بين ترامب وإيران.. نار الملف النووي تعود للمشهد من جديد
عاد الاتفاق النووي الإيراني من جديد، ليملأ المشهد السياسي، بعد فوز المرشح الرئاسي دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة، وهو ما سبب إزعاجا كبيرا لإيران، مما أثار ردود أفعال قوية، خوفا من الانقلاب على الاتفاق، على خلفية تصريحات ترامب العدائية التي برزت منذ ترشحه للرئاسة.
جواد ظريف يحذر
حيث جاءت تصريحات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مدوية، ومعلنة عن موقفها الذي تصفه بأنه لا يتزحزح قيد أنملة، مطالبا جميع الأطراف بالالتزام بالاتفاق النووي الدولي، الذي أبرم العام الماضي، مؤكدا الالتزام بهذا الاتفاق، محذرا بأنه سيكون لديهم خيارات إذا تم الإخلال بالاتفاق.
ترامب وعدائه للملف النووي
وكان لترامب بعض المواقف السابقة التي جاءت اثر ترشحه في الانتخابات الأمريكية، والتي توج بها رئيسا للولايات المتحدة، من بينها تصريحاته التي كانت تجسد عدائه الواضح للاتفاق النووي الإيراني، حيث أكد معارضته للاتفاق، كما وصفه بأنه كارثة، وأسوأ اتفاق جرى التفاوض بشأنه على الإطلاق خلال حملته وقال إنه قد يقود إلى "محرقة نووية.
وفي خطاب ألقاه في مارس الماضي، أمام لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية "إيباك" أعلن أن أولويته الأولى، ستكون تفكيك الاتفاق الكارثي مع إيران، مؤكدا ائنذاك أنه سيتفاوض على اتفاق أفضل يشمل قيودا أطول.
تساؤلات
وفي سياق ما تقدم تبرز العديد من التساؤلات، حيث يتساءل البعض عن مصير الاتفاق النووي بعد تقلد ترامب رئاسة الولايات المتحدة؟ وهل بالفعل سيتم الانقلاب على الاتفاق النووي؟
من الصعب تغيير الاتفاق النووي
من جانبه أكد هشام عبد الفتاح الباحث بشئون الخليج وإيران و المدير السابق لوكالة أنباء فارس الإيرانية بالقاهرة، إن الاتفاق النووي الإيراني يعد من الاتفاقات الهامة جدا لإيران، موضحا أنه من الصعب جدا أن يكون هناك انقلابا كبيرا من قبل دونالد ترامب على هذا الاتفاق، برغم تصريحاته العدائية.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الملف النووي تحكمه العديد من المحددات المتواجدة في المنطقة، حيث يرتبط بالمصلحة القوية التي تتزعمها الولايات المتحدة في كلا من مناطق الصراع العربي، لا سيما سوريا والعراق، وهو ما ينعكس على الاتفاق النووي.
ولفت عبد الفتاح، أن تصريحات ترامب التي جاءت ضد الملف النووي الإيراني، ما هي إلا تصريحات من قبيل الدعايا الانتخابية، قائلا أن جميع تصريحاته ستتغير بالتأكيد بعد ما أصبح رئيسا فعليا للولايات المتحدة.
ليس في مقدور ترامب
فيما أكد الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، أنه من الصعب جدا أن يتم إلغاء الاتفاق النووي، من قبل دونالد ترامب، كما كان يؤكد في تصريحاته قبل فوزه بالرئاسة، موضحا أن هذا الاتفاق النووي يخضع لأطراف عديدة وليست الولايات المتحدة فقط.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الاتفاق النووي الإيراني، تم مع أطراف عدة وهي دول 5+1 ، التي اتفقت مع إيران على السماح بامتلاكها السلاح النووي في إطار السلمية، وبالتالي فإنه من الصعب جدا أن يتم الانقلاب على هذا الاتفاق الكبير.