خبراء يكشفون الأسباب الخفية وراء توقيت زيارة ولي عهد أبو ظبي للقاهرة

تقارير وحوارات

الرئيس السيسي وولى
الرئيس السيسي وولى عهد أبو ظبي



تباينت آراء بعض الخبراء حول سر الزيارة السريعة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة، فمنهم من رأى أنها جاءت للصلح بين مصر والسعودية وآخرون أكدوا أنها جاءت لمتابعة الاستثمار في مصر بعد تحديد سعر الصرف.

وغادر مطار القاهرة الدولي، اليوم الخميس، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة، عقب زيارة سريعة لمصر استغرقت 5 ساعات، التقي خلالها الرئيس عبد الفتاح  السيسي، حيث بحثا سبل دعم التعاون المشترك بين البلدين.

وأكَّد الرئيس السيسي - خلال اللقاء - خصوصية العلاقات المصرية الإماراتية، معربًا عن اعتزاز مصر بما يربطها بالإمارات بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة من روابط الأخوة وتعاون وثيقة تُمثل نموذجًا للتعاون الاستراتيجي بين الدول العربية، حسب قوله.



وجاءت الزيارة  في ظل التوترات القائمة التي شهدتها العلاقات المصرية السعودية مؤخرًا، عقب إعلان شركة "أرامكو" للنفط، توقفها عن توريد شحنات البترول المقرر إرسالها لمصر، وذلك لحين إشعار آخر، ما دفع القاهرة إلى ضرورة البحث عن بدائل أخرى لتوفير احتياجاتها من المنتجات البترولية. 

وأثارت الزيارة المفاجئة تساؤلًا حول إمكانية وجود وساطة إماراتية بين القاهرة والرياض، بهدف إزالة التوترات الناشبة في العلاقات الثنائية بين البلدين وعودة الأمور إلى نصبها من جديد.


همزة وصل لإنهاء الأزمة "المصرية- السعودية"

وفي سياق ماسبق قالت الدكتورة نهى بكر، أستاذ العلاقات الدولية، إن زيارة ولي عهد أبو ظبي لمصر جاءت بعدما أدركت الإمارات خطورة الوضع المتأزم بين مصر والسعودية، وبالتالي تحاول إحداث انفراجة في هذه الأزمة.

وأوضحت "بكر"، في تصريحات لـ"الفجر"، أن المشكلة في العلاقات"المصرية السعودية"، أنها ليست قائمة على أسس مؤسسية وليست هناك رؤية واضحة بما يريده الجانب السعودي من مصر، ولا يوجد نقاش عام بين الجانبين (المصري- والسعودي)، حول الوضع العربي العام ، لذا حاولت الإمارات التدخل لتكون همزة وصل، قبل تصاعد الأزمات في المنطقة ويدفع ثمنها الجميع، خاصة أن الموقف العربي المعقد لا يحتمل أزمة جديدة بين مصر والسعودية.

وترى "بكر"، أن دولة الإمارات تلعب دورًا إيجابيًا في ترطيب الأجواء بين مصر والسعودية من أجل المصلحة السياسية، وذلك لإطلاع الإمارات ببعده الإيجابي مع مصالحها وتوجهها في مواجهة التطرف بكل اشكاله.


متابعة الاستثمار

فيما رأى الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، إن زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اليوم لمصر جاءت بشكل سريع، لأنها تحمل رسالة  للرئيس عبد الفتاح السيسي،  خاصة بالشأن "المصري السعودي"، ليقوم بدور الوسيط بينهما من أجل ايجاد حل للخلاف القائم بينهم في الآونة الأخيرة إثر امتناع شركة "أرامكو"، بتمديد مصر بالبترول كما كان متفق عليه.

وأضاف"اللاوندي"، في تصريحات لـ"الفجر"، أن الإمارات لعبت هذا الدور حرصًا منها على عدم وجود نزاعات جديدة في المنطقة، خاصة بعد استعداد إيران بامتداد مصر بالبترول.

وأشار اللاوندي"، إلى أن من المتوقع أيضا أن تحمل الزيارة تعزير العلاقات بين الإمارات ومصر، ومتابعة الاستثمار في مصر، خاصة بعد تحديد سعر الصرف في مصر.