قادة الاحتجاجات على فوز ترامب بالرئاسة يستعدون لمعركة طويلة
اتسمت المظاهرات
التي خرجت في مدن أمريكية كبرى احتجاجاً على وصول رجل الأعمال الجمهوري دونالد ترامب
للبيت الأبيض بالارتجالية، إذ نظمها على عجل شبان أمريكيون من خلفيات وأجندات مختلفة.
لكن بالنظر إلى
بقاء ترامب لأربع سنوات في السلطة، وسيطرة حزبه على مجلسي الكونجرس، يبدأ النشطاء في
الاستعداد لحركة احتجاجية يأملون أن تكون هي الأطول في الولايات المتحدة منذ حركة
"احتلوا وول ستريت".
ومن المقرر خروج
مسيرات اليوم السبت في نيويورك ولوس أنجليس، كما سينظم احتجاج في واشنطن يوم 20 يناير(
كانون الثاني)، عندما يخلف ترامب الرئيس باراك أوباما، وقال نشطاء في سلسلة مقابلات
إن هذه الاحتجاجات ستكون مجرد بداية.
وقال أحد قادة
الحقوق المدنية في نيويورك آل شاربتون: "إن المحتجين المناهضين لترامب يجب أن
يحذوا حذو الجمهوريين في معارضاتهم لسياسات أوباما".
وأضاف أن مناهضة
الجمهوريين لأوباما بدأت بداية طبيعية، وتطورت فيما بعد إلى حركة حزب الشاي، وأدت في
نهاية المطاف إلى انتخاب ترامب.
وتابع: "لن
نكون كريهين مثلهم، لكننا سنكون على نفس القدر من الإصرار، لن ينتهي هذا".
واندلعت مظاهرات
كبيرة الأسبوع الماضي في نحو 12 مدينة أمريكية كبيرة، من بينها بوسطن وسان فرانسيسكو
وبالتيمور، وتحولت احتجاجات في بورتلاند بولاية أوريجون وبيركلي في كاليفورنيا إلى
العنف، إذ أضرم المحتجون النار واشتبكوا مع الشرطة.
وفي بادئ الأمر
وصف ترامب المحتجين على تويتر بأنهم "محتجون محترفون يحرضهم الإعلام"، لكنه
عدل لهجته فيما بعد وقال إنه معجب بتحمسهم.
احتجاجات ومظاهرات
وقال "تي
جيه ويلز" الذي تطوع للعمل في الحملة الانتخابية الفاشلة للمرشحة الديمقراطية
هيلاري كلينتون، إن قراره تنظيم احتجاج ليل الخميس عند فندق ترامب الدولي بواشنطن قرب
البيت الأبيض كان عفوياً.
وأضاف ويلز
(27 عاماً)، يعيش في ضاحية واشنطن في مدينة بيثيسدا بولاية ماريلاند ويعمل في مجال
الموارد البشرية: "أخبرت عدداً قليلاً من الأصدقاء فحسب، وفي غضون ساعات قليلة
انضم المئات".
وأشار إلى أنه
يأمل أن يصبح الاحتجاج هو الأول ضمن مظاهرات كثيرة مماثلة.
وقال: "بدءاً
بيوم التنصيب وحتى خروجه من السلطة، علينا أن نتأكد أنه إذا كان هناك ما سيقره ولا
توافق عليه أغلبية الأمريكيين الذين صوتوا لهيلاري كلينتون، فإننا سنكون فاعلين بهذا
الشأن".
وصوت نحو 59.5
مليون أمريكي لترامب، أي أقل من عدد الأصوات التي حصلت عليها كلينتون وهو 59.7 مليون
صوت، لكن أداء ترامب القوي في ولايات متأرجحة كولاية ميشيجان منحه نصراً حاسماً في
المجمع الانتخابي الذي يختار الرئيس في نهاية المطاف.
وأشار معارضون
إلى سجل ترامب بوصفه زعيم حركة "بيرثر" التي ادعت أن أوباما لم يولد في الولايات
المتحدة، كما أشاروا إلى وعوده بترحيل المهاجرين الذين يعيشون في البلاد دون وثائق
رسمية ويقدر عددهم بنحو 11 مليون شخص.
وقال أحد منظمي
الاحتجاجات والتر سمولاريك: " إن أعضاء تحالف (أنسر) وهي جماعة احتجاجية أمريكية
واسعة النطاق، شاركوا في مظاهرات الأسبوع الماضي، ويستهدفون جذب عشرات الآلاف إلى مسيرة
مناهضة لترامب يوم التنصيب".
وأضاف: "سيتصدى
الشعب لأجندة ترامب منذ اليوم الأول"، وأوضح أن الجماعة تعتزم مواصلة التظاهر
طوال فترة ترامب الرئاسية التي تمتد 4 سنوات.
ويتحدث ترامب منذ
فوزه يوم الثلاثاء الماضي بنبرة أكثر اعتدالاً، مقارنة بتصريحاته أثناء الحملة الانتخابية
الأمر الذي جعل بعض نشطاء الحقوق المدنية ينتظرون ليروا ما سيفعله ترامب قبل الانضمام
إلى الاحتجاجات.
وقال المدير التنفيذي
القومي لرابطة مواطني أمريكا اللاتينية المتحدة برنت ويلكز: "لا أعتقد أن ترامب
يستجيب جيداً للاحتجاجات".
وأضاف أنه مستعد
للانتظار حتى يرى هل ستصبح تصرفات ترامب أكثر اعتدالاً مما كانت عليه أثناء الحملة
الانتخابية، وقال إنه إذا لم يحدث ذلك فإننا سنكون هناك في الشوارع.