فوز "ترامب" يغير خريطة المنطقة.. تنبؤات بزوال السعودية وتوسع الاستيطان الإسرائيلي في فلسطين
اعتاد العالم على تغيير خريطة الدول العربية بعد فوز الجمهوريين بانتخابات الرئاسة الأمريكية، ففي عهد رونالد ريغان فرض حصار على ليبيا واعتبرها من قوى الشر وأمر بالمناوشات الجوية البحرية مع ليبيا في خليج سرت، ثم عملية قصف طرابلس وبنغازي عام 1986، ودخل ريغان في لبنان وغادرها تحت النيران بعد تدمير السفارة الأميركية وثكنات مشاة البحرية.
أما جورج بوش "الأب والابن"، دخلا في صراع مع العراق، حين غزا صدام حسين الرئيس العراقي الكويت في أوائل التسعينات أعلن بوش الأب أنه سيحرر الكويت وهكذا بدأت حرب الخليج التي فاز بها بسرعة في تحالف عالمي بقيادتين أمريكية وسعودية.
أما بوش الابن وصف العراق بأنها جزء من محور الشر المتحالف مع الإرهابيين و التي تشكل "خطرًا كبيرًا و متزايد" لمصالح الولايات المتحدة من خلال الاستحواذ على أسلحة الدمار الشامل و دعا الامم المتحدة للتدخل عسكرياً للتخلص من الاسلحة.
تغيير في خريطة الدول العربية
فتاريخ الجمهوريين مع العرب، أحدث تغيرًا في الخريطة العربية بلا شك، وأراء دونالد ترامب الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية والوضع الحالي الذي تشهده الساعات الأولى تؤكد أن خريطة الدول العربية ستشهد تغييرًا في عهد "ترامب".
تنبؤات بزوال السعودية
ولم يتوقف ترامب منذ بدء حملته الانتخابية عن إطلاق التهديدات والتلويح بمعاقبة الدول العربية وخاصة الخليجية في حال عدم تطبيق تلك الدول لما تمليه أمريكا من قرارات تخدم سياستها في المنطقة في العديد من الملفات.
ولجأ ترامب خلال أحد اللقاءات الصحفية إلى تهديد السعودية ودول خليجية بالعقوبات المالية في حال عدم إرسالهم قوات برية لمقاتلة تنظيم "داعش" في سوريا، إضافة إلى تنبؤه بزوال السعودية في حال تخلي أمريكا عن دعمها.
تقوية دولة العراق
ويبدو أن "ترامب"، من الداعمين لدولة العراق فسبق له أن انتقد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، معتبرًا أنه ساهم في حالة عدم الاستقرار والفوضى في الشرق الأوسط كما تحسر لرحيل صدام حسين عن السلطة، مشيرًا إلى وجود رابط بين سقوطه وتقوية أعمال الإرهاب في العراق، كما إنتقد سياسة "أوباما" تجاه العراق، وهو ما يؤكد أن "ترامب" سيحافظ على استقلالية العراق ويقويها.
إحتواء الأزمة السورية
ويبدو أن "ترامب" سيعمل على احتواء الأزمة السورية وحلها لصالح الشعب السوري وليس الرئيس بشار الأسد، حيث سبق أن هاجم باراك أوباما بشأن موقفه في سوريا، وتعهد بإعادة كل اللاجئين السوريين الذين استقبلتهم الولايات المتحدة في حال انتخابه رئيسا للبلاد.
توسع الاستيطان في فلسطين
ويبدو أيضًا أن فلسطين ستشهد توسعًا في الاستيطان الإسرائيلي على يد "ترامب"، وذلك يتضح من خلال مسارعة من أعضاء الكنيست الإسرائيلي المحسوبين على معسكر اليمين للاحتفال بفوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية اليوم الأربعاء، معتبرين هذا الفوز بدء مرحلة سياسية جديدة بعد طي مرحلة أوباما والديمقراطيين، ودعوا نتانياهو وحكومته إلى الإعلان الفوري عن بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية.
وبحسب ما نشرت المواقع العبرية فقد بادر عدد من الوزراء في حكومة نتانياهو على مباركة فوز ترامب دون الدخول في تفاصيل مختلفة.
وقال الوزير تساحي هنيغبي إن الحكومة الإسرائيلية تنظر إعلان النتائج النهائية للانتخابات كي تعلن عن موقفها، ومع ذلك فقد بارك للرئيس الجديد ترامب مشيراً بأن هذا الفوز يفتح المجال لتنفيذ المواقف التي يتبناها الكونغرس الأمريكي والحزب الجمهوري اتجاة مدينة القدس.
وأضاف أن إسرائيل تنتظر من الرئيس الجديد ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس، في حين أكد الوزير إسرائيل كاتس على استمرار العلاقات الوثيقة والمتينة مع أمريكا بعد مباركته فوز ترامب، مؤكداً أن إسرائيل لم تتدخل في الانتخابات الأمريكية.
وأشارت هذه المواقع إلى أن أعضاء الكنيست من اليمين كانوا أكثر وضوحاً في التعبير عن مواقفهم اتجاة فوز ترامب، وعبروا عن الفرح الشديد بهذا الفوز معتبرين ذلك بدء مرحلة سياسية جديدة بعودة الحزب الجمهوري للرئاسة.
وقال عضو الكنيست بتسلال سموتريش إنه حان الوقت كي نلقي بحل الدولتين الخطير في مزبلة التاريخ، داعياً نتانياهو والحكومة الإسرائيلية إلى الإعلان اليوم وليس غداً عن بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في مستوطنات الضفة، وبنفس الوقت بناء مستوطنات جديدة ومدن جديدة في الضفة للمستوطنين.
وبدوره قال وزير التعليم الإسرائيلي زعيم حزب "البيت اليهودي" نفتالي بنيت إن انتخاب دونالد ترامب فرصة حقيقية للتنصل من فكرة إقامة دولة فلسطينية، "أبارك لترامب فوزه بالرئاسة الأمريكية"، معتبراً أن ذلك سوف يؤدي إلى تقوية العلاقات المتينة بين إسرائيل والولايات المتحدة.
وكان من بين المهنئين بهذا الفوز أعضاء الكنيست يهودا جيليك وموتي يوجف وميكي زوهر الذين عبروا عن فرحتهم الشديدة بفوز ترامب، معتبرين ذلك يصب في مصلحة إسرائيل السياسية والتخلص من إدارة الرئيس باراك أوباما، التي وصفوها بالوقوف ضد الاستيطان في الضفة والقدس الشرقية، معتبرين هذا الفوز فرصة لإسرائيل للتخلص من القيود التي وضعها أوباما وحكومته على الاستيطان.
هنأ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، دونالد ترمب بفوزه برئاسة أمريكا، قائلًا، إن بإمكانهما العمل سويا لآفاق جديدة في العلاقات.