بداية التوطين، بلغ 4500 جهاز، وهو أمر غير مسبوق لنا، لافتًا إلى أن عدد الأجهزة المتأخرة في أقسام الصيانة خلال الفترة التي سبقت التوطين لا تتجاوز 50 جهازًا، ويكون التأخير فيها بسبب تأخُّر وصول قطعة غيار من المورد الخارجي.

 وأضاف: إن إنتاجية فني الصيانة السعودي لا تتجاوز جهازا أو جهازين في اليوم، وإنتاجية فنى الصيانة الوافد المتخصص بين 10-15 جهازًا فى اليوم، وهو ما يؤكد صعوبة تحويل شخص حصل على دورة صيانة لمدة شهر أو شهرين إلى متخصص محترف؛ لأن فنى الصيانة المتخصص يفترض أن يكون خريج هندسة إلكترونيات ويملك خبرة سنوات، حتى يستطيع مواكبة التعامل مع أجهزة الجوالات، التي تتجه صناعتها إلى الاعتماد أكثر على التقنية الحديثة والمعقدة. وأكد بقوله: لا مشكلة فى توطين أقسام المبيعات، رغم عدم الالتزام والانضباط من بعض أبنائنا، لكنها مشكلة يمكن التغلب عليها مع الوقت.

أما المدير العامل لشركة أكسيوم تليكوم في السعودية، جمال البقمي، التي تشير الإحصائيات أنها تمتلك 50% من مبيعات سوق الجوالات فى المملكة، فيرى أنه رغم تأثر الصيانة بشكل أكبر من المبيعات عند بداية التوطين بسبب تراجع سرعة إنجاز العاملين فى الصيانة خاصة مع الأجهزة المعقدة مثل آبل وسامسونج ونتيجة قلة عدد الفنيين المهرة، فإن الموضوع مرهون بالوقت وإعطاء الفرصة الكافية للكوادر المحلية، كي تتمكن من اكتساب الكفاءات والمهارات اللازمة. وأضاف: رغم أهمية قرار التوطين، إلا أننا نعتقد أن مثل هذا القرار كان بحاجة للمزيد من الوقت لكي يتم تطبيقه بشكل كامل، حيث يتم على مراحل تمتد لسنتين، دون أن يؤدي إلى تأثير على مستوى خدمة العملاء وسرعة استجابة الشركات. 

وهذا أيضًا ما أشار إليه تقرير «سامسونج» الحديث الذي أرسل من الغرف التجارية إلى وزارة العمل، وأوصى أن يتمتع عامل الصيانة بخبرة سنتين على الأقل ليعمل في مجاله. وتابع: لا نتوقع أي زيادة في الأسعار في الوقت الراهن؛ لأن وضع السوق لا يتحمل أي زيادة حالية، ويمكن استيعاب زيادة تكاليف التشغيل، التي بلغت نسبتها 15%، من خلال وضع خطط مبتكرة ومناسبة.

وقلّل البقمي من مسألة خروج عدد من الشركات الصغيرة من السوق، بسبب عدم قدرتهم على مواكبة الارتفاع في التكاليف التشغيلية، مؤكدًا أنه أمر يحدث في مختلف الظروف، حيث إنه بالمقابل هناك شركات جديدة دخلت السوق أيضًا، أما بالنسبة للموزعين فقد حافظت «أكسيوم» وباقي الموزعين على نسبهم ومكانتهم، دون تأثر ملحوظ.

وفى سياق متصل، اتفق رئيس لجنة الاتصالات وتقنية المعلومات بغرفة جدة، المهندس وهيب غسان، أن تأثير التوطين واضح في أقسام الصيانة بشركات الجوالات، ويمكن ملاحظته بسهولة مع تأخُّر تسليم الأجهزة لفترات تصل إلى أسبوع، بعد أن كانت في السابق لا يتأخر موعد التسليم عن يوم أو يومين، كما أن هناك 20% على الاقل من المستثمرين لا يستطيعون التأقلم مع الأوضاع الجديدة للقطاع فخرجوا أو غيّروا نشاطهم.