خبير أمريكى : "سيناريو مرعب" ينتظر الشرق الأوسط !
توقع خبير السياسة الخارجية الأميركية، بيري كاماك، أن تقدم واشنطن على خطوات مرعبة في تعاملها مع قضايا الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن وجود الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في البيت الأبيض سيؤدي إلى توتر مع السعودية وتلطيف الأجواء مع الرئيس السوري بشار الأسد.
مع الفوز الصادم لترامب وتبوئه منصب الرئيس سَرَتْ قشعريرة خوف في أوصال مؤسسة السياسة الخارجية الأميركية
وقال كاماك، وهو خبير في معهد كارينغي لدراسات الشرق الأوسط، في تقدير موقف نُشر أمس الجمعة إنه «مع الفوز الصادم لدونالد ترامب وتبوئه منصب الرئيس الـ45 للولايات المتحدة، سَرَتْ قشعريرة خوف في أوصال مؤسسة السياسة الخارجية الأميركية حيال مستقبل العديد من مناطق العالم العربي»، مضيفًا: «هذا كان أمرًا متوقعًا. ففي خضم الحملة الانتخابية الطويلة التي بدت وكأنها لا تنتهي، أدلى ترامب بتصريحات مرعبة حول الشرق الأوسط، تمامًا كما فعل في مروحة كبيرة من القضايا الأخرى».
وشبه كاماك تصريحات ترامب بحلقة من الحلقات لمشعوذ في تلفزيون الواقع، مشيرًا إلى أنها «لا تتضمن ملمحًا يُعتد به في قرارات ترامب المقبلة في السياسة الخارجية».
وأضاف: «الواقع أن الحملة الانتخابية لهذا الأخير تمحورت في معظمها حول لعب دور الذكر المُهيمن، وإبداء الازدراء والاحتقار للخبرة والمعرفة، والفهم العجيب والغريب لروح الثقافة الأميركية العصرية. لم يظهر في هذه التصريحات أي أثر لمستشارين في السياسة الخارجية، أو على الأقل لا أحد ممن قد تحظى نصائحهم ببعض الاعتبار. كما لم يظهر للعيان أي برنامج محدد، عدا التركيز على الحاجة إلى إعادة التفاوض حول الاتفاقات التجارية، وتعزيز وتوسيع القوات المسلحة الأميركية، وإلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الإسلامية».
وتساءل كاماك: «ماذا إذا؟ ماذا يمكن أن نعرف عن الشكل الذي سترتديه سياسة ترامب إزاء الشرق الأوسط؟»، والجواب في تقديره «قد يكون مرعبًا قليلاً، وهو يوضح إلى حد ما أسباب الذعر العميق الذي ينتاب معظم خبراء السياسة الخارجية».
وتتبع كاماك السيناريوهات المحتملة لأزمات الشرق الأوسط في وجود ترامب، فقال إن «انتصار ترامب سينزل بردًا وسلامًا على قلب بشار الأسد، الذي تقع على كاهله مسؤولية قتل مئات الآلاف من السوريين وتشريد الملايين». ثم إن نصر ترامب «سيوفّر فرصًا طيبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع ملاحظة أن قدرة موسكو على ترجمة وجودها في سورية إلى نفوذ إقليمي أوسع تبدو محدودة.
وأضاف: «الرئيس المنتخب سيكتشف قريبًا أن الكلام عن مسح تنظيم الدولة الإسلامية عن وجه الأرض عسكريًا أمر، والفعل أمر مختلف تمامًا. فالشيطان نفسه قد يمتنع عن الانغماس في مِرْجَل التوترات الطائفية والتنافسات الإقليمية في الشرق الأوسط».
ورجح خبير معهد كارينغي أن يشهد عهد ترامب الرئاسي أيضًا إعادة تنشيط علاقات واشنطن المتعثّرة مع حلفائها التقليديين كإسرائيل والسعودية. و «قد يحرز ترامب هنا بعض النجاحات على المدى القصير، عبر عقد اجتماعات مع كبار المسؤولين السعوديين والإسرائيليين في أوائل العام 2017، لكن مع استمرار أميركا في فك ارتباطها في الشرق الأوسط،، ومع تكشُّف مفاجآت ترامب، سيشوب التوتر في غالب الظن هذه العلاقات أيضًا، ولاسيما علاقة أميركا مع الرياض، خاصة عندما تتضح معالم المقاربة التي سينتهجها ترامب تجاه سورية».