مجزرة "خان يونس".. يوم امتزجت فيه الدماء المصرية مع الفلسطينية
تحل اليوم الذكرى الـ60 على أبشع مجزرة ضد الإنسانية ارتكبها العدو الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني الأعزل، والجيش المصري، وراح ضحيتها أكثر من 1000 شهيد على مدار تسعة أيام متواصلة، إنها مجزرة "خان يونس" التي ارتكبتها قوات الجيش الإسرائيلي المحتل عام 1956، خلال العدوان الثلاثي على مصر، بدأت من مخيم اللاجئين في مدينة خان يوسف، وشملت غزة، وامتدت حتى حدود بلدة بني سهيلا.
كانت الأحداث قد أخذت منحى تصادمي بين مصر من جهة وبريطانيا وفرنسا، بعد أن قام الرئيس جمال عد الناصر بتأميم قناة السويس، وتقديمه الدعم الكامل والشامل للثورة الجزائرية، فبدأت التعبئة الإعلامية عبر وسائل الإعلام وانضمت إسرائيل إلى بريطانيا وفرنسا في العدوان الثلاثي، كما تزايدت العمليات الفدائية الفلسطينية ضد إسرائيل عبر غزة بمساعدة مصر كل هذه العوامل مهدت لما يسمى بالعدوان الثلاثي على مصر وقطاع غزة الذي بدأ في نهاية شهر أكتوبر.
مع بداية شهر نوفمبر بدأ اجتياح الأراضي المصرية عبر مدينة بور سعيد والإنزال الجوي وقصف الأساطيل لمنطقة قناة السويس، تزامنًا مع اجتياح آخر من قبل الجيش الإسرائيلي لشبه جزيرة سيناء بالإضافة إلى قطاع غزة، وبدأ الجيش الإسرائيلي الهجوم على كامل قطاع غزة برا وبحرا وجوا مع توغل في أراضي القطاع عبر عدة محاور لاستكشاف قدرة القوة العسكرية ومراكز تواجدها على أراضي القطاع، وكانت أشد المواجهات في خان يونس باعتبار أن القيادة العسكرية للقوات الفلسطينية المصرية بقيادة الفريق أول يوسف العجرودي الذي أصبح فيما بعد الحاكم العام لقطاع غزة.
بدأت مجزرة خان يونس مع شروق شمس صباح الثالث من نوفمبر 1956، عندما بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي تنادي بمكبرات صوتية من على مركبات الاحتلال العسكرية وطائراتهم الحربية، بضرورة خروج جميع الشبان والرجال من سن 16 عاماً وحتى سن الخمسين، وقامت باقتيادهم إلى الجدران، ثُم أطلقت عليهم النيران دفعة واحدة من أسلحة رشاشة سقط على إثرها مئات القتلى في يوم واحد.
واصلت قوات العدو الإسرائيلي المحتل، مجازرها بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، في مخيمات خان يونس، حتى يوم الثاني عشر من شهر نوفمبر 1956، وأسفرت مجازرها عن وقوع المئات من القتلى والجرحى من الفلسطينيين، وقوات الجيش المصري التي كانت تدافع عن المدينة في ذلك الوقت.
وفي 12 نوفمبر 1956 بدأت مجزرة خان يونس التي وصل عدد شهداءها لأكثر من 500 شهيد في يوم واحد، وبعد أن تمكنت القوات الإسرائيلية من المدينة وانتهاء المعركة قام اليهود بدخول المنازل وأخذوا الشباب وقتلوهم، وفي اليوم التاسع للمجزرة الأولى، نفذت وحدة من الجيش الإسرائيلي مجزرة وحشية أخرى راح ضحيتها نحو 275 شهيدا آخرين من المدنيين في نفس المخيم، كما قتل أكثر من مائة فلسطيني آخر من سكان مخيم رفح للاجئين في نفس اليوم، وقد امتدت هذه المذبحة حتى حدود بلدة بني سهيلا.
بلغ عدد شهداء مجزرة خان يونس، ضعف عدد شهداء مجزرة دير ياسين، وعشرة أضعاف مجزرة كفر قاسم، ورغم بشاعة المجزرة ودمويتها فلم يتم تقديم مرتكبي هذه المجزرة إلى المحاكم الدولية لمحاكمتهم ومعاقبتهم على جرائم الحرب التي ارتكبوها بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، والقوات المصرية التي كانت موجودة هناك.